الساحة
لن تعرفَ ما الذي يَحدثُفي موليفونغ توريَ رجلٌ غاضبٌ يلوّحُبمنديلٍ أبيض، حصانٌ تَطلعُ من حدوتهِ اليمنى شرارةٌ ذهبيةٌ، امرأةٌ تسعىلأن تحتضنَ السماءَ والأرضَ كأنها قوسٌ يطيرُ بين السقوف. لنْ تجدَ هناجوهرةً ضائعةً بين العربات، الدخانُ وحده يمرحُ بين الغيوم. لنْ تعرفَشيئاً في موليفونغ تورييَ، لأن الشيءَ واضحٌ كفاية لكنهُ سرّي للغاية،واضحٌ وسرّي لأن الحافةَ قريبةٌ جداً إليك.انهضْ، انهضْ وقلْ لديّ طريق سأسلكهُ عبر الغابات، عبر البحيراتالصغيرة، قل لدي بلدٌ ما، مدينةٌ ما أو قريةٌ بعيدة تنتظرُ إشارةً منّي.تنتظرُ الإشارةَ ليطلعَ منها رجلٌ يقول: بهذهِ الثيران اشتري الأفق، اشتريالظلمةَ بنهارٍ فاسد، اشتري صرخةً من خلفِ زنزانة.لنْ تعرفَ ما الذييحدثُ في موليفونغ توريَولنْ تعرفَ ما الذي يحدثُ حقاً هناك. الموت أمسية موسيقيةالموت أمسية موسيقية يقول الرجل المريض، أهو ميت أم نائم في الشرفةتحت أغطية سوداء؟ الكآبة قطن أبيض في الطريق، لكنَّ لا أحد هنا هذااليوم ليعزف أو يرقص أمام الشرفة، لقد ذهب الجميع، خرج الموسيقيونوالضيوف وودعوا الباب والشرفة. نظروا إليك كأنك شجرة يتيمة في بستانالليل. ينبغي أن تستيقظ الآن، الموت أمسية موسيقية حقاً لكن عليك أن تعزفاللحن وحدك، اللحن الذي يليق بحياتك كأنك منسي في زقاق بارد، كأنك جثةمرمية في ظلام الريح. رشيد عبد الرحمنلم تكن فكرة تلك التي رآها في لحظة الغيبوبة، ربما كانت حصاة تلمع فيوادي الأحلام، لذلك يرسم أقنعة غالباً ما تعود الى وجوه أصحابها، يرسمما يشبه متلازمة الحظ العاثر. ذكي بما يكفي ليترك زراً يسقط من سروالهفي المرسم أو فوق أرض الحديقة. يقظ كأنه نمر بنغالي جريح، كأن فيفرشاته وألوانه حصة من الألم والخسارة.لا يريد أن يعرف ماذا يقول، اليدان وحدهما تعملان هكذا، صدفة خالصة كأن الرّب وضع في أصابع هذا الرجل أيقونة حجرية فوق زجاج مكسور. اليداللطافة حجر آخر يضاف إلى هيئة اليد، اليد المرفوعة التي توقظ الموتى،المفتوحة كقوس مشدود إلى وتر الخليقة. من بين الغيوم تستقبل حاضنة المعجزات هذا اليوم وردة مبللة.يد تشبه عائلة حائرة في غابة من الألغاز، نسمة خفيفة تكفي لتضيّع مفاتيحالسرّ. إلى أين ستأخذني يا قارب أيامي؟
توابل - ثقافات
حياة واحدة... السلالم كثيرة
10-07-2013