هشام سليم: «حوار القاهرة» يطرح ما يريده الشارع

نشر في 12-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 12-03-2013 | 00:01
No Image Caption
صاحب تاريخ حافل بالأعمال الجيدة في السينما والتلفزيون والمسرح، لا يقدم إلا ما يقتنع به احتراماً لجمهوره وحفاظاً على مكانته التي بلغها بعد رحلة طويلة مع الفن، لذا يغيب أحياناً فترات طويلة.
إنه هشام سليم الذي يخوض تجربة تقديم البرامج، للمرة الأولى، من خلال «حوار القاهرة».
عن جديده ورأيه بالأحداث التي تشهدها الساحة المصرية كان الحوار التالي معه.
أنت غائب عن الساحة الفنية منذ عامين لماذا؟

تدهور حال الفن بسبب ما يحدث على الأرض من توترات على الساحتين السياسية والأمنية، بالإضافة إلى أنني رفضت أعمالا عدة لأن جهات الإنتاج ترسل إلي ملخصاً أو بضع حلقات، وهذا غير كافٍ لتحديد جودة العمل والمشاركة فيه.

كيف قررت خوض تجربة تقديم البرامج؟

عندما كنت في دبي أسجل أحد البرامج، عرضت عليّ إدارة قناة «سكاي نيوز» العربية تقديم برنامج على شاشتها، فأخذت وقتي في التفكير من ثم وافقت. أعتبر نفسي في مرحلة التعلم لأني لست مقدم برامج محترفاً.

من اقترح فكرة البرنامج ومن يحدد الضيوف فيه؟

القناة اقترحت الفكرة وإدارتها تختار الضيوف، في حال كانت لدي آراء أعرضها عليها مباشرة  وحتى الآن لم ترفض أياً منها.

ألا تخشى النقد اللاذع  في ظل التوترات السياسية وما يتعرض له الإعلام من هجوم؟

أعدّ الأسئلة بنفسي وأسعى إلى أن أكون محايداً، مع أن ثمة اعتقاداً سائداً بألا وجود للحيادية،  وهذا ناتج عن انعدام الثقة بين فئات الشعب المصري. أود الإشارة إلى أن «سكاي نيوز» محترفة في فن الإدارة، عكسنا تماماً، كون العمل لدينا قائم على الصداقة والخواطر، وما أتفق عليه مع الإدارة ينفذ على الفور من دون تقصير لأنها تحترم تاريخي.

هل تفرض عليك القناة التطرق إلى قضايا ذات توجه سياسي معين؟

لا ضغوط أو تلميحات من القناة، من جانبي أحرص على التوازن في الحوار  وطرح ما يريده الشارع. لست مع أحد ضد أحد، لكني مع الحق ضد الباطل، ويصنف البرنامج تحت مسميات: سياسي، اجتماعي، سياحي، فني، كروي، بغض النظر عن أمر بعينه.

قدم الفنانون الذي خاضوا تجربة التقديم برامج خفيفة أو فنية، فيما اخترت أنت برنامجاً سياسياً لماذا؟

البرنامج ليس سياسياً لكنه شامل، والأحداث تفرض نفسها، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، وفي حال كانت ثمة قضايا رياضية أو فنية تستحق المناقشة سنناقشها.

هل خوض النجوم تجربة تقديم البرامج موضة أم لقلة الأعمال الفنية؟

ما الغريب في أن يتجه الفنان إلى تقديم البرامج ويتجه مقدم البرامج إلى التمثيل؟ الفصل هو التجربة فمن يحقق النجاح يستمر ومن يفشل ينسحب.

كيف ترى المشهد الإعلامي وأداء القنوات الخاصة والحكومية؟

عندما يغيب القانون تحلّ الفوضى وهو ما نعيشه الآن، ومن الطبيعي أن يعاني الإعلام الحالة نفسها بسبب تغليب مصالح فردية وحزبية ومصالح تيار معين وجماعة معينة على مصلحة الوطن.

سقط إعلام الحكومة وثمة عزوف واضح من المشاهدين عن متابعة التلفزيون المصري لأنه لم يعتد كشف الحقيقة، و{عمره ما واجه الناس بصراحة»، فهو يكذب باستمرار ولا أدري كيف يكذب على شعبه. أما الإعلام الخاص فيقدم ما يتوافق ووجهة نظره، مثلاً قناة «الجزيرة» تتبع سياسة «الإخوان المسلمين»، بحكم أنها قطرية، إلا أنها فقدت جمهورها ومصداقيتها.

هل تنوي تكرار تجربة التقديم؟

أنا مبتدئ في الإعلام، بصراحة «لسه بتعلم»، يجب أن آخذ وقتاً كافياً ليتسنى لي تقييم أدائي، إضافة إلى أنني لست مخولا القيام بذلك، فثمة من يتابع نسبة تأثير البرامج على الجمهور. ثم لم أشاهد الحلقات لأني «مبحبش أتفرج على نفسي»، وقد اعتدت هذا الأمر، حتى في أعمالي السينمائية،  فلا أشاهدها إلا بعد مرور سنة على الأقل. في النهاية يتعلق الأمر بردة فعل الجمهور، كونه الحكم ونقطة الفصل وصاحب الكلمة النهائية، وبناء عليها أقرر تكرار التجربة أو الاكتفاء بالمحاولة الأولى.

ما صحة ما يتردد عن نيتك اعتزال الفن؟

ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها هذه الإشاعة ولن تكون الأخيرة، غيابي كانت له أسبابه، وفكرة الاعتزال غير واردة وفي حال قررت سأعلن ذلك.

لم ينتج قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي أي عمل درامي هذا العام، واكتفيا بما تم إنتاجه العام الماضي، فهل  تعزو ذلك إلى الأزمة المالية أم إلى الموقف العدائي من الفن؟

 هذا جزء من تراجع الدولة في المستويات كافة وليس في الفن فحسب، بالإضافة إلى تحكّم المال العربي والخليجي بالإنتاج الفني، للأسف بعنا تراثنا وتاريخنا الفني إلى شركة عربية باعته بدورها إلى أشخاص آخرين فيما اكتفينا بموقف المتفرج، وفي المهرجانات نبحث عن فيلم مصري جيد للمشاركة فيها فلا نجد، وما يحدث الآن هو استمرار لحالة من الفوضى واللامبالاة.

دعا بعض الفنانين إلى مقاطعة شركات الإنتاج المنتمية إلى الإخوان المسلمين ما تعليقك؟

إذا كانت هذه الشركات تقدم فناً على غرار الفن في إيران الذي حصل على الأوسكار وعلى جوائز في مهرجانات عالمية عبر أفلام ترتدي فيها الممثلات الحجاب، فأهلا بهذه الشركات، ومع احترامي لدعاة المقاطعة فلم نرَ لهم أي تجارب حتى الآن.

ما رأيك بمشهد تغطية تمثال أم كلثوم وتحطيم تمثال طه حسين؟

أمر مخزٍ ومحزن أن نفعل ذلك بتاريخنا ورموزنا... هل يعتقد من فعل ذلك أننا قد يصل بنا الأمر إلى السجود لتمثال وننسى الله سبحانه وتعالى وديننا؟ إن كان يعتقد ذلك فهو مريض أو ضعيف الإيمان أو ينظر إلينا على أننا في ضلال وغير مؤمنين. 

back to top