بين العقاب والتسامح
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
• كنا ونحن نستمع إلى مبررات القضاة في إصدار حكمهم على تايلور، كأننا نستمع إلى ملحمة مستمرة يتعامل فيها مجرم الحرب في إطار ثقافة ترى الحق مع القوة الفاسدة القاتلة الماحقة التي تفتك بالضعفاء والمهمشين وتسحقهم لكي تثبت قدرتها وقوتها وهيمنتها وسيطرتها، فضمن هذا المنطق فإن "البقاء للأقوى" و"الغاية تبرر الوسيلة" وهو ذات المنطق المسلّم به لدى مجمل الطامحين السياسيين. • إذاً بالحكم على تايلور دخلنا حقبة جديدة، تضع لبنة في ملاحقة الرؤساء المجرمين، فالتهم التي أدين بها تايلور كانت تدور حول مساعدته لجرائم حرب ارتُكِبت في سيراليون، أي أنه لم يكن الفاعل المباشر. وكم لدينا من رؤساء مارسوا ويمارسون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حتى يومنا هذا. ولذا حاول تايلور في دفاعه أن يبرئ نفسه قائلاً: "لقد سمعت عن جرائم في سيراليون ولكنني لم أشارك فيها"، وحاول الدفاع جاهداً أن يخرجه من الإدانة بذات المنطق، ولكنْ "سبق السيف العذل" وتم تثبيت ما هو أخطر من الفعل المباشر، وهو المساعدة. • كان لافتاً أثناء المؤتمر الصحافي الذي تلا النطق بالحكم للادعاء وللدفاع استشهادهما كثيراً بالأوضاع في الشرق الأوسط، وتم ذكر عدد من الحالات والرؤساء وأفعالهم لنقد الحكم، فمنطقتنا زاخرة بالانتهاكات وجرائم الحرب، كان ذلك للتدليل على انتقائية المنظومة الدولية. وللحديث بقية...