«آفاق السرد الكويتي»... مشاهد حزن وآراء نقدية منوعة

نشر في 14-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 14-03-2013 | 00:01
No Image Caption
بعض نصوص الأمسية اتسم بالتقريرية
نظم ملتقى الثلاثاء الثقافي أمسية أدبية حملت عنوان «آفاق السرد الكويتي»، قرأ فيها المشاركون مجموعة قصص قصيرة.

استضاف ملتقى الثلاثاء الثقافي أمسية بعنوان «آفاق السرد الكويتي» شارك فيها ثلاثة وجوه شابة هم: سعد جاسر وفجر الخليفة وتسنيم الحبيب مساء أمس الأول في جمعية الخريجين، مقدمين نصين من نتاجهم الأدبي، وأدار الجلسة القاصة ريما حمود.

وتمحورت نصوص المشاركين في الأمسية «آفاق السرد الكويتي» حول فكرة الموت وتداعيات هذا الحدث النفسية والاجتماعية ضمن سرد منوع، كما شهدت الجلسة مداخلات نقدية شرّحت تكنيك السرد ومكوناته.

بداية، قرأت القاصة تسنيم الحبيب نصاً بعنوان «أمطار مخبوءة» ومن أجواء النص: «يشيعنك بنظرات متقدة، تطلق سهام التثريب، الازدراء، وربما بعض الرثاء، تبتعدين عنهن بخطوات تسابق بعضها تائهة في دهاليز المبنى، تصعر لك الجدران وجناتها». تقدم الحبيب نصاً مثقلاً بالوجع وموسوما بالألم والحسرة، متتبعة اللحظات النفسية التي يعيشها الفرد في حال فقد أحد الأعزاء، وتستمر مشاهد الحزن في نصوص الحبيب ومن نصها «عمتي أم طاهر» نقتطف منه ما يلي: «ها هو صوتك، مخيط في صوان السمع كأجراس تهتز بمرور نسيم يحمل ذكراك، وما أكثر النسمات التي تأبى مبارحتي، فتحملني لأرضك الجديدة، لأسكب عليها ماء الورد، ثم أتمتم بالفاتحة والإخلاص والصلوات».

حزن مشترك

أما القاص سعد جاسر فقرأ نصين، ومن أجواء قصة «عقرب ساعة يمضغ الوقت: «في هذا الصباح يناديني السفر فأطيل الوداع... أغسل يدي جيداً بالماء الدافئ جداً والصابون قبل لقاء وجبتي الأخيرة هنا، ثم أجففهما بالمنشفة بلطف. أسحب كرسياً بهدوء شديد، ثم أجلس إلى الطاولة، فأقرأ دعاءً قصيراً، ثم أتناول العصيدة الأخيرة على مهل».

وفي سرد يتقاطع مع ما قرأته تسنيم الحبيب في الألم والحزن، قرأ جاسر قصة بعنوان: «أوقف هذا القطار».

وبدورها قرأت القاصة فجر الخليفة نصين بعنوان «لم يمت أبي بعد» و«متلازمة الهجر» ومن الأول «مات أبي فغمرتني غيمة سوداء... انفض المعزون وبقيت وحدي أواجه الأسئلة... كان هو كل اجاباتي».

لم يخطر في باله عندما بدأ رحلته هذه أنها ستطول كل هذه المدة ليجد نفسه خلالها زوجا وأبا كما لم يتصور أنها ستبعده كل هذه المسافة عن مسقط رأسه هناك في أقصى الجنوب حيث تنتظره أمه التي لا تعلم ان ابنها الذي خرج ليبحث عن أبيه صار أبا.

سلبيات وإيجابيات

ثم فتح باب النقاش، وتنوعت المداخلات مركزة على مكونات السرد في الأعمال المقروءة، إذ شرّح المتداخلون النصوص نقداً وتحليلاً مستعرضين إيجابيات الحكايات وسلبياتها، وبدورها أكدت الأديبة ليلى العثمان أن الأصوات السردية تملك الموهبة، مشددة على ضرورة تطوير الذات من خلال الإطلاع على تجارب الآخرين، ممتدحة تجربة القاصة تسنيم الحبيب التي اعتادت على تقديم نهايات مشوقة لأعمالها، كما تلفت العثمان إلى أن أسلوبها السردي تميز بجزالة المعنى.

وأضافت: «المخزون اللغوي ضروري جداً ويجب توافره لدى الكاتب أو القاص، لكن يجب توخي الحذر من التوغل في المفردات اللغوية الصعبة لأن هذا الإفراط ربما ينفر المتلقي من العمل».

وفي حديث عن تجربة القاص سعد جاسر، انتقدت العثمان غياب وحدة المكان في أعماله، وتكرار بعض المفردات ضمن النص بشكل غير مقبول، رافضة البحث عن مفردات بديلة للمفردة المحلية المعبرة عن الحدث لأن هذا اللجوء على حد تعبيرها ربما يشوه المعنى ويفقده خصوصيته.

أما بشأن أعمال القاصة فجر الخليفة، فقد اعتبرت أن النص الأول «لم يمت أبي بعد» أثقلته التقريرية وافتقد إلى التكثيف لذلك فقد الكثير من جماليات القص.

وفي تعليقه على محتوى الأمسية، حدد الكاتب شريف صالح ملاحظاته ضمن ست نقاط أبرزها: هيمنة الفعل المضارع على السارد، والمبالغة في استخدام ضمير المخاطب، غياب الفعل السردي وتحويل القصة إلى نشرة خبرية، كما علّق على عدم توفيق القاصة فجر الخليفة في انتقاء عنوان قصة «لم يمت أبي بعد» إذ كانت الدلالة كاملة في العنوان مما ساهم في تلاشي عنصري المفاجأة أو الدهشة في خاتمة القصة.

back to top