«بهدوء خلك معاي»

نشر في 20-04-2013
آخر تحديث 20-04-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي برزت الأسبوع الماضي عدة معطيات هامة لأحداث مؤسفة بخصوص النائب السابق مسلم البراك, ومن المهم قراءتها بهدوء وتأن, فالدنيا مدرسة والعاقل خصيم نفسه, والجاهل عدو نفسه.

وفي هذا السياق سأتحدث عن اثنين من المعطيات أظنهما الأهم؛ لنستخرج منهما العبر والدروس التي تعيننا في القادم من الأيام.

لا شك أن مرفق القضاء هو أحد أهم مرافق أي دولة، وأي عاقل لا يسره أن يتعرض هذا المرفق لأي انتقاد أو انتقاص أو حتى خطأ عابر، لكن ما حدث في محاكمة النائب السابق البراك يفتح باب التساؤلات وعلامات الاستفهام عما حدث في قاعة المحكمة من سوء ظن بالمحكمة وانسحاب محامي البراك احتجاجاً على إجراءات المحكمة التي لم تقنع فريق الدفاع عن البراك, حتى وصل الأمر إلى اتهام المحكمة بأنها ستصدر حكماً سياسياً في هذه القضية, مما يعتبر إساءة بالغة للقضاء واتهاماً خطيراً ينبغي التوقف أمامه, وانتقاصاً من هيبته؛ لذا من المؤسف ألا يوضح أي ناطق رسمي للقضاء ملابسات ما حصل للرأي العام, والرد على الاتهامات التي ذكرت في هذا الشأن, فنحن لا نقبل الزج بالقضاء في أي صراع سياسي, بل ننزهه تماماً, ونتعامل معه باحترام ووقار, فهو ملاذ الجميع بعد الله.

وفي الشأن الثاني ما حدث من إحراج متعمد لإدارة التنفيذ بوزارة الداخلية, فهل معقول أن تعجز وزارة كاملة عن إحضار كتاب  أصلي ورسمي, من حق المتهم طلبه, والتحقق من صحته, خصوصاً في قضية كبيرة, المدان فيها النائب الأكثر جماهيرية في  البلد, وهو نائب مخضرم ويعرف طرق القانون جيداً, مما جعل  الوزارة مثاراً للسخرية, ومجالاً للضحك والتندر, وهذا ما لا يسرنا  جميعاً, فكرامة رجل الأمن وقبله وزارة الداخلية, أمانة في أعناقنا  جميعاً, مما أفقد الوزارة جزءاً كبيراً من هيبتها, واحترامها أمام  الناس؟

وما زاد الطين بلة هو القرار البائس باقتحام ديوان البراك, بأوامر وجهت للقوات الخاصة التي أصبحت تسدد فواتير الفشل الحكومي, والأثر السيئ الذي تركه هذا الشيء في نفوس الكثيرين, مما جعله يزيد الشحناء في نفوس مشحونة بالأصل, إلى أن ساهم في الأحداث المؤسفة وغير المقبولة التي حدثت مساء الاربعاء.

إن الكويت في رقابنا جميعاً حكاماً ومحكومين, وعلينا واجب  المحافظة عليها, والبعد عن الذي لا ينفع, فما حدث لا يقبله عاقل  ومحب للكويت، وعلى من لا يجد في نفسه كفاءة لأداء المسؤولية أن ينسحب ويترك المجال لغيره.

back to top