جلسة «وداعية»... طائفية

نشر في 14-06-2013 | 00:05
آخر تحديث 14-06-2013 | 00:05
No Image Caption
الراشد للنواب: كل عام وأنتم بخير
بينما تتجه الأنظار إلى ما سيسفر عنه حكم "الدستورية" بعد غد، طغى سجال طائفي على جلسة أمس التي اختتمها الرئيس الراشد بـ"كل عام وأنتم بخير".

بدت الجلسة الخاصة أمس "وداعية"، أي الأخيرة من عمر المجلس الحالي، حسب ما أوحت به كلمات رئيس المجلس علي الراشد في ختامها أمس عندما قال للنواب ضاحكاً: "كل عام وأنتم بخير"، رغم استدراكه سريعاً بالقول: "أتمنى حضور الجلسة مبكراً الثلاثاء المقبل"، في وقت طغت السجالات الطائفية عليها، ليختم النواب عملهم باتهامات للمساجد والحسينيات.

ورداً على ما يحدث في المجتمع من إثارة للنعرات الطائفية لا سيما في الأيام الأخيرة، طالب الراشد في بيان أصدره باسمه ونيابة عن المجلس الحكومة "بالقيام بدورها، والنهوض بمسؤولياتها؛ لوأد هذه الفتنة قبل استفحالها، وأن تضرب بعصا القانون كل من يحاول ترويج خطاب الكراهية، ويهدد نسيجنا الاجتماعي، ويضرب لحمتنا الوطنية في مقتل".

وأضاف الراشد أن "الكويت لا تتحمل مثل هذا التصعيد الخطير الذي يهدد أمن المواطنين، ويزعزع استقرار الوطن"، مشدداً على "أننا في مجلس الأمة نستنكر جميع هذه الدعوات الضالة، ونشجب بشدة هذه السلوكيات المتطرفة والدخيلة على مجتمعنا الآمن".

حكومياً، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء محمد العبدالله أن "الحكومة ستطلع الشعب الكويتي على إجراءاتها بشأن موضوع الوحدة الوطنية في بيان قادم لمجلس الوزراء".

وفي دردشة مع الصحافيين عقب الجلسة، جدد الرئيس الراشد الإعراب عن تفاؤله باستمرار المجلس، وإكماله دورته، مؤكداً أنه سيقبل حكم المحكمة الدستورية أياً كان "وماكو إلا الخير، وأنا متفائل، والأمور إن شاء الله طيبة".

أما السجال الطائفي فبدأ بين النائب خالد الشليمي من جهة، والنائبين يوسف الزلزلة وفيصل الدويسان من جهة أخرى، أثناء مناقشة مشروع قانون بشأن العلم الوطني، وبينما فزع النائبان حماد الدوسري ومحمد الجبري للشليمي فزع عدنان المطوع للطرف الثاني.

وبدأت شرارة السجال بـ"الغمز واللمز" من عدد من النواب قاصدين النائب السابق الذي لم يقف تحيةً لعلم الكويت، وزميله الذي وصفه بـ"الخرجة"، ورفعهما لعلم طالبان، وهو ما أثار حفيظة الشليمي، الذي أراد الرد عليهم بصيغة "المقرر" وهو ما رفضه الزلزلة والدويسان.

وقال الشليمي: "نحترم علم الدولة ونقدره، لكن لا نصل إلى هذه المرحلة بأن نسجن مَن لا يقف له، وإذا تبون طائفية ندخلها، واعرف من تقصدون بالغمز واللمز، تقصدون محمد هايف، وهو رجل دين يتصرف من منطلق ديني".

وأضاف الشليمي قاصداً الدويسان دون تسميته: "وبالنسبة لمن ينتقد من يحرّم الموسيقى أقول: إنني شخصياً أحرّم الموسيقى ولا أسمعها... والموسيقى تحت رجولي"، متابعاً: "تساهلنا كثيراً في عدة أمور حدثت داخل المجلس ولم نتكلم عنها، مثل مَن شكك في بيت الزكاة"، متسائلاً: "أين يذهب الخُمس الخاص بالزكاة؟".

بدوره، قال النائب فيصل الدويسان إن "هناك مساجد تعلّم الأولاد عدم احترام العلم الوطني، ولا نستغرب مَن يقدّس علم طالبان أن يحرّم الموسيقى، ووزير الأوقاف أدرى بما يدور في المساجد".

وهنا تدخل النائب حماد الدوسري مطالباً بنقطة نظام ومعترضاً بقوة على ما قاله الدويسان بحق المساجد، وعندما رفض الراشد طلبه، تحدث بدون ميكروفون قائلاً: "هناك حسينيات تربي الناس على سب الصحابة والإساءة لهم".

ومن جهته، قال النائب حسين القلاف إن "الإساءة للعلم بحاجة إلى معالجة شرعية لا قانونية، فيجب معالجة الخلل العقائدي الفكري عند بعض الناس من خلال وزارة الأوقاف".

ونتيجة حدوث سجال حول عقوبة مَن لا يقف للعلم اقترح النائب عدنان عبدالصمد الاكتفاء بالمداولة الأولى وإرجاع القانون إلى اللجنة التعليمية لمناقشة التعديلات عليه قبل إقراره في المداولة الثانية، وهو ما أيّدته الحكومة ووافق عليه المجلس، فأُدرِج على جدول أعمال جلسة الثلاثاء المقبل بجانب قانون "الأحداث".

وحسم المجلس أمر 13 قانوناً، بإقراره عشرة منها وإعادة ثلاثة أخرى إلى اللجان المختصة للدراسة، فضلاً عن اتخاذ عدد من القرارات وذلك في أقل من أربع ساعات.

ووافق المجلس في المداولتين على تعديل بعض أحكام القانون رقم 38 لسنة 2002 بشأن تنظيم الإعلان عن المواد المتعلقة بالصحة وأحاله إلى الحكومة، وفي المقابل اكتفى المجلس بإقرار قانوني مشروع القانون في شأن دور الحضانة الخاصة، والتعليم الإلزامي، في المداولة الأولى.

وبينما وافق المجلس على طلب الحكومة إعادة تقريري لجنة الداخلية والدفاع بشأن جوازات السفر والجيش إليها لمزيد من الدراسة، وافق على طلب اللجنة التشريعية إعادة تقريرها الخاص بالأحوال الشخصية لمزيد من الدراسة مع إبقائه على جدول الأعمال.

إلى ذلك، دعا التحالف الإسلامي الوطني كل الكويتيين إلى "الوحدة والتكاتف، وتفويت الفرصة على كل الطارئين الذين لا يريدون خيرا لكويتنا الحبيبة".

وشدد التحالف، في بيان أمس على ضرورة تطبيق القانون على الجميع بحزم وعدالة ومساواة وبمسطرة واحدة، و"العمل جاهدين على وأد الفتن في مهدها، لأن نارها ستحرق الأخضر واليابس ولن تستثني أحدا".

back to top