عقدت آخر الندوات الفكرية للمهرجان الأكاديمي الثالث، أمس الأول بقاعة غانم الصالح بالمعهد العالي للفنون المسرحية، التي احتوت بحثين الأول «دراماتورجيا الممثل... رؤية وأبعاد جديدة» للدكتور جان داود، والثاني بعنوان «المسرح والربيع العربي... خيبة المسرح العربي» للدكتور سعيد الناجي، بإدارة هاني النصار.

Ad

استهل د. جان داود الندوة متطرقاً إلى «دراماتورجيا» الجسد التي اعتبرها اصطلاح تكوين الماهية الدرامية القائمة بالدافع الداخلي، مؤكدا أن صنع الفارق هو البداية نحو كل إبداع، لافتا الى أنه إن لم يوجد الفارق فسنكون في المستنقع والوحدة.

وقال داود عن «دراماتورجيا» الممثل التي تتكون من خصوصية وترسبات وواقع، مشيرا الى أن تحرير الفرد من كل العوائق يكمن في التمرد والبحث، وإن تكوين الممثل يكمن في التربية والإعداد، مبينا أن الشباب اليوم هم من يصنعون جمالياتهم ومسرحهم.

وانتقل داود إلى «دراماتورجيا» المشاعر تعتبر من أبرز أدوات الممثل، لافتا الى أنها تعد عقل المشاعر في زمن التكنولوجيا والحداثة، متناولا تجربة المعهد المتخصص بهذا الجانب في بيروت، داعياً للخروج من النمطية للعمل على تكوين «دراماتورجيا الممثل ودور المخرج في بناء الشخصية والمتابعة.

أما الباحث د. سعيد الناجي فقد تطرق إلى أحداث الربيع العربي التي حققت التغيير في المشهد العميق من «البوعزيزي» مرورا في المواجهات الدامية وكسر شوكة القهر نحو مشهد التغيير، مبينا أن الأجيال الجديدة هي التي فتحت عيونها علي وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة التي لعبت دورا واضحا وملموسا بهذا الجانب التي أحدثت التغييرات، مؤكدا أنه في ظل هذه المعطيات والثورات لم يكن هناك بحث عن تقديم مسرح، مما خلق تحديا يواجه المسرح الذي يعتبر الوسيط الأعرق والأقدم.

كما أشار الناجي الى أن المسرح العربي يواجه اليوم واقعا مختلفا تماما، ففي السابق واجه العرب الانقلابات، الآن واجهوا في ما يسمي في الربيع العربي، مبينا أنه لم يكن في خياله نسج هذا الربيع في المسرح ولم تكن هناك زاوية نظر بالنسبة إليه، رافضا دور المسرح في الربيع العربي، مؤكدا أن الأهم لديه هو كيفية تعامل المسرح الآن وهذا هو الرهان حسب قوله.

واختتم الناجي بالقول ان الذين خرجوا الي الثورات لم يكن لديهم اعتقاد ثقافي بل كان التوجه نحو العيش الكريم، لافتا الى أن ممارسة المسرح فعليا هو الخطوة نحو الخروج من هذه الخيبة.