ناثان فيليون نجم المسلسل التلفزيوني الشهير Castle، ولكل عمل تلفزيوني معجبوه المتيمون. يشارك الممثل في المسلسلات التلفزيونية منذ سنوات، ويدرك أن محبيها يأخذون كلمة {معجب} إلى {مستوى مختلف تماماً}. لكن هذا لا يُقارن بالإخلاص الذي حظي به من خلال مسلسل Firefly، الذي شارك فيه لفترة وجيزة مع جوس ويدون (Buffy the Vampire Slayer وThe Avengers).

Ad

يذكر فيليون: {لا يسأم معجبو جوس ويدون، بل يتبعونك من مشروع إلى آخر ويدعمونك في كل خطوة تتخذها... لا أحاول أن أفهم هذا الواقع، إلا أنني أستمتع به}.

يدرك ويدون ذلك أيضاً. عندما يضع صانع الأفلام المبدع هذا (48 سنة) اسمه على فيلم رعب (Cabin in the Woods)، يجتذب حضوراً ما كان ليشاهد الفيلم لولاه. وعندما يقرر العمل على سلسلة أفلام ضخمة مقتبسة من قصص مصورة مثل The Avengers ويبرع فيها، نؤكّد لكم أن نصف المشاهدين على الأقل سيلفون أيديهم حول كتفيهم فرحاً، ينظرون من حولهم في دار السينما، ويقولون: {أخبرناكم أنه مميز}.

ولكن هل يتمكن ويدون وملهمه على الشاشة، فيليون، من اجتذاب ذلك الجمهور المتردد إلى مشاهدة فيلم لشكسبير؟ ثمة رسالة، كما يوضح قسم تسويق العمل، وراء فيلم ويدون المنخفض الميزانية إنما المثير الذي يحمل العنوان Much Ado about Nothing.

ينضم ويدون إلى بعض أعظم رجالات السينما، مثل ويلز وأوليفيه وبولانسكي وبراناه، وهم صانعو أفلام عشقوا شكسبير وحاولوا، على حدّ تعبير ويدون، {حمل الجمهور على مشاهدته}.

يضيف ويدون: {يرغب كل مَن يحبّ شكسبير في الحصول على فرصة يُظهر من خلالها مدى تأثره به. يُعتبر هذا أشبه بتأكيد لإبداع شكسبير. فقد أثّر فيّ. ولا شك في أنه سيؤثر فيك أيضاً}.

وإذا تدفق الجمهور لمشاهدة العمل، فهذا جيد جدّاً. يوضح ويدون، مشيراً إلى توقعه الإقبال المحدود على Much Ado about Nothing: {لا أحد يعدّ عملاً لشكسبير إلى فيلم لغاية غير حبّه لهذا المبدع. نُرغم في المدرسة الثانوية على الاطلاع على أعمال شكسبير. أما عندما نكبر، فنتناول أعمال الشاعر لأننا نحبه فحسب}.

يقيم ويدون وزوجته كاي كول حفلات غداء احتفالاً بشكسبير أيام الآحاد في منزلهما الضخم الذي صممته كول في لوس أنجليس. يتذكّر فيليون أنهما اعتادا دعوة الكثير من الممثلين المتعددي المواهب، الذين عمل معهم ويدون في التلفزيون، {لتقديم مسرحية}. وحققت الحفلات نجاحاً كبيراً عندما تناولت أعمالاً فكاهية، خصوصاً Much Ado About Nothing. يوضح ويدون: {كلما تحمسنا، تحسّن أداؤنا}.

إنعاش الروح

كان الكاتب والمخرج، الذي يشتهر بإخلاصه القوي لممثليه، يتوق إلى فرصة ليقدّم صديقيه آني آكر (Angel) وألكسيس دينيسوف (Angel وDollhouse). فتحوّل هذا إلى مشروع أقنعته السيدة ويدون بتصويره كوسيلة {لإنعاش روحه} خلال فترة الاستراحة بين تصوير The Avengers وبدء عملية تحريره. لجأ ويدون إلى ممثلين، مثل آكر، دينيسوف، كلارك غريغ، فيليون (الذي أدّى دور دوغبيري الفكاهي)، وآشلي جونسون. وفي منزل عصري وبملابس عصرية، حوّلوا خلال 12 يوماً أو ربما أسبوعين Much Ado من مجرد مسرحية في حفلة إلى فيلم.

يذكر فيليون، متحدثاً عن ويدون: {كانت هذه فكرته عن العطلة. يعشق اللغة، القصص، المواضيع... أعتقد أن أي مدرّس في الصفوف الثانوية سيفرح بالفيلم لأنه يبرهن أن باستطاعة أي إنسان أن يستمتع بأعمال شكسبير. كنت أحد أولئك الأولاد الذين يكرهون سماع اسم شكسبير، ولكن لو تسنت لي مشاهدة فيلم مماثل وأنا صغير، لبدّلت رأيي}.

كاثرين شوارد من صحيفة Guardian من النقاد الذين أثنوا على الفيلم و{براعة ويدون في الكوميديا... مقاربته الجريئة من التخلي عن النكات الفاشلة}، فضلاً عن {اعتماده ببراعة على المشاهد الفكاهية}.

يوضح ويدون من جهته أن مسرحية Much Ado about Nothing {لا تُعتبر محصنة ضد سردها بغباء. فقد شاهدتُ أعمالاً سيئة عنها. لكنها مبنية بإتقان يعجز الناس عادةً عن فهمه}. يعشق كاتب السيناريو هذا التحليل، الهدم، وفهم لمَ هذه المسرحية التي كُتبت قبل 415 سنة لا تزال ناجحة.

يذكر ويدون: {يعود ذلك إلى تركيبتها الغنية التي تجمع بين الكوميديا والدراما. رأيت فيها كوميديا سوداء}. ولهذا السبب قرر تصوير الفيلم بالأبيض والأسود. يقول: {أعتقد أن هذه القصة تحتوي على كثير من السوداوية وراء الفكاهة، ما يجعلها أكثر عمقاً من مجرد القول: انظروا إلى هؤلاء الناس وهم يتغازلون ويستمتعون بوقتهم}.

استعاد ويدون انتعاشه وها هو اليوم يواصل العمل على Avengers II. ولكن بما أن ويدون يقر بأن Much Ado about Nothing مجرّد تمهيد يغريك بمعالجة مواضيع إضافية من أعمال شكسبير، وبما أن أعمال جوس ويدون لا تكتمل من دون الحديث عن أجزاء عدة، فهل تشمل أعمال صانع الأفلام هذا في المستقبل مسرحيات أخرى لشكسبير؟

يجيب: {لست شبكة البي بي سي. أنتج أعمالاً مماثلة بدافع الحب لا المال}. ولكن إن تهافت محبو ويدون على دور السينما لمشاهدته، فالخيارات كافة تبقى مطروحة.