جدد الرئيس الإيراني أمس دعمه لنظام الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن انتصار المعارضة السورية تهديد للمنطقة برمتها، وذلك خلال استقباله مستشار الرئيس المصري محمد مرسي.

Ad

حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، خلال استقباله المستشار الخاص للشؤون الخارجية للرئيس المصري محمد مرسي، عصام الحداد الذي يزور طهران حالياً، من أن انتصار المعارضة في سورية سيجلب موجة من عدم الاستقرار تمثل «تهديداً للمنطقة برمتها»، مجدداً دعم طهران لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال نجاد في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني للرئاسة، إن «وصول مجموعة إلى السلطة عن طريق الحرب والنزاع سيترجم استمراراً للحرب وعدم الاستقرار فترة طويلة»، في إشارة إلى احتمال انتصار المعارضة، مضيفاً ان «عدم الاستقرار في سورية سيهدد أمن البلدان الأخرى في المنطقة وسيشكل تهديدا للمنطقة برمتها».

وتندرج زيارة الحداد في إطار تحركات «مجموعة الاتصال» التي تضم إيران ومصر وتركيا والسعودية، من أجل السعي الى ايجاد حل للنزاع السوري، وفشلت المجموعة في عقد أي اجتماع بعد أن قاطعتها السعودية احتجاجاً على الدعم الإيراني للأسد.

اتفاق إيراني - مصري

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أن إيران ومصر اتفقتا على حلّ الأزمة السورية بالطرق السياسية. وذكرت الوزارة في بيان، أوردته وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية، أنه في «إطار الجهود المشتركة المبذولة من قبل إيران ومصر لتنفيذ المبادرة الرباعية المصرية بشأن الأزمة السورية، فقد قام وفد مصري بزيارة طهران برئاسة مساعد الرئيس المصري لشؤون العلاقات الخارجية والتعاون الدولي عصام الحداد، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية محمد رفاعة الطهطاوي».

وأوضحت وزارة الخارجية الإيرانية أن الجانبين اتفقا خلال هذه اللقاءات على ضرورة اعتماد برنامج، بهدف تنفيذ مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي لحل الأزمة السورية بالسبل السياسية المقبولة، والتي من شأنها أن تساعد على وقف العنف وإرساء المصالحة الوطنية بمشاركة أبناء الشعب السوري.

حراك دبلوماسي

وفي السياق، وصل إلى القاهرة أمس وفد تركي- سعودي مشترك قادما على متن طائرة تركية خاصة من إسطنبول، في زيارة لمصر تستغرق يومين يلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين الأمنيين لبحث آخر تطورات الأزمة السورية.

وقالت مصادر في المطار إن «الوفد يضم سبعة أفراد بينهم خمسة أتراك وسعوديان، حيث يبحث الوفد آخر تطورات الأزمة السورية والتنسيق مع مصر بشأن الخطوات القادمة نحو حل الأزمة عن طريق الحل السلمي، وعلى أساس تفعيل المبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي في القمة الإسلامية الاستثنائية في مكة».

وبالتزامن وصل إلى القاهرة أمس وفد من مجلس الشيوخ الأميركي، برئاسة رئيسة لجنة الاستخبارات في المجلس ديان فينشتاين في زيارة إلى مصر تستغرق ثلاثة أيام. وقالت مصادر في المطار إنه «سينضم إلى الوفد خلال الساعات القادمة السناتور الجمهوري ساكسبي شامبليس، الذي يرأس المجموعة حول الارهاب والأمن الداخلي في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب».

ومن المقرر أن يبحث الوفد مجمل العلاقات المصرية- الأميركية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إلى جانب بحث آخر تطورات الوضع في المنطقة خصوصا الأزمة السورية.

وفي الإطار، وصل إلى القاهرة أمس وفد من السياسيين والمعارضين في داخل سورية قادمين من دمشق في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، يلتقون خلالها مع عدد من معارضي الخارج في إطار فتح قنوات اتصال بين النظام ومعارضة الخارج.

الوضع الميداني

وفي سورية، تواصلت المعارك في كل أنحاء البلاد مسفرة عن مقتل العشرات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن صاروخ أرض ارض سقط أمس على بلدة تل رفعت في ريف حلب، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل هم سيدتان وطفلان. وقال معارضون للنظام السوري في المركز الإعلامي في حلب انه صاروخ «سكود» اطلقه الجيش، لكن تعذر التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل. وأدى الصاروخ الى سقوط عدد كبير من الجرحى ايضا وتدمير عدة منازل.

وانفجرت عبوة ناسفة أمس في منطقة مساكن برزة بالعاصمة السورية دمشق، نتج عنها إصابة شخص على الأقل تبين لاحقا أنه مسؤول حكومي. وتشهد مناطق في حي برزة إجراءات أمنية مشددة منذ أيام، تزامناً مع حملة عسكرية على منطقة برزة البلدة في الحي، حيث تتعرض لقصف وتدور اشتباكات ومعارك بين مقاتلين معارضين يسيطرون عليها وعناصر القوات النظامية التي تحاول استعادتها، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.

«الكيماوي»

في غضون ذلك، كشف العميد السوري المنشق زاهر الساكت رئيس فرع الكيمياء في الفرقة الخامسة في قوات النظام السوري في حديث مع «العربية» ان «أمراً صدر باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الجيش الحر في إحدى المعارك في بصر الحرير، لكنه استبدل المواد الكيماوية بماء الجافيل غير القاتل».

وفي المقابل، كشف مصدر طبي مطلع لـ»الوطن» السورية المقربة مع النظام عن «وصول العديد من الإصابات في صفوف عناصر من الجيش السوري إلى مشفى حاميش في حي برزة في دمشق، ومن بينهم قتلى تظهر عليها آثار استنشاق غازات كيماوية ظاهرة على المصابين وتتمثل بخروج مادة بيضاء من أنوفهم ومن أفواههم». ولفت المصدر إلى أن «عناصر الجيش المصابة لم تظهر عليها آثار طلقات نارية أو جروح نتيجة المواجهات المسلحة، وإنما آثار استنشاق غازات غريبة فقط».

(طهران، دمشق، القاهرة ـ

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)