باتت مغادرة السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون، مقر سفارة بلادها، القريب من ميدان التحرير مسألة محسومة، خاصة بعدما ذكرت مصادر دبلوماسية أن الخارجية الأميركية خاطبت القاهرة، بشأن انتهاء مهمة السفيرة التي أمضت عامين، وترشيح روبرت فورد بدلاً منها.

Ad

آن باترسون التي أصبحت واحداً من الأسباب التي أطاحت بعرش «الإخوان المسلمين»، بمواقفها المنحازة للجماعة والمتنافرة مع الرغبة الشعبية، التحقت بالسلك الدبلوماسي الأميركي عام 1973، وتنقلت بين مناصب عِدة، حيث عملت كسفيرة في السلفادور وكولومبيا، وباكستان، قبل أن تصل إلى القاهرة في أغسطس 2011، وتقدم أوراق اعتمادها للمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقتذاك.

وشهدت مصر خلال فترة عمل باترسون صعوداً لافتاً لتيار الإسلام السياسي، وعلى رأسه جماعة «الإخوان»، كما شهدت سقوطهم، وخلال الفترة التي أعقبت سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وحكم المجلس العسكري، برزت إلى الواجهة لقاءات المسؤولين الأميركيين بقيادات «الإخوان» داخل مصر، بعد فترة ظلت خلالها تتم بشكل سري.

وساهمت التقارير، التي قدمتها باترسون لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، في ترجيح مسار التوافقات والتفاهمات ين واشنطن و»الإخوان»، إذ ظلت الولايات المتحدة داعماً قوياً يحول دون سقوط «الجماعة»، بل إن تأرجح مواقفها بشأن ما جرى في مصر في 30 يونيو الماضي ظل الأمل الذي تعوِّل عليه «الإخوان» لإحباط فكرة الإطاحة بها من عرش مصر.

ومثلت تحذيرات السفيرة الأميركية المبطنة بالكلمات الدبلوماسية خلال الشهور الأخيرة من حكم مرسي، لتدخل الجيش في مسار الأمور، سنداً قوياً للإخوان، وهو ما تم تفسيره في تصريحات بعض قادة الجماعة لوسائل الإعلام الدولية بأن الدعوة لإسقاط مرسي بعد عام من انتخابه لا يتجاوز كونه «لعب عيال».

وربما كان اللقاء الأخير، الذي جمع باترسون مع النائب الأول لمرشد «الإخوان» خيرت الشاطر، نهاية يونيو الماضي، قبل أيام من الإطاحة بمرسي، أحد العوامل التي استفزت كثيرين باعتبار ذلك دعماً علنياً من واشنطن للإخوان.

تعددت اللقاءات الدبلوماسية النافذة مع قادة الجماعة، بل إن صورة ضاحكة جمعتها بمرشد «الإخوان»، المحبوس حالياً على ذمة التحقيقات، محمد بديع، ظلت دليلاً على البراغماتية التي انتهجتها الجماعة بعد تمكنها من الحكم، وتحول مواقفها من الولايات المتحدة التي طالما هتف شباب «الإخوان» ضدها، وصورتها أدبيات الجماعة في أيام المعارضة بـ»عدو الإسلام».