السعد لـ الجريدة•: إنتاج 15% من الكهرباء بالطاقة الشمسية يحتاج إلى 3 سنوات فقط
الرغبة الأميرية في الاعتماد عليها لإنتاج الطاقة تحرك عجلة التنمية
تنفيذ رغبة صاحب السمو أمير البلاد بتحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي يحتاج إلى تكاتف الجهود من مختلف الجهات الحكومية والخاصة، كما يحتاج إلى بدائل وتدعيمات للركائز الأساسية ومقومات البلد والتركيز على التكنولوجيا الحديثة.ويأتي في مقدمة تلك المقومات ما طرحته مبادرة صاحب السمو في مؤتمر قطر حول الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة المنعقد مؤخراً، بإقدام الكويت على الاستفادة من تلك الطاقة الطبيعية حتى نسبة 15% من الإنتاج العام في البلاد بحلول عام 2035، للمحافظة على الطاقة التقليدية (البترول) من النضوب.
وانطلاقاً من تلك الرغبة السامية، تلقي "الجريدة" الضوء على الجوانب العملية لرؤية صاحب السمو من الناحية الفنية، من خلال لقائها الخبير الاستراتيجي للطاقة المتجددة والنظيفة المهندس نجيب السعد، ليعطي التصور الكامل حول كيفية تطبيق تلك الرؤية على أرض الواقع، ملقياً الضوء على إمكان زيادة نسبة الإنتاج خلال المراحل المقبلة.يبدي خبير الطاقة نجيب السعد تفاؤله بإمكان إنتاج جزء غير بسيط من الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن إنتاج نحو 15% من معدل الاستهلاك الحالي بواسطة الطاقة المتجددة لن يستغرق أكثر من 3 سنوات، فضلاً عن توفير مبالغ طائلة، كبدلات للمحروقات المستهلكة حالياً في إنتاج الطاقة، "الجريدة" التقته لاستطلاع سبل تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، وكان معه هذا الحوار:• بداية كيف تنظر إلى الرؤية السامية بضرورة الاعتماد على الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء؟ وما جدوى ذلك في ظل توافر النفط؟- الرغبة السامية في مجال انتاج الكهرباء بالطاقة المتجددة جاءت في موضعها، حيث تحتاج البلاد الى الاستفادة من الطاقة البديلة والمتجددة وعدم الاعتماد الكلي في الانتاج على البترول، للمحافظة عليه من النضوب وتحريك عجلة التنمية في البلاد، وبالتالي فإن المجال متاح لزيادة الانتاج من خلال الطاقة البديلة والمتجددة بنحو 25% في المراحل التي تعقب الانطلاقة الاولى المبنية على الرغبة الأميرية، والامر لا يحتاج الى عناء كبير وتكاليف باهظة.ثلاث سنوات• ما المدة اللازمة لتنفيذ هذا المشروع؟- المدة التنفيذية التي تحتاجها الدولة لتنفيذ المشروع ثلاث سنوات بحد اقصى، كما نحتاج إلى بناء من ثلاث الى اربع محطات لاستيعاب النسبة المطلوبة (15%)، خصوصا ان السوق العالمي لانتاج الألواح الكهروضوئية لديه القدرة على توفير احتياجات البلاد واكثر.• كم تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع؟- ليست كبيرة، فأسعار الالواح الشمسية التي يمكن استخدامها في نزول لا في ارتفاع، لاسيما ان الصين تعمل باستمرار على انتاج الالواح وعرضها في السوق بشكل مستمر وبكثرة، كما تحاول تخفيض اسعارها في السوق العالمي حتى ترغب الدول في شرائها، خصوصا ان التوجه العالمي الجديد يسير نحو استخدام الطاقة البديلة والمحافظة على الطاقة التقليدية.وتكلفة بناء محطات تعمل على البترول هي ارخص بقليل من تكلفة بناء محطات تستفيد من الطاقة الشمسية، لكن صيانة وتشغيل الاولى اغلى بكثير جدا من الاخيرة، حيث تحتاج الاولى إلى حرق بترول اكثر للإنتاج، بينما تحتاج الأخرى الى شمس فقط، وهذا متوفر يوميا مجانا.تخزين ليلي• في حال غابت الشمس... كيف يكون الإنتاج ليلاً؟ - العمل على انتاج الطاقة يكون نهارا على اطلالة الشمس، بينما يخصص وقت الليل لتخزين ما تم انتاجه في النهار، لتعزيز الشبكة العامة للانتاج والاستعاضة عن جزء اكبر من الانتاج التقليدي وحرق البترول، فإذا كان لدينا 10 وحدات اشغل 6 واريح الاربعة الاخرى، واستفيد من الطاقة المتجددة في تعزيز الشبكة.• ماذا عن الكفاءة الإنتاجية لهذه الوحدات؟الكمية المتوفرة حاليا في السوق تتراوح كفاءتها بين 12 و30% من الكمية المطلوب توفيرها، وتعمل الصين في الوقت الحالي على تصنيع الواح جديدة تكون كفاءتها الانتاجية المطلوبة نحو 60%، وستتوفر في السوق العالمي خلال السنتين القادمتين.إنتاج نووي• ماذا عن إمكان الاستفادة من بناء محطة للطاقة النووية؟- بعد احداث هيروشيما، توقف التوجه العالمي نحو بناء محطات الطاقة النووية، وتم الاتجاه للاستفادة من الطاقات المتجددة الطبيعية، والطاقة الشمسية التي تقدم عليها البلاد من خلال الرغبة السامية، وهي تعادل التكلفة والكفاءة التي تنتجها الطاقة النووية.• لماذا يكون التوجه العالمي نحو الطاقة الشمسية؟- هذا التوجه يحقق جدوى اقتصادية جيدة للبلدان المنفذة لها ويحافظ على اقتصادات الدولة وينميها، كما يحقق ذلك توفيرا ماديا كبيرا لا يمكن تحقيقه مع الانتاج البترولي، وبينما يكون العائد السنوي من الانتاج التقليدي سلبيا، فإن العائد من الانتاج المتجدد الطبيعي يكون ايجابيا.• هل يمكن خصخصة تلك المشاريع؟- نعم، ففي حال فتح الباب امام الشركات الخاصة للتنافس على تنفيذ تلك المشاريع، فسنجد اغلب الشركات العالمية تتنافس عليها، حيث ستجد نفسها رابحة لا محالة، بخلاف المحطات التقليدية والتي تكبدها خسائر كثيرة من دون جدوى.استغناء تام• هل يمكن الاستغناء التام عن الطاقة التقليدية بالبديلة؟- هذا هو التحدي الأكبر الذي تسعى دول العالم المتقدمة الى تحقيقه، وأنا واثق أنه سيأتي اليوم الذي يتم الاستغناء عن الطاقة التقليدية تماما بالطاقة المتجددة.