تلقي الأجواء السياسية في مصر بظلالها السلبية على أداء بورصة القاهرة، فعلى مدار جلسات الأسبوع الماضي استمرت عمليات التراجع في البورصة.

Ad

ويفسر محللون هذا التراجع على مدار الأيام الماضية بالسيناريوهات السلبية المتوقعة تجاه أحداث 30 يونيو الجاري، حيث ستنظم المعارضة تظاهرات مناهضة للحكومة، بمناسبة مرور سنة على تنصيب الرئيس محمد مرسي.

ويرى بعض المحللين أن الأجانب يبنون قرارهم بالشراء في ظل هذه الظروف على سيناريو مرور 30 الجاري بأقل خسائر ممكنة، ويرجع البعض الآخر هذا التراجع للانطباعات الشخصية وليس للأداء المالي والاقتصادي للشركات.

أما البعض الآخر فيرى أن هذا التراجع في البورصة على مدار الأيام الماضية يعزى للأوضاع السياسية المضطربة والتوقعات المتشائمة لأحداث 30 الجاري، كما صرح بذلك للجزيرة نت الخبير المالي مالك سلطان.

ويفسر سلطان أداء الأجانب في البورصة المصرية بقيامهم بعمليات شراء مستمرة بأن هؤلاء يبنون توقعاتهم على أن أحداث 30 يونيو ستكون محدودة من حيث آثارها السلبية، وبالتالي فهذه فرصة لهم للشراء بأسعار منخفضة، والبيع فور استعادة السوق لأسعاره الطبيعية بعد 30 الجاري.

أداء الأجانب

وينبه سلطان الى أهمية مراقبة أداء الأجانب في الفترة المقبلة، «فإذا استمروا في الشراء فسيكون السيناريو السابق صحيحا، أما إذا حولوا تعاملاتهم للبيع فساعتها يمكن التنبؤ بأنهم أعادوا حساباتهم، وأن الآثار السلبية لأحداث 30 يونيو ستكون أكثر سوءا، وبالتالي سيشهد السوق انخفاضات كبيرة».

وحول مستقبل أداء السوق على مدار الأيام المقبلة، يرى أن هذا الأمر يتوقف على تطور الأحداث السياسية، وهو أمر يصعب التنبؤ به خلال الأيام المقبلة.

وصنف المستثمرين في البورصة، في ظل هذه الأحداث، بأنهم بين مخاطر شديدة الجرأة ينتظر جني أرباح بعد عودة حالة الهدوء ومن يراهن على الأجل الطويل، وفي كل الأحوال يرى أن انخفاض أسعار الأسهم عند هذا الحد يعد فرصة للشراء بلا شك.

انطباعات سلبية

ويعتبر الخبير المالي ناجي هندي أن أداء البورصة المصرية خلال هذه الأيام كان شديد الشبه بالوضع منذ ستة أشهر، وبالضبط في ذكرى ثورة 25 يناير، حيث انخفضت الأسعار بمعدلات كبيرة نتيجة الانطباعات الشخصية، والمبالغة الإعلامية في التوقعات السلبية للأحداث.

ويدلل هندي على قوله بأن أسعار الأسهم في البورصة حاليا لا تعكس الأداء المالي للشركات، فعلى سبيل المثال تظهر ميزانية شركة مدينة نصر تحقيق أرباح، ومع ذلك يشهد سعر سهمها في البورصة انخفاضا ملحوظا، و»بالتالي لم تعد البورصة انعكاسا للأداء الاقتصادي لكن انعكاسا للانطباعات الشخصية».

واوضح أن دورا كبيرا يقع على عاتق المؤسسات المستثمرة في البورصة المصرية في الحفاظ على أداء البورصة، ويمكنها القيام بدور صناع السوق، وليس ذلك من قبيل المخاطرة غير المحسوبة.

(الجزيرة. نت)