اعتبر وزير الإعلام المصري الأسبق أسامة هيكل أن أداء الرئيس محمد مرسي لا يزيد عن كونه مندوباً لجماعة «الإخوان المسلمين» في كرسي الرئاسة، لافتاً إلى أن «الإخوان» يسعون إلى السيطرة على الجيش والشرطة والإعلام والقضاء في إطار مخطط التمكين الذي يسعون إليه. وقال الرجل، الذي كان شاهداً على الفترة الانتقالية التي أدارها المجلس العسكري السابق في حوار مع «الجريدة»، إن تسريب تقرير يتهم الجيش بقتل وتعذيب المتظاهرين لصحيفة الغارديان البريطانية يدخل في إطار محاولة تشويه المؤسسة العسكرية... وإلى تفاصيل الحوار:

Ad

• كيف تقرأ ما نشرته «الغارديان» البريطانية حول تورط الجيش المصري في قتل المتظاهرين أثناء ثورة يناير؟      

-منذ اليوم الأول لتولي الرئيس مرسي الحكم وجماعة «الإخوان المسلمين» تسعى إلى «التمكين» من خلال السيطرة على أربع مؤسسات، هي الجيش والشرطة والإعلام والقضاء، لكن الجيش يظل العقبة الكبرى في طريقهم، كونه مؤسسة تتميز بقدر كبير من الانضباط، فبدأت المكائد ضد القوات المسلحة والتصريحات غير المقبولة من قيادات «الإخوان» والمرشد العام، الذي قال إن الجيش طيّع لكن تنقصه القيادة، وبصفتي كنت شاهداً على المرحلة الانتقالية فإن وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي رفض رفضاً مطلقاً استخدام الرصاص ضد المتظاهرين، كما أن عناصر الجيش لم تكن بحوزتها طلقات حية.

• هل ترى استجابة الجيش لمطالب بالتدخل في هذه المرحلة؟

-لا أعتقد، فالجيش مؤسسة منضبطة وليس من السهولة أن يتدخل لمجرد استدعائه من قبل البعض، فالجيش سوف يتدخل في حالتين فقط، إحداهما أن يطلب منه رئيس الجمهورية ذلك كما حدث في مدن القناة، والثانية أن يحدث انهيار لمؤسسات الدولة ويفقد الرئيس السيطرة على الأمور، وبالتالي سيكون نزوله لإنقاذ الدولة.

• ما رأيك في المطالبة بتطهير الإعلام؟

-تطهير الإعلام مصطلح روّج له «الإخوان» لخدمة هدفهم في السيطرة على وسائل الإعلام، وللأسف سار البعض وراءهم دون وعي، وأرى أنه لكي يتحرر الإعلام لابد أن يتحول من إعلام النظام إلى إعلام الدولة، وحاولت القيام بذلك خلال فترة عملي وزيراً للإعلام، لكن تيار «الإخوان» كان عنيفاً في هذه المرحلة ولم يترك لي الفرصة للعمل، وبالتالي تحول الإعلام من إعلام نظام إلى إعلام نظام آخر.

• كيف تقيّم أداء وزير الإعلام الحالي؟

-لا أحب أن أخوض في مسألة تقييم عمله، نظراً إلى حساسية الأمر حيث كنت وزيراً سابقاً للإعلام، أما فيما يتعلق بتصريحاته الأخيرة تجاه إحدى الصحافيات، فأنا أفترض أنه حسن النية وما صدر عنه مجرد زلة لسان، لكنه بالتأكيد يجب عليه أن يعرف جيداً متى يتكلم لأن هذه التصريحات أساءت إليه وأساءت إلى المؤسسة التي يمثلها.

• ما تقييمك لأداء الرئيس مرسي خلال الفترة الماضية؟

-المفترض أنه أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة أطاحت بالنظام السابق بسبب وجود ظلم وفساد، لذا كان يجب أن يكون أداؤه أفضل من سابقه ولكن هذا لم يحدث، فالواقع يؤكد أن مرسي يعمل مندوباً لجماعة «الإخوان المسلمين» في كرسي الرئاسة، وهو ما اعترف به المرشد الإخواني السابق مهدي عاكف في حواره مع جريدتكم الموقرة، حينما قال إن للمرشد مسؤوليات أكبر من الرئاسة.

• أخيراً... ما تقييمك للقنوات الدينية، و«الجزيرة»؟

ـ القنوات الدينية تمثل حالة من الفوضى، ولعبت دوراً كبيراً في الإساءة للدين الإسلامي، أما قناة «الجزيرة مباشر مصر» فقد اكتشفت بعد شهرين من وجودي أنها تعمل بدون ترخيص وعندما تصديت لها لأن ذلك يمثل تعدياً على السيادة المصرية، أصرت القناة على العمل بدون ترخيص، إذن فهذه القناة لديها أهداف أخرى غير العمل الإعلامي وللأسف بعض المثقفين المصريين ساندوها، ثم انصرفوا عنها بعد أن اكتشفوا أنها تساند «الإخوان المسلمين»، وهذه القناة لعبت دوراً في توجيه الناخبين نحو تـأييد «الإخوان»، ورد «الإخوان» الجميل بالموافقة الأسبوع الماضي على أن تكون هذه القناة شركة مساهمة مصرية بالمخالفة للقوانين، حيث يجب ألا تعمل قنوات غير مصرية في مجال الأخبار.