• باريس: الحملة في مالي ستكون طويلة • دعم ألماني - بلجيكي - إيطالي للمهمة الفرنسية

Ad

بعد أن نجحت غاراتها الجوية في إصابة أهدافها وتدمير مواقع المتمردين في شمال مالي، أعلنت القوات الفرنسية أمس، استعدادها لبدء العمليات البرية نحو الشمال الواقع تحت سيطرة الإسلاميين.

تابعت القوات المتحالفة في مالي تقدمها لدحر المتمردين أمس، إذ أعلنت مصادر عسكرية أن قوات برية فرنسية وقوات من جيش مالي طوقت مقاتلين إسلاميين في بلدة ديابالي بوسط البلاد، في حين استعدت القوات الفرنسية لشن أول هجوم بري على المتمردين في مالي.

وكانت فرنسا حرّكت طابورا من المركبات المدرعة أمس الأول إلى بلدة نيونو على مسافة نحو 300 كيلومتر من العاصمة باماكو.

وقال مصدر: "قامت القوات الفرنسية بتأمين نيونو لوقف تقدم الإسلاميين إلى سيجو، في حين يؤمن جيش مالي منطقة الحدود مع موريتانيا". وأضاف: "إنهم محاصرون الآن والهجوم النهائي أصبح مجرد مسألة وقت".

وذكر أحد سكان ديابالي ممن فروا إلى نيونو لتجنب القتال، انه رأى قوات فرنسية ومالية تغادر في مركبات مدرعة باتجاه خطوط المقاتلين الإسلاميين.

وقال سكان إنه في اليوم السادس من الغارات الجوية أمس، قصفت مقاتلات فرنسية أيضاً مقر الشرطة الإسلامية في نيافونكي قرب بلدة تمكتبو القديمة.

وذكر رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية ادوار جيو أن قواته مستعدة لطرد المقاتلين الإسلاميين من مالي بأسرها.

في هذه الأثناء، صرح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان أمس، بأن حملة بلاده ضد المتمردين في مالي ستكون طويلة، وأن القوات البرية الفرنسية تنتشر في شمال البلاد. وأضاف لراديو "إر.تيه.إل": "نحن في موقف أفضل مما كنا عليه الأسبوع الماضي، ولكن المعركة مستمرة وأتصور أنها ستكون طويلة".

واستطرد: "اليوم القوات البرية بدأت عملية الانتشار، وحتى الآن لدينا بعض القوات في (العاصمة) باماكو لتأمين السكان والمواطنين الأوروبيين والمدينة. الآن القوات الفرنسية تصل إلى الشمال".

تبرير التدخل

وفي السياق نفسه، صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، بأنه لو لم تتدخل فرنسا في مالي فإن المتمردين الإسلاميين كانوا "سيستولون" على كل البلاد.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي في باريس: "إذا لم نكن قد اتخذنا هذا الخيار، فإن السؤال لم يكن ليصبح متى لأن الوقت سيكون تأخر كثيراً، سيكون قد تم الاستيلاء على مالي بالكامل ويكون الإرهابيون في موضع قوة".

واعترف هولاند بأن قرار التدخل في مالي "له تداعيات" على فرنسا، التي لديها عدة رهائن في إفريقيا، ولكنه قال إن "التصرف بحزم" كان أمراً حاسماً لهزيمة محتجزي الرهائن.

مساعدات أوروبية

لوجستياً، غادرت طائرة نقل عسكرية من طراز (سي- 130) تابعة للقوات الجوية البلجيكية مطار ميلزبروك العسكري صباح أمس، وعلى متنها 35 جندياً لتعزيز طاقة النقل التي تربط ساحل العاج بالجنود الفرنسيين في مالي.

وعقب اجتماع خاص لمجلس الوزراء أمس الأول، أعلن وزير الدفاع البلجيكي بيتر دو كريم أن بلجيكا سترسل طائرتي نقل (سي- 130) وطائرتي هليكوبتر طبيتين، دعماً للقوات الفرنسية والإفريقية التي تقاتل متمردين إسلاميين.

إلى ذلك، وافقت الحكومة الألمانية أمس، على طلب فرنسا بإرسال خمس طائرات عسكرية لنقل جنود أفارقة وفرنسيين إلى مناطق النزاع شمال مالي.

كما أعلنت إيطاليا أمس، استعدادها لتقديم دعم لوجستي للتدخّل العسكري الفرنسي في مالي، بعد بريطانيا وألمانيا والدنمارك وبلجيكا.

وقال وزير الدفاع الإيطالي جامباولو دي باولا، في جلسة استماع بلجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الإيطالي، إن إيطاليا "تدرس تقديم دعم لوجستي للعمليات الفرنسية في مالي عبر جسور جوية للقوات الفرنسية العاملة في مالي". وأضاف أنه "لن يكون دعماً على الأرض بل يتعلّق بمنح القواعد الجوية، مثل الدعم الذي تقدّمه بريطانيا وألمانيا والدنمارك وبلجيكا"، واصفاً العملية الفرنسية بأنها "صحيحة ولا مفر منها، فاليوم ثمة وجود صلب للإرهاب في المنطقة".

في هذه الأثناء، بحث الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبدالقادر مساهل مع سفراء الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي بالجزائر التطورات الأخيرة في مالي، حيث شرح لهم الموقف الجزائري المساند لضرب من تصفهم بـ"الجماعات الإرهابية".

(باريس، باماكو - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)