شهدت اغتيال السادات ونجاة وزير الداخلية وفض اعتصام «رابعة»
ظلت ضاحية "مدينة نصر" شرقي القاهرة، معقل الشريحة العليا من الطبقة الوسطى، محط إعجاب وحَسد بسطاء المصريين، لفترة طويلة، لكن سرعان ما انقلب كل ذلك إلى شفقة، بعد الأحداث الأخيرة، التي عصفت بها على مدار الشهرين الماضيين.والحق أن تاريخ المنطقة، كان يشي بأنها، ستتحول إلى ساحة صراع سياسي واسع، فالضاحية التي أسسها الزعيم جمال عبدالناصر، كامتداد لحي "مصر الجديدة"، اختارها أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" لنصب اعتصامهم الرئيسي في ميدان "رابعة العدوية".فقبل عدة عقود، كانت "مدينة نصر" حلماً للسكنى، طوال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنها فقدت بريقها شيئا فشيئا، فما كادت تلملم جراحها، بعد عاصفة اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وما تبعه من أحداث انتهت بفضه بالقوة في 14 أغسطس الماضي، حتى استيقظ أهلها على صوت دوي انفجار سيارة مفخخة، الخميس قبل الماضي، استهدفت موكب وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، ليعود هاجس الإرهاب إلى مخيلة أهالي "مدينة نصر"، التي كانت لاتزال مثخنة بالجراح، حيث كانت تجربة اغتيال الرئيس السابق أنور السادات عام 1981، على يد الإسلاميين، في حادث المنصة، التي تقع في قلب الضاحية المنكوبة. اختيار "الإخوان" للاعتصام في "مدينة نصر" لم يأتِ اعتباطاً، حيث اتخذتها قيادات "الإخوان"، العائدون من الخليج سكناً لهم، خلال ثمانينيات القرن الماضي، لذلك لم يكن غريباً أن تختبئ معظم كوادر الجماعة في بنايات تلك الضاحية، التي يعرفونها جيداً، إلا أن ذلك لم يمنع سقوطهم في قبضة الأمن. البهجة الغائبة عن "مدينة نصر"، يستعد الأهالي لاستعادتها في عيد "الأضحى" المبارك الشهر المقبل، لأنهم لم يشعروا ببهجة عيد الفطر الماضي، نظراً لظروف الاعتصام، حيث خطط سكان المنطقة للاحتفال، وبحسب شروق عبد الكريم؛ إحدى ساكنات الحي فإن عدداً منهم قرر الاستعداد لاحتفالات غير مسبوقة وبطرق مبتكرة،وقالت لـ"الجريدة": "سننزل إلى الشوراع لنحتفل ونعلن للجميع هزيمة الخوف في مدينة النصر".
دوليات
«مدينة نصر»... معقل قيادات «الجماعة»
14-09-2013