دراسة: غير صحيح ان احتياطيات النفط ستكفي لمدة 47 عاما فقط
قالت دراسة نفطية متخصصة ان التدفقات النفطية المتنامية سنوياً من الدول المنتجة تجعل العالم يطمئن بأن مصادر الطاقة لا تزال في مأمن من الانقطاع، مشيرة الى ان ما اظهرته بعض التقارير بان احتياطيات النفط ستكفي الاستهلاك العالمي لمدة 47 عاما فقط غير صحيح لاعتمادها على افتراض ثبات الاحتياطيات المؤكدة وكذلك ثبات معدل الاستهلاك العالمي للنفط.
وأوضحت الدراسة التي اجراها المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية وخص بنشرها وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان هناك احتياطيات من النفط كبيرة في أعماق البحار لم يتم استكشافها من قبل الشركات النفطية نظراً الى صعوبة الظروف اللوجستية هناك.واشارت الى ان برامج رفع كفاءة الطاقة ستساهم بدور فاعل في التقليل من استهلاك الطاقة وبالتالي تمديد العمر الافتراضي للوقود الأحفوري، مبينة ان العالم ينتج من النفط والمواد النفطية المكررة أكثر مما يستهلك كما أن لديه طاقة فائضة تحتفظ بها معظم الدول التي يعتقد بأنها تمر بذروة الإنتاج النفطي وأن إنتاج حقولها يتجه إلى الانحدار التدريجي كدول الخليج العربي.ولفتت الى ان ما اظهرته العديد من التقارير بأن احتياطيات النفط العالمية ستكفي الاستهلاك العالمي منه مدة 47 عاما فقط غير صحيح لاعتمادها على افتراض ثبات كل من الاحتياطيات المؤكدة وكذلك ثبات معدل الاستهلاك العالمي للنفط عند مستوياتها الحالية مؤكدة ان ذلك التقدير خاطئ لأن الاستهلاك العالمي للنفط يتزايد وبصفة خاصة من الاقتصادات الناشئة التي ليس لديها احتياطيات نفطية على نحو كاف.واكدت انه مع تزايد معدلات الاستهلاك العالمي للنفط فإن المدة المتبقية لاستغلال النفط ستميل نحو التراجع عن ذلك العدد القليل نسبيا من السنوات، مشددة على ان افتراض تلك التقارير ثبات الاحتياطيات الموجودة والمكتشفة والتي يتنبأ بها فى الوقت الراهن هو أيضا افتراض غير صحيح لأن العالم يضيف إلى الرصيد الحالي من الاحتياطيات المؤكدة المزيد من الاحتياطيات بشكل مستمر.واضافت الدراسة ان هناك تطورا دائما لتكنولوجيا الاستخراج حيث تمكن العالم من استخراج كميات أكبر من النفط من الآبار نفسها الأمر الذي يرفع من المدى الزمني لاعتماد العالم على النفط ومن ثم فتلك التقارير ليست صحيحة على الأقل على المدى القصير والمتوسط. وافادت بأن اعتماد العالم على مصادر الطاقة المتجددة يتزايد بشكل سريع "فاليوم تتزايد عمليات إنشاء محطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية حول العالم وذلك لاستغلال تلك الطاقة المتجددة واللانهائية حيث تقدر تسهيلات إنتاج الكهرباء حول العالم باستخدام الطاقة الشمسية اليوم بنحو 40 جيجاوات وهو ما يمثل ضعف الطاقة المولدة من ذلك المصدر في عام 2008".وذكرت انه في عام 2011 تم إنشاء محطات لتوليد حوالي واحد جيجاوات من الكهرباء في الولايات المتحدة من الطاقة الشمسية كما أن لديها خططا حاليا لمضاعفة تسهيلات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ويوما بعد اليوم تزداد أعداد المساكن التي تستخدم الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية.وبينت الدراسة أن طاقة محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية تمثل حاليا نحو 4ر7 جيجاوات في ألمانيا والتي لديها خطط طموحة للانتقال من الاعتماد على توليد الكهرباء من المصادر الأحفورية والطاقة النووية إلى توليد الطاقة من المصادر المتجددة مثل الشمس والرياح.وقالت انه يقدر في الوقت الحالي أن ألمانيا تولد نحو 20 في المئة من الكهرباء من خلال استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرهما من المصادر المتجددة وكذلك تبلغ تسهيلات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية نحو 3ر2 جيجاوات في إيطاليا و7ر3 جيجاوات في إسبانيا.واوضحت انه على الجانب الآخر من العالم تتزايد عمليات استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء على نحو كبير خصوصا مع اتجاه المزارع في آسيا بصفة خاصة في الصين نحو إنشاء المزيد من محطات الطاقة الشمسية وتستهدف الخطة الخمسية للصين إضافة 5 جيجاوات من الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية بحلول عام 2015.واشارت الى ان التطور في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية على مستوى العالم كان نتاج عاملين أساسيين أولهما الاتجاه المتزايد للحكومات نحو دعم عمليات استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء والثاني هو انخفاض تكلفة التوليد على نحو كبير مع استخدام التقنيات الجديدة في الإنتاج مثل استخدام اللوحات الضوئية الرخيصة التي تطورها الصين في الوقت الحالي.