• مرسي يصلي في حضرة الجيش... و«6 أبريل» تحاصر منزله   • «الإنقاذ» تجتمع بسلفيين ووسطيين

Ad

دخلت مصر أجواء الاحتراب الأهلي أمس، بعد اشتباكات واسعة بين مؤيدي «الإخوان المسلمين» ومعارضي الجماعة من الشباب الثوري وأحزاب المعارضة، ضمن فاعليات جمعة «رد الكرامة» المنددة بالاعتداء على ناشطين وصحافيين السبت الماضي، وسط توقعات بموجة عنف غير مسبوقة وصدامات دموية.

مع موجة من طقس غابر، ضرب الانقسام الشارع المصري أمس بسبب ارتفاع حدة الأجواء السياسية ودخولها مرحلة الاحتراب الأهلي، بعد اشتباكات واسعة بين أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" الحاكمة، ومعارضيها من أحزاب القوى المدنية والثورية والشبابية، لتواجه الجماعة أزمة هي الأعنف، قد تعصف بها في ذكرى تأسيسها الـ85.

 وزحف الآلاف من أعضاء أحزاب المعارضة والقوى الثورية، أمس صوب المقر الرئيسي للجماعة في ضاحية المقطم شرق القاهرة، ضمن أحداث جمعة "رد الكرامة"، احتجاجا وتنديدا باعتداء أعضاء الجماعة بالسب والضرب على ناشطين وصحافيين السبت الماضي، لمنعهم من رسم "غرافيتي" معارض لحكم الرئيس مرسي.

وعقب وصول مسيرات المعارضة القادمة من ميدان السيدة عائشة وعدد من ميادين القاهرة الكبرى، إلى الشوارع المحيطة بمقر "الإخوان"، بدأت الاشتباكات بين المتظاهرين والآلاف من أنصار الجماعة، الذين توافدوا منذ مساء أمس الأول للدفاع عن مبنى الإرشاد، ما أسفر عن إصابة العشرات فضلا عن تحطم الواجهات الزجاجية لعشرات المحلات.

واستبقت قوات الأمن وصول المتظاهرين، وكثفت من تواجدها الأمني أمام المقر، الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، وقال مصدر أمني مسؤول: "تقرر الدفع بـ 12 سيارة أمن مركزي، و4 مدرعات مصفحة بالمحيط الخلفي للمقر، بينما تمركزت قيادات وضباط الشرطة على الجهة المقابلة للمقر، في الوقت الذي تواجدت فيه 8 سيارات أسعاف تابعة لوزارة الصحة".

غضب المحافظات

لم تقتصر أجواء الغضب والرفض على العاصمة المصرية، فشهدت عدة محافظات، منها الشرقية والغربية وقنا، احتجاجات قوية ضد حكم مرسي وجماعته، والمطالبة برحيله.

وزاد الزخم في مدينة الإسكندرية، بخروج  مئات المتظاهرين في مسيرة احتجاجية من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بحي سيدي جابر، عقب صلاة الجمعة، للمطالبة بإسقاط مرسي، وتوجيه الدعوة إلى القوات المسلحة لتولي شؤون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وبينما نظمت حركة "6 أبريل" وقفة احتجاجية أمس أمام منزل مرسي بضاحية التجمع الخامس شرق القاهرة، أدى مرسي صلاة الجمعة، بمسجد المنطقة العسكرية المركزية، في حضرة قيادات القوات المسلحة، وعلى رأسها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وكان لافتا إشادة مرسي، في كلمة له عقب الصلاة، بالدور الوطني الذي يضطلع به الجيش في حماية وتأمين حدود الدولة.

في غضون ذلك، نظم المئات من الضباط الملتحين، تظاهرة أمس أمام قصر "عابدين" بقلب القاهرة، ضمن فعاليات جمعة "لن نيأس" للإعلان عن غضبهم لتجاهل وزارة الداخلية لمطالبهم بالعودة للعمل، وهو ما ترفضه "الداخلية"، على الرغم من حصول الضباط على أحكام قضائية واجبة النفاذ بشأن ممارستهم أعمالهم وهم ملتحون.

لقاء الاثنين

سياسيا، كشف القيادي بجبهة "الإنقاذ الوطني" عزازي عزازي، لـ"الجريدة" عن اتفاق مع أحزاب "النور" السلفي، و"مصر القوية"، و"مصر"، و"الإصلاح والتنمية"، على عقد لقائها الأول الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن الجلسة ستناقش ورقة الجبهة التي قدمتها وتضمنت التصور الشامل للخروج من الأزمة السياسية الحالية.

وأشار عزازي إلى أن "اللقاء سيتضمن بحث تشكيل حكومة إنقاذ وتعديل الدستور وإقالة النائب العام".

وقال القيادي بـ"الإنقاذ" حسين عبدالغني، لـ"الجريدة"، إن "الإخوان قامت بمساومتنا على 100 مقعد من البرلمان، مقابل تهدئة الشارع، إلا أننا رفضنا"، مؤكدا أن أهداف الجبهة هي القصاص لدماء الشهداء، وتحقيق العدالة الاجتماعية وليس الانتخابات.

في سياق منفصل، تلقت السياحة، مصدر الدخل الرئيسي للاقتصاد المصري، ضربة جديدة أمس عقب اختطاف مجموعة من الملثمين سائحين أحدهما من عرب إسرائيل والثانية نرويجية الجنسية، أثناء انتقالهما من مدينة طابا إلى مدينة دهب بشبه جزيرة سيناء، التي تعاني من انفلات أمني مزمن منذ أكثر من ثلاث سنوات، فضلا عن انتشار الحركات الجهادية الإرهابية هناك، في وقت تسعى قوات الجيش المصري إلى إغلاق الأنفاق على الحدود المصرية مع غزة، المتهمة بخرق أمن الحدود الشرقية لمصر.

وعلمت "الجريدة" أن قوات الأمن المصرية دفعت بمشايخ القبائل لمفاوضة المختطفين وتنفيذ مطالبهم بالإفراج عن ذويهم الذين ألقت قوات الشرطة المصرية القبض عليهم منذ عدة أسابيع، في محاولة لفك أسر السائحين.