انشغل الناس أغلبهم في مواضيع الساحة السياسية وما يدور بها عن نواحي الحياة كافة، على الرغم من تظاهرهم بها إلا أن ذلك غير صحيح أو بالأحرى ليس واقعاً فعلياً، فالناس انشغلوا عن الفن والثقافة والأدب وباتوا يتعاملون مع كل شيء سياسياً، ويعدونه إسقاطاً على مواضيع ذات صبغة سياسية، أصبح الناس آلات تتعامل مع الأحداث بطريقة عملية بحتة، لا يتحرك فيها أجزاء من مشاعرهم فقط لما يقتضيه الموقف من الجفاف لمواصلة اليوم كاملاً.
ينعكس هذا على سائر تصرفاتهم ومشاعرهم تجاه المجتمع بشكله العام، لم يعد تعاملنا مع ذواتنا ومع الأشياء كما يجب، أصبحنا نتحرك وفقاً لإجراءات بدون أي تفاعل نواصل مزاحمة الناس في الطرقات والمطاعم والمتنزهات، دون أدنى انسجام مع النفس، نحاول أن نكون منصفين مع أنفسنا في تبرير أخطائنا، ولا ننصف أنفسنا بالحقيقة المؤلمة.مؤلم فعلاً هذا الحديث عن الإنسان اليوم، عن ازدواجيته في تأييد السياسيين ومواقفهم المتلونة دون أدنى فهم لمآربهم من خلال هذه المواقف، أو ما ستؤول إليه الأمور بعد هذا الموقف ونتائجه.مؤلم أن يصغي البشر بسمعهم وأبصارهم لرجل واحد، مجرد رجل يخطئ ويُصيب ويستميتون دونه ودون مواقفه المتطرفة بحجة الدين.المشكلة تكمن في الناس الذين يتبعونه، وفي غياب وعيهم وتسليم أنفسهم وعقولهم، يستخدمهم بالطريقة التي يريد ويحب، هل الانتماء بهذه الصورة هو الصحيح؟!مخرج رقم 7:"من تعلم كثيراً عن الآخرين قد يكون متعلماً، أما من يفهم نفسه فهو أكثر ذكاء، ومن يتحكم في الآخرين قد يكون قوياً، أما من ملك زمام نفسه فهو الأقوى".لاوتسو تاوتيه كين
مقالات
جفاف البشر
27-04-2013