«إخوان» مصر تنفي تدخلها في شؤون الإمارات
بعد ضبط السلطات الإماراتية «تنظيماً سرياً مرتبطاً» بالجماعة
دخلت المواجهة بين دولة الإمارات وجماعة "الإخوان المسلمين" الحاكمة في مصر، مرحلة جديدة، إذ كشفت السلطات الإماراتية عن القبض على تنظيم سري مكون من 10 أشخاص مرتبط بـ"الإخوان" كان يجند مصريين مقيمين، بينما رفضت الجماعة هذا الاتهام، مشددة على أنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.وقال المتحدث الرسمي باسم "الإخوان" محمود غزلان، رداً على الاتهام الذي نشرته صحيفة "الخليج" الإماراتية، نقلاً عن مصدر مطلع، إن ذلك "مجرد كلام الهدف منه إثارة البلبلة حول الإخوان المسلمين"، مضيفاً أن "الجماعة لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ونحن حريصون على العلاقة الطيبة بين مصر والإمارات".
وأوضح غزلان أن "هناك أعضاء من الجماعة يعملون في الإمارات بحثاً عن الرزق ليس أكثر، مثلهم في ذلك كأي مواطن مصري يعمل هناك، والجماعة بعيدة تماماً عن هذه الافتراءات وسوف نرد على هذه الأقاويل بالحقائق".وبشأن التصريحات المتكررة لقائد شرطة دبي ضاحي خلفان، التي يهاجم فيها "إخوان" مصر، قال غزلان: "لقد عاهدت نفسي ألا أردّ على هذا الرجل الذي لا أعلم سبب كراهيته للإخوان"، مشيراً إلى أنه لا يستبعد أن "يكون هو (ضاحي خلفان) الذي ألقى القبض عليهم (أعضاء التنظيم العشرة) لمجرد الكراهية ودون تهمة محددة انتقاماً من الإخوان".وكانت صحيفة "الخليج" كشفت أمس، عن إلقاء السلطات الأمنية الإماراتية القبض على خلية تضم أكثر من عشرة أشخاص من قيادة تنظيم "الإخوان" المصري.ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن "التحريات والمتابعة لفترات تجاوزت السنوات لقيادات وعناصر التنظيم أكدت قيامهم بإدارة تنظيم على أرض الدولة يتمتع بهيكلة تنظيمية ومنهجية عمل منظمة، وكان أعضاؤه يعقدون اجتماعات سرية في مختلف مناطق الدولة في ما يطلق عليه تنظيمياً المكاتب الإدارية. وأوضح المصدر أن هذه العناصر "سعت إلى تجنيد أبناء الجالية المصرية في الإمارات للانضمام إلى صفوف التنظيم، كما أنها أسست شركات وواجهات تدعم التنظيم على أرض الدولة، وجمعت أموالاً طائلة وحولتها إلى التنظيم الأم في مصر بطرق غير مشروعة"، مبيناً أن "المتابعة كشفت تورط قيادات وعناصر التنظيم في عمليات جمع معلومات سرية حول أسرار الدفاع عن الدولة".وأكد "وجود علاقات وثيقة بين تنظيم الإخوان المصري وقيادات التنظيم السري في الإمارات المنظورة قضيته في نيابة أمن الدولة، حيث كان هناك تنسيق مستمر بين الطرفين ولقاءات سرية ونقل للرسائل والمعلومات بين التنظيم في مصر وقيادة التنظيم السري".وتوقع المصدر أن "تكشف التحقيقات في القضية معلومات خطيرة عن المؤامرات التي كانت تحاك ضد الأمن الوطني لدولة الإمارات"، كما توقع أن "تشمل قائمة التحقيقات مئات العناصر المرتبطة بالشبكة الإخوانية".في غضون ذلك، أجرت ثلاث نقابات مصرية (الصحافيين والأطباء والمهندسين)، اتصالات مكثفة، مع وزارة الخارجية والسفارة الإماراتية في القاهرة، لمتابعة القضية.وقال وكيل أول نقابة الصحافيين جمال فهمي لـ"الجريدة" إن "النقابة طالبت وزارة الخارجية عبر خطاب رسمي، بالتدخل الفوري لدى السلطات الإماراتية، لسرعة الإفراج عن الزميل الصحافي أحمد لبيب جعفر، المحتجز ومعرفة أسباب اعتقاله، وضمان حصوله على جميع حقوقه القانونية، حيث ألقت أجهزة الأمن الإماراتية القبض عليه في 14 ديسمبر الماضي، أثناء وجوده فى مقر عمله في دبي، حيث يدير هناك مكتباً خاصاً للتدريب الإعلامي".(أبوظبي، القاهرة - د ب أ، أ ف ب)