استهلاك مدروس لفاتورة طاقة أقل
ما رأيك في فواتير الكهرباء التي تدفعها؟ لندع الذكاء الاصطناعي يخفض فاتورة الطاقة ويحوّل شبكة الكهرباء إلى شبكة ذكية. هال هدسون جاءت بالتفاصيل في «نيو ساينتست».
إن كنت قد سئمت من تتبع كم تدفع ثمناً للطاقة، فاترك هذه المهمة للذكاء الاصطناعي. يهدف عدد من الشركات الناشئة إلى مساعدة الناس في خفض الكلفة، استخدام قوتهم كمستهلكين للترويج للطاقة الخضراء النظيفة، والمشاركة في ولادة شبكة طاقة أكثر فاعلية، وكل ذلك باستخدام برنامج إلكتروني ذكي لضبط استهلاك الكهرباء اليومي.عمدت ولايات أميركية إلى تخفيف القيود عن أسواق الطاقة، فبات بإمكان المستهلك في هذه الولايات الاختيار بين عدد من مزودي الطاقة الذين يتنافسون في ما بينهم. لكن خطط التعرفة المختلفة ومعدلات الترويج المحدودة وغيرها من المنتجات المعروضة قد توقع المستهلك العادي في الحيرة.
تسعى شركة جديدة تُدعى Lumator إلى الحد من هذه المعمعة وتوفير المال على المستهلك خلال هذه العملية. يسأل برنامجها الإلكتروني، الذي صممه باحثون في جامعة كارنغي مولون في بيتسبرغ ببنسلفانيا، المستهلك الجديد إدخال تفضيلاته في مجال الطاقة: كيف يفضّل أن تولَّد الكهرباء التي يستهلكها؟ وما سقف الأسعار الذي قد يكون مستعدّاً لدفعه؟ يشمل هذا البرنامج أيضاً طرق إحصاء الاستهلاك المتوافرة، فضلاً عن بيانات بشأن ردود المستهلكين على الرسائل الإلكترونية التي تقدّم لهم فرص تغيير مزود الطاقة.يعمل عندئذٍ نظام آلي مدروس على تحليل هذه المعلومات ويبحث في السوق عن صفقة الطاقة الأفضل لكل مستهلك. أضف إلى ذلك أن هذا النظام مبرمج لتبديل خطط الطاقة مع توافر صفقات أفضل من دون قطع الإمداد، عندما يألف عادات المستهلك جيداً.يذكر مؤسس Lumator ومديرها براشانت ريدي: {يضمن ذلك ألا يقع المستهلك في فخ أسعار الاستهلاك المنخفضة في البداية التي لا تنفك ترتفع بمرور الوقت، فخ يستند إلى تكاسل المستهلك وعدم تبديله المزود مجدداً}.مزيد من الطاقة لا يقتصر هدف هذا النظام الجديد على توفير وقت المستهلك وماله (تدّعي Lumator أنها تستطيع خفض بين 10 دولارات و30 دولاراً من كلفة فواتير المستهلك كل شهر)، بل يشمل أيضاً إدخال المزيد من الطاقة المتجددة إلى الشبكة. يذكر ريدي أن شركات الطاقة لا تملك فكرة واسعة عما إذا كان المستهلكون يريدون الحصول على الطاقة من مصادر متجددة، ولكن حفظ تفضيلات المستهلكين والانتقال تلقائيّاً إلى خدمة جديدة عندما تُستوفى هذه التفضيلات. ويأمل ريدي أن يتمكن مزودو الطاقة المتجددة من رؤية الطلب بوضوح أكبر.تقدّم شركة Nest، مقرها في بالو ألتو بكاليفورنيا، طريقة مختلفة لتوفير أموال المستهلكين. تعدّ هذه الشركة أجهزة تنظيم حرارية تعمل بتقنية الواي فاي توضع في آلات تتعلّم فهم عادات المستخدمين. تقدّم شركات الطاقة في جنوب كاليفورنيا وتكساس صفقات للمستهلكين إن سمحوا لشركة Nest بإجراء تعديلات طفيفة على أجهزة التنظيم الحراري التي يملكونها، حين يرغب المزود في الحد من طلب المستهلكين.يذكر مات روجرز، أحد مؤسسي Nest: «تتصل بنا شركة الكهرباء ويعلموننا أنهم سيحتاجون إلى المساعدة غداً لأنهم يتوقعون استهلاكاً كبيراً. فنؤمن لهم تبديلاً في الحمولة بمقدار 5 واط. ولكن لكل منزل طلب خاص به. يستند البرنامج برمته إلى بيانات تجمعها Nest».يوضح روجرز أن نحو 5 آلاف مستخدم في Nest اختاروا برامج موازنة الاستهلاك هذه.تخضع الأدوات المنزلية المتعطشة دوماً للطاقة، مثل الفرن الكهربائي وآلة تجفيف الملابس، للتحليل أيضاً. تجمع Bidgely، شركة ناشئة مقرها في سانيفال بكاليفورنيا، البيانات عن استهلاك المنزل للطاقة وتستخدم تقنية رياضية تُدعى {التقسيم} بغية تحديد استهلاك الأدوات المنزلية الكبيرة. فيتيح ذلك للمستهلك معرفة مدى مساهمة كل آلة في فاتورة الكهرباء. يذكر براتيك شاكرافارتي من Bidgely أن المستهلكين يستخدمون عادةً هذه المعلومات ليوفروا نحو 4% إلى 12% من فاتورتهم.يوضح توم كربر، باحث من شركة Parks Associates الاستشارية في دالاس بتكساس أن الصناعات الأخرى تستفيد من البيانات التي تُجمع عن الأدوات المنزلية. يضيف: «على سبيل المثال، يتبدّل نمط استهلاك سخان الماء الكهرباء قبل تعطله. وإن توافرت هذه البيانات للمصنّع، ينجح في تنظيم عمليات التصليح بفاعلية أكبر».