كيف انبثقت فكرة الأغنية؟

Ad

شاهدت الدكتور مدحت العدل يقرأ قصيدة {إحنا شعب وأنتوا شعب} في أحد البرامج، فاتصلت به، وطلبت منه أن أغنيها، فوافق طالباً أن يلحنها شقيقي أحمد الحجار الذي سبق أن تعاون معه في فيلم {أمريكا شيكا بيكا}، وتعاون معي في ألحان كثيرة أشهرها أغنية {أعذريني}، فوافقت على الفور لأنني أعشق ألحان أحمد وأتمنى أن نتعاون سوياً.

ما المقصود بـ {ليكوا رب ولينا رب} التي أثارت جدلا حتى أن أحد شيوخ الفضائيات طلب منك التوبة؟

بداية مهم أن أذكر أن كلمة {رب} لها أكثر من تفسير في القاموس، والأمثلة كثيرة في القرآن، حتى لا يحاول أحد المغرضين تأويل بيت الشعر الذي يقول في نهايته {رغم أن الرب واحد} (وهو الله)... {لينا رب} يعني أننا تربينا على الدين السمح الحقيقي من دون تأويله لمصلحة أو استخدامه للوصول إلى منفعة بل لوجه الله سبحانه وتعالى، وأننا أصحاب أول حضارة في التاريخ، ولنا الفخر بأن العالم تعلم من حضارتنا العلم والفنون، و{ليكوا رب} يعني أنكم تستخدمون الدين للوصول إلى: السلطة والكرسي وثروة هذا البلد والسيطرة على عقول الناس... حتى أنهم كفّروا هذه الحضارة التي تربينا عليها منذ آلاف السنين، ونسوا أو تناسوا أنها كانت موجودة عندما قال رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) عن مصر إن {أهلها في رباط إلى يوم الدين}.

ما تفسيرك لهجوم بعض زملاء الوسط الفني على الأغنية؟

عندما أنتج أغنية أكون على علم بأنها لن تعجب الناس كافة، خصوصاً الفنانين، لأن الفنان متخصص، بطبيعته، وهو أول ناقد للعمل الفني وله الحق في انتقاد مضمون الأغنية أو لحنها أو مغنيها، لكن أن يكفّرني فعليه أن يراجع نفسه، وأن يقرأ في كتاب الله، فالإنسان يرتكب إثماً إذا كفّر بشراً مثله.

ما حقيقة ما يتردد من أن ثمة فضائيات رفضت عرض الأغنية؟

صحيح، فالأغنية كتبها مدحت العدل منذ فترة طويلة، لكن الفضائيات رفضت عرضها في ظل وجود دعوات تطالب بالمصالحة الوطنية وعدم الإقصاء، لكن بعدما أظهر {الإخوان} وجههم الحقيقي وشاهدنا قسوتهم في التعامل مع المصريين، عرضت بعض القنوات الأغنية.

غالباً ما تكون الأغنية الوطنية موسمية وترتبط بحدث معين، ما السبب برأيك؟

من الصعب أن تجد منتجاً يغامر بإنتاج أغنية أو ألبوم وطني، لعلمه أن الربح المادي لا يتحقق إلا من خلال أغنيات عاطفية أو شعبية، ومن النادر أن يشتري الناس ألبوماً وطنياً، ما يعني أن المنتج سوف ينفق مبالغ من المال لن تعود عليه بالربح ولا حتى استرداد التكاليف، ثم اعتدنا، منذ عشرات السنين، أن تنفق أجهزة الدولة على الأعمال الوطنية في مناسباتها.

تقييم ومواقف

هل عدم مشاركتك في أغانٍ وطنية جماعية، تعمّد أم صدفة؟

إذا طلب مني الاشتراك في عمل غنائي جماعي وطني جيد فسيكون لي شرف المشاركة فيه، وقد سبق أن طلب مني الفنان مصطفى كامل الاشتراك في أوبريت {تسلم الأيادي} فاعتذرت لظروف مرضي.

 

ما تقييمك للساحة الغنائية وبعض الظواهر الغربية التي ظهرت مثل {أوكا وأورتيجا}؟

{أوكا وأورتيجا} ظاهرة فنية تحدث في العالم كله وتتعرض للنقد، لكنها تجد لها جمهوراً يستمع إليها من باب الترويح والتغيير. لا يخشى منها في الغرب بسبب تعدد أنواع الغناء والمستوى الثقافي الرفيع لدى هذه الشعوب التي تضع هذا النوع من الغناء في حجمه الفني المناسب، وتعلم أنه محدود بزمن ووقت.

ماذا عنك؟

أحب أن أستمع إليهما في بعض الإعلانات.

كيف السبيل للخروج من الأزمة التي يعاني منها الوسط الغنائي بفعل انهيار سوق الكاسيت وغياب الحفلات العامة؟

أولا لا بد من عودة الأمن، وهو مسألة وقت وظروف طارئة مرت على البلاد، ثانياً لا بد للدولة من أن تحيي حفلات أضواء المدينة وليالي التلفزيون، لكن بأجر رمزي، للتسهيل على الجمهور، وسن قوانين لمحاربة التحميل المجاني والسرقة عبر الإنترنت، كذلك على النجوم خفض أجورهم في الحفلات إلى النصف وخفض أسعار الألبومات والـ «سي دي»، ولا بد من البحث عن حلول للخروج من الأزمة الحالية.

ظهرت أصوات تنادي بمقاطعة الفن التركي رداً على موقف تركيا من ثورة 30 يونيو، ما رأيك؟

أنا مع المقاطعة، لكن يجب أن تطبق بشكل صحيح، بمعنى كيف أقاطع تركيا لخلافات سياسية ولا أقاطع أميركا والفن الأميركي والمنتجات الأميركية، وهي من يقف خلف كل ما يحدث في الوطن العربي؟ كيف أقاطع الفن التركي ولا أقاطع المنتجات التركية، هل الأمر موقف ثوري أم دعاية وإدعاء بطولات فحسب؟

 هل من الأفضل أن يجاهر الفنان بوجهة نظره وموقفه السياسي ويتحمل تبعات هذا الموقف أم يبتعد حفاظاً على جمهوره وفنه؟

على الإنسان عموماً اختيار أي طريق يسير، فإما يكون صاحب موقف أو صاحب منفعة. بالنسبة إلي فقد عرضت، منذ البداية، وجهة نظري رغماً عن الجميع،  غنيت ضد كامب ديفيد، ثم أديت أغنية «لم الشمل» أثناء حرب الخليج، لتخاذل العرب وسماحهم لأميركا بأن تتصرّف كما تشاء، فما كان من أمن الدولة وقتها إلا أن حقق مع المنتج وسحب الألبوم من السوق، بالإضافة إلى أغانٍ سياسية ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك بصورة غير مباشرة. أذكر في هذا المجال أنه طلب مني المشاركة في احتفالات أكتوبر في إحدى سنوات حكم نظام الرئيس حسني مبارك، من خلال أغنية جماعية فرفضت، لأن الجزء الخاص بي كان موجهاً، بشكل مباشر، إلى مبارك واسمه موجود في هذا المقطع تحديداً، وكانت النتيجة استبعادي من حفلات ليالي التلفزيون.

هل أنت نادم على المواقف التي أتخذتها؟

أبداً.

ما آخر أخبار ألبومك الجديد ومن سينتجه؟

 

اتفقت مع شركة {صوت القاهرة} على إنهاء التعاقد على ألبوم {معلش}، وقد استبدلت بعض الأغاني بأخرى، حتى وصلت إلى شكل آخر للألبوم تحت اسم {من الآخر}، وسوف يطرح تحت علامة {شركة الحجار للإنتاج الفني}، وهو يضم 12 أغنية عاطفية وشعبية، أتمنى أن نصل إلى حالة من الهدوء النفسي لتحديد موعد طرحه في الأسواق.

 

هل ستطرح ألبومك العاطفي في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة؟

لديَّ وجهة نظر في هذا الموضوع، فرغم الظروف غير المستقرة إلا أنني أفضل عودة الحياة الفنية إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن، ليشعر الجمهور بالأمان، واقترحت ذلك على رئيس الأوبرا إيناس عبد الدايم، ومن الممكن أن أطرح ألبومي العاطفي في الفترة المقبلة لأن الحياة لا بد من أن تستمر.