في وقت لاتزال الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون مترددين في تسليح المعارضة السورية خوفاً من أن يصل السلاح النوعي الثقيل إلى أيدي المقاتلين المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة، وّجه الرئيس الأميركي بإرسال مساعدات «غير قاتلة» بقيمة 10 ملايين دولار إلى الائتلاف المعارض.

Ad

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول، لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض أن الحرب في سورية وصلت إلى نقطة «حاسمة» وأمر بالإفراج عن 10 ملايين دولار لتزويد الائتلاف السوري المعارض والمجلس العسكري الأعلى، الذي يشرف على الجيش الحر مباشرةً بمساعدة غير قاتلة مثل الأغذية والأدوية.

وقال أوباما: «بالتأكيد، الأزمة الإنسانية تتفاقم والأمين العام وأنا متفقان على القول اننا في وقت حاسم ونعلق أهمية على عملية انتقالية سياسية فعالة تحترم حقوق جميع السوريين».

وطلب من بان تعاون الولايات المتحدة والأمم المتحدة «ليس من أجل تسوية كاملة للأزمة ولكن على الأقل من أجل تحسين الوضع بالنسبة للشعب السوري نحو عملية سياسية انتقالية».

ومن ناحيته، طلب بان كي مون «من الرئيس أوباما القيام بكل ما يمكنه القيام به من أجل العمل مع الشركاء الأساسيين داخل مجلس الأمن» المنقسم كلياً منذ أشهر بين الغربيين من جهة والروس والصينيين من جهة أخرى.

وقبل استقباله بان كي مون، أمر أوباما في مذكرة إلى وزيريّ الخارجية والدفاع، بتقديم مبلغ يصل «حتى 10 ملايين دولار لتقديم مساعدة طبية وغذائية إلى المعارضة السورية. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن المساعدة المباشرة إلى المعارضة السورية بشكل مواد طبية ووجبات غذائية، في ختام اجتماع «أصدقاء سورية» في روما بتاريخ 28 فبراير الماضي.

عزل المتطرفين

وفي سياق متصل، صرح السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد أمس، أن بلاده وحلفاءها الدوليين يتعين عليهم دعم ائتلاف المعارضة السورية الذي يواجه «منعطفاً حاسماً في القيادة» ومحاربة التطرف المتزايد داخل سورية. وأضاف فورد خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ شاركت بها مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بيث جونز أن جماعات المعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة في سورية هي «أفضل فرصة لدينا لعزل المتطرفين». وأضاف: «لا أعتقد أنه سيكون من السهل عزل هؤلاء المتطرفين ولكن هناك فرصة لاحتواء الانقسامات الطائفية بالمساعدة من المعارضة السياسية بالإضافة إلى القيادة العسكرية العليا السورية».

هيتو للتسليح

من جهة أخرى، دعا غسان هيتو الذي انتخبه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الشهر الماضي رئيساً لحكومته المؤقتة، الغرب إلى تسليح الجيش الحر بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات. وقال إنه يستعد للانتقال من مدينة دالاس الأميركية، حيث يقيم، إلى دمشق في غضون أشهر.

وصرح هيتو، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية أمس، أنه «لا يطالب بريطانيا وشركاءها في منظمة حلف شمال الأطلسي التدخل عسكرياً في سورية، ولا يدعو إلى نشر جنود بريطانيا على أراضيها». وأضاف: «نحن لا نطالب حتى بقيام طيارين بريطانيين بالتحليق فوق سورية، لكننا نريد تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، بما في ذلك الصواريخ القادرة على إسقاط الطائرات المقاتلة التي تستمر في قصف المدنيين»، متسائلاً: «كم سننتظر ونحن نرى شعبنا يُذبح يوماً بعد يوم؟».

وطمأن هيتو المجتمع الدولي بأن الأسلحة التي تذهب لقيادة الأركان المشتركة التابعة للائتلاف السوري المعارض «لن تقع في الأيدي الخاطئة».

وقال إن حكومته المؤقتة، التي تضم 11 وزيراً، «ستنتقل إلى المناطق المحررة في شمال سورية مطلع مايو المقبل بعد أن يصادق عليها الائتلاف السوري المعارض بنهاية الشهر الجاري، وستقوم بالمطالبة بالأصول المجمدة لنظام (الرئيس بشار) الأسد، إذا ما تمكنت من تقديم نفسها على أنها حكومة بديلة قابلة للحياة».

استمرار القصف

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية السورية جددت فجر أمس، قصفها لعدة أحياء من مدينة حمص. وذكر المرصد أن مناطق من مدينتيّ «الرستن» و»القصير» بريف حمص تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية من بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة.

وأفاد المرصد أن الاشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حيّي «الكرك» و»طريق السد» في مدينة درعا جنوبي سورية تجددت بعد منتصف ليل أمس الأول.

كما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي «الجبيلة» بمدينة دير الزور شرقي سورية رافقها قصف من قبل القوات النظامية على الحي.

وأوضح المرصد أن قرى «الحويجة» و»جسر بيت الراس» و»عنيق باجرة» بريف حماة وسط سورية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية أيضاً.

إلى ذلك، أعلن دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الدول الغربية لديها «أدلة صلبة» على أن أسلحة كيميائية قد استعملت مرة على الأقل في النزاع السوري.

وقال دبلوماسي غربي فضّل عدم الكشف عن هويته: «توجد عدة أمثلة حيث نحن متأكدون تماماً من أن قنابل كيميائية قد استُعملت بشكل متقطع».

(واشنطن، دمشق ــــ

أ ف ب، رويترز، يو بي آي)