تعرضت قرى في محافظة إدلب لأعنف قصف منذ شهور من قبل القوات الموالية لنظام بشار الأسد، في وقت أبلغ الناشطون المعارضون عن انتهاكات بالجملة قامت بها القوات الأسدية في حي القابون بدمشق، الذي يتعرض لحملة عسكرية شرسة منذ أيام.

Ad

قتل 29 شخصا في قصف صاروخي وجوي من قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد على قرى وبلدات في ريف إدلب في شمال غرب سورية أمس الأول، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، مشيرا الى ان القصف هو الأعنف على المنطقة منذ شهور.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أمس إن من بين القتلى ثماني نساء وستة أطفال، موضحا أن 13 شخصا قتلوا في بلدة المغارة، وثلاثة في إبلين، وأربعة في بسامس، وثلاثة في كفرنبل، وستة في البارة، وتقع هذه القرى في منطقة جبل الزاوية، الواقعة بين محافظة حماة (وسط) ومدينة ادلب، واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام بارتكاب «مجازر» في هذه القرى.

 

القابون 

 

في غضون ذلك، افاد الناشطون المعارضون بوجود انتهاكات بالجملة تقوم بها قوات النظام في حي القابون في دمشق، وكان الحي الذي يقع شمال شرق العاصمة شهد أمس الأول معارك عنيفة جدا قتل فيها 18 شخصا، بحسب المرصد، هم 15 مقاتلا معارضا وثلاثة مدنيين كانوا يحاولون نقل الجرحى، بعد أن اقتحمت القوات النظامية اجزاء كبيرة من الحي.

وذكر الائتلاف الوطني المعارض أن 200 شخص احتجزهم النظام في مسجد الغفران تمكنوا من الفرار، بعد ان شهد محيط المسجد معارك عنيفة. واكد موقع «كلنا شركاء» أن بعض عناصر النظام وقعوا أسرى لدى «الجيش الحر»، إلا أن قوات النظام قامت باختطاف فتاة صغيرة وهددت بقتلها إن لم يتم الإفراج عن الأسرى. وذكر شهود عيان أن قوات النظام المتواجدين على الحواجز المتاخمة للقابون قامت أمس الأول بالطلب من النساء خلع ثيابهم خوفاً من تواجد أسلحة تحت ثيابهم.

وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى أن قوات النظام قصفت بالهاون حي التضامن في العاصمة، كما يحشد النظام قوات كبيرة من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري على أوتستراد الأربعين لاقتحام معضمية الشام في ريف العاصمة.

ولليوم السابع والعشرين على التوالي تجدد أمس القصف المركز والعشوائي على حي القابون بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وصواريخ أرض أرض وبقية أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ومعه تجددت الاشتباكات العنيفة جدا بين «الجيش الحر» وجيش النظام، في وقت لم تعد المشافي الميدانية قادرة على استيعاب العدد الكبير للقتلى والجرحى، وهي تعاني حالة نقص حاد في الأدوية والمواد الطبية الأخرى جراء الحصار الخانق، حسبما افاد موقع «العربية نت».

من جهتها، أعلنت وسائل الإعلام الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأول عن ضبطها لمواد سامة يتم إضافتها إلى الأسلحة والقذائف، بعض هذه المواد مصنوعة بالمملكة العربية السعودية، تم العثور عليها بمخازن للأسلحة تابعة «لإرهابيين»، بحسب ما ذكره تقرير نشر على وكالة الأنباء الرسمية «سانا». ونقل التقرير على لسان مصدر أمني قوله: «تم ضبط هذه الكميات من المواد الكيماوية السامة بشكل كامل، إضافة إلى كميات من مادة الكلور ضمن عبوات بعضها أجنبي المصدر، بينما كتب على بعضها الآخر صنع في السعودية»، وأضاف المصدر قائلا: «تم العثور داخل الوكر على أسلحة حربية وعشرات قذائف الهاون المفرغة والمعدة بشكل كامل لوضع المواد الكيماوية بداخلها،» مشيرا إلى أنه «عثر على مصنع لتصنيع وتخزين المواد الكيماوية السامة في وكر للإرهابيين داخل أحد الأبنية بمحيط دوار المناشر بحي جوبر».

إلى ذلك، زعمت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس أن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون تخلى عن تسليح «المتمردين السوريين»، بعد أن حذّره قادة الجيش من هذه الخطوة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكرها إن القادة العسكريين البريطانيين أبلغوا كاميرون بأن ارسال أسلحة صغيرة وقذائف صاروخية لقوات المعارضة السورية لن يحدث فارقاً. وأشارت الى أن هناك قلقاً متزايداً أيضاً من احتمال أن تنتهي الأسلحة البريطانية المرسلة بأيدي المتطرفين بدلاً من المعارضة المعتدلة ما سيشكل تهديداً على المدى الطويل للأمن البريطاني.

كما ادعت الصحيفة أن التدخل العسكري، مثل إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية، يمكن أن يُقحم بريطانيا في نزاع لعدة أشهر بسبب قوة الدفاعات الجوية للنظام السوري.

(دمشق، أنقرة - أ ف ب،

رويترز، د ب أ، يو بي آي)