مع اقتراب موعد توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع في 14 يونيو الجاري لاختيار رئيسٍ جديدٍ للبلاد ليخلف محمود أحمدي نجاد، نال ترشيح أحد المرشحين البارزين، المحافظ علي أكبر ولايتي دعم جمعية دينية بارزة في قم، الأمر الذي يُعد بمنزلة دفع كبير لحظوظه في الرئاسة.

Ad

بدأت معالم المشهد الانتخابي الإيراني تتضح أكثر فأكثر قبل أربعة أيام على إجراء الاقتراع الرئاسي في 14 يونيو، مع انحسار المنافسة بين مرشحين أو ثلاثة من بين الثمانية المرشحين. وأعلنت وكالة أنباء "مهر" أمس، أن جمعية مهمة لرجال الدين في مدينة قم (وسط) دعمت المرشح المحافظ علي أكبر ولايتي.

وأفاد بيانٌ صادرٌ عن اجتماع استثنائي لجمعية مدرسي الفقه أن "غالبية الأعضاء قدموا دعمهم لعلي أكبر ولايتي"، وذلك بحسب ما قال رئيس الجمعية آية الله محمد يزدي.

وتُعدّ جمعية مدرسة الفقه في قم وجمعية علماء الدين المجاهدين، أبرز مجموعتين لرجال الدين المحافظين في البلاد. ولم تعلن بعد جمعية علماء الدين المجاهدين موقفها من المرشحين الثمانية المتنافسين.

يُذكر أن ولايتي وزير خارجية سابق (1981-1997) والمستشار الحالي للمرشد الأعلى علي خامنئي للشؤون الدولية.

ويحظى المرشح المحافظ سعيد جليلي الممثل المباشر لخامنئي في المفاوضات النووية مع الدول الكبرى بدعم آية الله محمد مصباح يزدي رجل الدين النافذ المحافظ.

ودان ولايتي خلال الحملة الانتخابية بشدة أسلوب جليلي في التفاوض مع مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا)، معتبراً أنه يجب اتخاذ موقف أقل تعنتاً للتوصل إلى اتفاق حول رفع العقوبات الدولية المفروضة على البلاد بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وكان خامنئي أكد في الأسابيع الماضية أنه ليس لديه أي مرشح مفضل. وقال لأعضاء مجلس الشورى: "سأدلي بصوتي كالجميع. تفضلون مرشحاً وقد أفضّل آخر، هذا الأمر لا يطرح مشكلة".

المرشحون الثمانية

وفي السياق نفسه، تشهد الانتخابات منافسة بين ثمانية مرشحين هم خمسة محافظين ومعتدلان وإصلاحي واحد، لتولي الرئاسة خلفاً لمحمود أحمدي نجاد الذي يمنعه الدستور من شغل هذا المنصب لولاية ثالثة.

والمرشحون المحافظون هم: سعيد جليلي، الذي يبلغ من العمر47 عاماً وهو الأصغر سناً بين المرشحين ويتولى حاليا منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي.

وشارك جليلي في الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و1988 والتي فقد فيها جزءاً من ساقه اليمنى.

المرشح المحافظ الثاني هو محمد باقر قاليباف (51 عاماً)، الذي يتحدر من مدينة مشهد شمال شرق إيران. وتولى هذا القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني قيادة سلاح الجو في قوات الحرس الثوري.

والمحافظ الثالث هو علي أكبر ولايتي، الذي شكّل حلفاً مع رئيس بلدية طهران ومع غلام علي حداد عادل الرئيس السابق للبرلمان. وواحد فقط من هؤلاء المرشحين الثلاثة سيمضي في المنافسة حتى النهاية.

 المرشح المحافظ الرابع هو غلام علي حداد عادل (68 عاماً)، الذي رأس البرلمان بين العامين 2004 و2008. وتزوجت ابنته من أحد أبناء خامنئي. هو حائز شهادة دكتوراه في الفلسفة، وسبق أن شغل منصبي وزير الثقافة ووزير التربية.

أما المرشح المحافظ الخامس فهو محسن رضائي (58 عاماً) الذي سبق أن قاد الحرس الثوري. وحاز رضائي وهو الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام، شهادة دكتوراه في الاقتصاد.

في المقابل، نجد مرشحين معتدلين، الأول هو رجل الدين حسن روحاني (65 عاماً) وهو مقرب من الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني. وهو معروف خصوصاً لترؤسه فريق المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى في ظل رئاسة الإصلاحي محمد خاتمي حتى عام 2005. أما المرشح المعتدل الثاني فهو محمد غرضي (72 عاماً)، الوزير السابق للنفط والاتصالات.

أما المرشح الإصلاحي الوحيد فهو محمد رضا عارف (61 عاماً)، الذي كان أول نائب للرئيس خلال الولاية الثانية لمحمد خاتمي (1997 - 2005). وبقي رضا عارف المتحدر من مدينة يزد مثل خاتمي، في ظل هذا الأخير.

تقدم في «أراك»

على صعيد آخر، ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن إيران أحرزت تقدماً "مهماً" في مشروع مفاعل أراك للمياه الثقيلة (وسط) من خلال تركيب الحاوية الرئيسية للمفاعل أمس، بحضور الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وأفاد رئيس البرنامج النووي الإيراني فريدون عباسي- دواني أن "مفاعل أراك يهدف إلى إنتاج نظائر مشعة". وهذا المفاعل سيحل تدريجياً مكان مفاعل طهران للأبحاث.

إلى ذلك، دشّن وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي أمس، مركز "الإمام جعفر الصادق" للرصد الفضائي، موضحاً أن هذا المركز يقوم بالرصد الدائم للأجرام الفضائية والأقمار الصناعية العابرة لفضاء البلاد.

(طهران - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

إيران: بطاقة تعريفية

تُعتبر إيران بلداً جبلياً وصحراوياً جزئياً، وتقع عند ملتقى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وهي هضبة شاسعة يبلغ ارتفاعها عموماً ألف متر. يحدها بحر قزوين شمالا والخليج جنوبا. حدودها البرية مشتركة مع العراق وتركيا وأرمينيا وأذربيجان وتركمانستان وأفغانستان وباكستان، بينما حدودها البحرية مشتركة مع دول الخليج وروسيا وكازاخستان.

تبلغ مساحتها مليوناً و648 ألف كلم مربع، عدد السكان: 75.2 مليون نسمة (إحصاء 2012) من الفرس والآذريين والعرب والأكراد والبلوش. يشكل المسلمون 99.4 في المئة منهم معظمهم من الشيعة. ويعترف الدستور الإيراني بوجود ثلاث أقليات دينية: المسيحيون (117 ألفا و700) واليهود (8756) والزردشتيون (25 ألفاً و271) حسب إحصاء 2012.

 إيران جمهورية إسلامية. ويؤكد الدستور هيمنة رجال الدين على السياسة (ولاية الفقيه)، ويضع الجزء الأساسي من السلطة في يد "المرشد" الروحي، وهو حالياً علي خامنئي الذي يشغل هذا المنصب منذ وفاة الإمام روح الله الخميني في 1989.

إلى ذلك، تملك إيران رابع احتياطي نفطي في العالم. وأدت العقوبات الدولية إلى تراجع عائدات النفط إلى النصف منذ بداية عام 2012.  كما سببت نقصاً في القطع الأجنبي وتراجع سعر الريال مقابل الدولار بنسبة سبعين في المئة، وزيادة التضخم الذي أصبح أعلى من ثلاثين في المئة.

تسجل في إيران نسبة نمو سلبية تبلغ ناقص 1.9 في المئة، في حين بلغ مستوى البطالة أكثر من ثلاثة ملايين عاطل عن العمل (تقديرات يونيو 2013).

يُقدّر عديد القوات المسلحة الإيرانية بحوالي 523 ألف جندي (المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية/2013) بين قوات برية (350 ألفاً)، وجوية (30 ألفاً)، وبحرية (18 ألفاً)، والقوات شبه العسكرية (40 ألفا).

هناك أيضاً قوات حرس الثورة "باسدران" التي أُنشئت بعد الثورة الإسلامية ويقدر عددها بـ125 ألف عنصر.

(طهران ـ أ ف ب، رويترز)