لو كنت صاحب قرار

نشر في 14-09-2013
آخر تحديث 14-09-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب    ماذا يريد الشعب من أصحاب القرار؟ ماذا تريد الأجيال من أصحاب القرار، ما تريد الدولة من أصحاب القرار؟ تساؤلات تحوم في فكرنا على مدار الساعة، والجواب عند أصحاب القرار.

دعونا نضع أنفسنا مكان أصحاب القرار، ولنعرض ما يمكن أن يفعلوه.

فلو كنت صاحب قرار؛ لأمرت ببناء مستشفى دولة يشتمل على التخصصات كافة بلا استثناء، وفيه مركز للأبحاث والدراسات الطبية، ويستقطب له من جميع دول العالم الاختصاصيون والاستشاريون والعلماء في جميع الأمراض لعلاج المواطنين بدلاً من هدر الأموال للعلاج في الخارج، ونغلق ملف التجارب بالبشر من أطباء لا يفقهون في الطب شيئاً.

لو كنت صاحب قرار؛ لفتحت ملف الجامعة على مصراعيه، وأمرت بوضع خطة زمنية، يلتزم المنفذ في إنجازها، مع وضع التعديلات الكاملة للاحتياجات كافة الخاصة بالجامعة من قاعات دراسية تستوعب عدداً أكبر، ومختبرات ومعامل تطبيقية مجهزة بأحدث وسائل التعليم، ولأمرت ببناء جامعات أو فروع في المحافظات الست.

لو كنت صاحب قرار؛ لأمرت بإنشاء القطار المعلق، لأنهي زحمة المرور، ولأصدرت قرارا بمنع قيادة السيارة بالنسبة إلى المقيمين لمن شهادتهم العلمية أقل من البكالوريوس وراتبهم أقل من ٥٠٠ دينار.

لو كنت صاحب قرار؛ لفعلت النقل البحري ليساهم في التخفيف من الازدحام المروري، وتفعيل السياحة البحرية من خلال تسيير الرحلات والجولات البحرية لشواطئ البلاد وجزرها المهجورة.

لو كنت صاحب قرار؛ لحاسبت كل مقصر في حق الدولة، وكل متهاون في تنفيذ القوانين، وكل مسؤول سار في عمله وفق (مرض وسرطان الواسطة).

لو كنت صاحب قرار؛ لنسفت كل القوانين واللوائح المعمول بها في الرياضة، ووضعت قوانين ولوائح ونظماً تصب في مصلحة الرياضيين والدولة.

لو كنت صاحب قرار؛ لأمرت بمعاقبة المستهترين والمتبجحين أمام الناس ليكونوا عبرة لغيرهم، ولأمرت باحترام الذوق العام في الأماكن العامة والدوائر الحكومية، ولأمرت بمنع التدخين فيها.

لو كنت صاحب قرار؛ لاسترجعت أراضي الدولة كافة التي تخضع لقانون الانتفاع، ومنعت المتاجرة بها.

لو كنت صاحب قرار؛ لأصدرت قراراً بتجهيز الأراضي للطلبات الإسكانية، وإنشاء مدن كاملة الخدمات، ولأصدرت قراراً بوقف التلاعب بالأسعار في السلع التجارية والعقارات.

لو كنت صاحب قرار؛ لأمرت بتغيير سياسة التعليم، من التعليم التلقيني إلى التعليم التدريبي والتطبيقي، ولأمرت بإعدام الحقيبة المدرسية المعروفة وتحويلها إلى حقيبة إلكترونية.

لو كنت صاحب قرار، لحولت كل الإقامات إلى الدولة، ومنعت تجار الإقامات وبيع البشر من الاستفحال والتوسع.

لو كنت صاحب قرار، لأمرت بكل إيراد يلج إلى الدولة أن يصرف على الشعب والدولة وتنميتهما.

هناك قرارات كثيرة يتمنى إصدارها كل مواطن، ولكن ليس بيده القرار، فيا أصحاب القرار أصدروا القرارات التي ينادي بها الشعب؛ أصدروها بعيون ومشاعر وإحساس الشعب، ولا تصدروها بما يناسب أهواءكم، وليكن الحس الوطني غالباً على إصداركم للقرارات... وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top