زعيم حركة «النهضة» التونسية راشد الغنوشي: إذا استمر النهج السلفي فالعلمانية هي الحل

نشر في 27-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 27-07-2013 | 00:02
يرى رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس الشيخ راشد الغنوشي أن استمرار النهج السلفي المتشدد يدفع في تجاه العلمانية، مؤكداً أن تونس تسعى إلى استعادة هويتها الإسلامية المعتدلة وتعمل في ما بعد الثورة على تقديم نموذج الدولة الديمقراطية. وأشار الغنوشي؛ الذي يعد أحد أكبر المنظرين العرب للإسلام السياسي المعتدل، إلى أن الثورة في مصر وتونس ساعدت المسلمين في تجاوز فكر «القاعدة» وزعيمها السابق أسامة بن لادن. وفي حواره مع {الجريدة» يجيب عن مفهوم التيار الإسلامي للحكم في العالم العربي، وهل الإسلام الذي يقدمه هؤلاء ساهم في نشر التشدد والتطرف كما يزعم البعض، أم أن العكس هو ما يتحقق من خلال تقديم فهم صحيح للإسلام. في ما يلي نص الحوار.

كيف ترد على اتهامات العلمانيين للإسلاميين بترويج نموذج متشدد عن الإسلام؟

 دعنا في البداية نعترف أن الخلاف الديني أمر مرفوض، ولا بد من أن نأخذ العبرة مما حدث مع المخلوعين حسني مبارك وبن علي، فكلاهما لعب على وتر الخلافات الدينية وتخويف المجتمع من الإسلاميين. نجح مبارك مثلاً في تخويف مجتمعه من الإسلام وأظهر هؤلاء كإرهابيين قبل أن يفطن كثير من التيارات المصرية لكذب ادعاءات النظام البائد. أما بن علي فحاول الزعم أنه حامي حمى الحداثة في وجه التيارات الإسلامية المتطرفة، وللأسف نجح أيضاً في استغلال فزاعة الإسلاميين لتوطيد أركان حكمه لفترة طويلة، قبل أن يدرك التونسيون أنهم وقعوا فريسة «دكتاتور مخادع». من هنا، لا بد من أن يعي الجميع أن الخلاف ليس دينياً، إنما هو خلاف سياسي حول الرؤى والأفكار، والصراع ليس صراعاً على هويات لأن صراع الهويات صراع مدمر ومخيف، والمجتمعات العربية اليوم في حاجة ماسة إلى إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم بعيداً عن التحزب الديني أو المذهبي.

يقولون إنك تميل إلى تطبيق النظام التركي من خلال «علمنة الإسلام»، فهل هذا صحيح؟

دعنا نعترف بأن تركيا نجحت فعلاً في إيجاد نموذج حكم فريد من نوعه، خصوصاً مع وصول رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم بحزبه ذي الخلفية الإسلامية الواضحة. ولكنني مع الاحترام الكامل للتجربة التركية، أرى أنها غير مناسبة تماماً للتطبيق في تونس وغيرها من الدول العربية نظراً إلى اختلاف البيئة والظروف والمسار التاريخي الذي يحكم تجربة كل دولة، ولكن هذا لا يمنع طبعاً من الاستفادة من النموذج التركي وهذا وارد بقوة. ثمة حقيقة أخرى تتمثل في وجود نموذج ناجح يقدم تجربة إسلامية متطورة، وهو النموذج الماليزي، حيث استطاع الماليزيون من خلال القيم والمبادئ والأحكام والخلفية الثقافية الإسلامية التي يتميزون بها بناء دولة قوية في النواحي كافة، واستطاعت ماليزيا أن تنهض في سنوات قليلة، ليصبح اقتصادها أحد أقوى الاقتصاديات الموجودة في مختلف أنحاء العالم.

ما إمكان استعادة تونس هويتها الإسلامية بعد سنوات طويلة من ارتباطها بفرنسا؟

الحديث عن النفوذ الفرنسي في المغرب العربي صحيح، ولكن البعض ينسى أن النظام التونسي السابق كان أحد أهم أسباب تراجع الهوية الإسلامية في تونس أمام نفوذ العلمانيين، والذي اشتد حتى زعم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي أنه راعي الحداثة في تونس في مواجهة الإسلاميين، الذين وصفهم بـ{الإرهابيين»، وبعد فشل نظامه ورحيله، على الجميع سواء كانوا في فرنسا أو الغرب عموماً، احترام خيارات الشعوب العربية وإقامة علاقات محترمة معها، بعيداً عن الهيمنة المرفوضة.

في ما يخص تونس؛ فالحمد لله، بدأت في استعادة هويتها الإسلامية، فبعدما كان التونسي يصلي سراً ويحرم عليه أداء صلاة الجمعة في المسجد خوفاً من الملاحقة الأمنية، أصبحت المساجد التونسية تكتظ بالمصلين، وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة يؤدي الشعب التونسي صلاة التراويح في الساحات والشوارع، وستكون تونس بإذن الله نموذجاً للدولة الإسلامية الديمقراطية التي تتمسك بالإسلام الوسطي المعتدل. ونعمل اليوم على عودة الجهد الدعوي الذي يرشد «الصحوة الإسلامية» باتجاه الوسطية والاعتدال. ولن أخفيك سراً إذا قلت لك إننا نسترشد في ذلك بـ»الأزهر الشريف» ودوره في ترسيخ الثقافة الإسلامية وتعميقها من دون إفراط ولا تفريط.

العنف والإسلام

هل ترى أن استخدام الحركات الإسلامية للعنف وسيلة للتغيير أصبح من الماضي؟

نعم. ما حدث في مصر وتونس يشكل من وجهة نظري لطمة قوية على وجه كل من يدعو إلى العنف، فدعاة العنف هم من شوهوا صورة الإسلام ومنحوا أعداء الأمة «السكين» الذي غرسوه في ظهور المجتمعات الإسلامية، وباتوا يتهموننا بالعدوانية والإرهاب وغيرها من تهم ألصقوها بالإسلام زوراً وبهتاناً، ساعدهم في ذلك بعض المسلمين الذين اعتنقوا أفكاراً بالية عفى عليها الزمن. رأينا ماذا فعل بن لادن وأتباعه من عمليات إرهابية هنا وهناك بغرض تغيير واقع المسلمين، ولكنهم للأسف لم ينجحوا إلا في تشويه صورة الإسلام، وتقوية الأنظمة البوليسية والقمعية في مجتمعاتنا، فتغولت تلك الأنظمة وتعملقت ميزانياتها الأمنية، في حين نجحت التظاهرات السلمية في إسقاط نظامين من أعتى الأنظمة العربية وأكثرها شراسة. في رأيي، أميركا لم تقتل بن لادن، بل قتلته الثورات الشعبية في تونس ومصر بعدما نجح المسلمون البسطاء في إسقاط أنظمة عجز بن لادن بعملياته الإرهابية كافة في هز عروشها. وأظن أن الثورات ستمتد حتى يعم العدل أوطاننا، وما حدث مع مبارك من محاكمته أمام العالم، لا بد من أن يكون عبرة لكل حاكم ظالم حتى يفكر في إصلاح نفسه وبسرعة. ونستطيع أن نقول، وبمنتهى الفخر، إن الأمة العربية بتمسكها بدينها ستلحق عن قريب بركب الديمقراطيات العالمية شاء حكامها أو أبوا.

كيف ترى المحاولات التي يبذلها أعداء الأمة لتقسيمها إلى مسلم متطرف وآخر معتدل؟

فتنة {الديني} ليست سوى وجه من أوجه الصراع السياسي، الذي لا يرغب أطرافه في الاعتراف بطبيعته السياسية، واسوأ من ذلك الرفض المتبادل لمبدأ حق الآخر في الفهم والتفسير للنصوص الدينية وإقامة شعائره وفق ذلك، والدعوة لفكره وتمتعه بحقوق المواطنة كافة على أساس المساواة من دون تمييز. إلا أن هذه الفتنة لا تقف وحدها كسبب لتمزيق صفوف الأمة واضطراب بوصلتها لدرجة العجز عن تمييز الصديق من العدو، فتبدو إسرائيل أو أيّة قوة محتلة أخرى أقرب إلينا من المنتسب إلى طائفة أخرى من طوائف ملتنا.

ومن هذه الفتن؛ فتنة السلفيين وهم في الأمة قلة بالقياس للصوفيين الذين لا يزالون يمثلون جمهرة الأمة، فالسلفي الذي يبدأ بتكفير الشيعي اليوم سيكفر غداً الصوفي، وفي اليوم الموالي سيكفر السني الآخر المخالف للمذهب... هكذا يستمر سرطان الاستبداد بالفكر والرأي عاملا ليل نهار على تحطيم جسد الأمة حتى يأتي عليه كله لأنه منخرط في مسار خاطئ مدمر متخلف، مصادم لسنة الله في التعدد والتنوع والاختلاف، وكما قال تعالى: «ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم». (هود:119). فإذا استمر هذا المنزع المتخلف في «تطييف» الإسلام؛ أيّ تحويله إلى طوائف يكفر بعضها بعضاً، فلن يكون هناك معنى لشعار «الإسلام هو الحل»، بل ستكون العلمانية كما في الغرب هي الحل، وذلك ما ظهر في العراق عندما اشتغلت الطوائف الدينية بالسياسة فتقاتل السنة والشيعة وفرضت المحاصصة الطائفية، وعجز الفكر الإسلامي الطائفي الذي يحكم بمختلف توجهاته الشيعية والسنية في أن ينتج حزباً وطنياً يجمع شتات العراق سنة وشيعة؛ عرباً وأكراداً، كما فعل حزب «البعث» العلماني للأسف.

هل يعني هذا من وجهة نظرك أن الفكر الإسلامي تراجع فى مقابل انتصار العلمانية؟

للأسف الشديد سيظل فكرنا الإسلامي متخلفاً عن العلمانية حتى ننجح في تطويره ليكون أكثر رحابة، لتتأسس عليه تجمعات سياسية ونقابية يلتقي فيها أبناء الوطن على اختلاف اتجاهاتهم. في الأربعينيات، كان «الحزب الإسلامي» في العراق يضم سنة وشيعة؛ عرباً وأكراداً، فلم يعجز العرب عن صياغة حزب مماثل اليوم؟! وفي الأربعينيات أيضاً كان من المقربين إلى مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين» حسن البنا مجموعات من أقباط، فلم لا يحدث ذلك اليوم؟! أرى أن وراء الفتن الطائفية ضيقاً في الفكر واستبداداً في السياسة، فلا اجتماع حضاري إلا بالاعتراف بالتعدد والتنوع وحق الاختلاف وتنظيم إدارته سلمياً، فمشكلات الأمة الداخلية كثيرة ولكن في طليعتها «التطرف الديني»، وهو ناتج من الاستبداد بالرأي وإدعاء امتلاك الحقيقة الدينية، والإنفراد بها وتكفير من لا يسلم بحجة الطرف الآخر.

لماذا لا نستفيد من تجاربنا التاريخية في تقويم تلك العلاقات؟

 كانت لأمتنا نجاحات حضارية معتبرة إلا أن حظنا كان متواضعاً في باب الإدارة السلمية للاختلافات السياسية حول السلطة، فكان أول سيف سل في الإسلام، كما يذكر مؤرخ الفرق الشهير الشهرستاني، حول الخلافة. وعادة ما تتبرقع خلافاتنا حول السلطة ببرقع الدين باعتباره العنصر الأشد تأثيراً في شخصية المسلم، بما يجعل من العسير تجنيد فريق من المسلمين لمقاتلة فريق آخر من المسلمين من دون الطعن في دينه وإسقاط حرمته الدينية. هكذا ابتدأت الخلافات كافة صراعاً حول السلطة، ثم تولى كل حزب سياسي إلباس حزبه ثوباً سياسياً، يحله المنزلة الرفيعة منه سالباً من الحزب المعارض كل اعتبار ديني ينزله منزلة الكافر أو الضال المتنكب عن نهج القرآن والسنة والسلف الصالح، فهو الخطر الأعظم على الإسلام وأمته الذي تجب منازلته ودرء خطره.

مواجهة التشدد الديني

كيف يمكن مواجهة التشدد الفكري تجنباً لاتساع دائرة العنف في المجتمعات الإسلامية؟

ظاهرة التطرف الديني منشأها الانغلاق على الفهم الآحادي الذي لا يقبل التطور ولا التغيير والنقد. إنه الفهم الذي يصطدم بتجددات الحياة ومتغيرات العصر وتحولات الزمن ومقتضيات التقدم، فالتطرف أزمة حقيقية مروّعة، بل هي أخطر ما واجهته الأمة من أزمات لكونها تضرب في عمق المجتمع فتقوده سريعاً نحو نتائج عنيفة تؤدي في النهاية إلى التصادم والتحارب، إضافة إلى أن المتعصب المتطرف يقدس أفكاره بشكل مطلق ويحتكر الحقيقة لنفسه ويخطئ الآخرين دوماً من دون الرجوع إلى أحكام الحوار والنقد. واتفق أكثر فقهاء المسلمين على تحريم التطرف والغلو بجميع صوره وأنواعه، وبيّنوا ذلك عبر أساليب مختلفة، تارة بالنهي عن ذلك، وطوراً بالتحذير من مشابهة الكفار في الغلو، وثالثة ببيان أن الغلو سبب هلاك المجتمع، كما قال تعالى: «قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلّوا من قبل وأضلوا كثيرا، وضلّوا عن سواء السبيل» (المائدة: 77)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين، فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين». ولمواجهة ظاهرة التطرف الديني علينا نشر الثقافة الإسلامية التي تدعو إلى التراحم والتسامح والمحبة واللاعنف والتعايش والإخاء، والعمل على إجراء تحليل معمق لظاهرة التطرف والإرهاب، تمهيداً لاقتراح سياسات ثقافية فاعلة قادرة على مواجهة هذه الظواهر على المدى الطويل، ومواجهة ثقافة التطرف بثقافة التوحيد، ثقافة عدم التفرق والاعتصام بحبل الله والتأكيد على ثقافة قبول الرأي والرأي الآخر.

لماذا تشتد الحملات على الإسلام وتتهمه بأنه دين العنف؟

مكث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مكة 13 عاماً يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد كان نتاج هذه المرحلة أن دخل في الإسلام خيار المسلمين من الأشراف وغيرهم، وكانوا في الأغلب من الفقراء، ولم يقدم لهم رسول الله إلا الدعوة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحمَّل المسلمون؛ لا سيما الفقراء والعبيد ومن لا عصبية له منهم، من صنوف العذاب وألوان البلاء ما تعجز الجبال الرواسي عن تحمله، فما صرفهم ذلك عن دينهم وما تزعزعت عقيدتهم، بل زادهم ذلك صلابة في الحق، وصمدوا صمود الأبطال مع قلتهم وفقرهم، وما سمعنا أن أحداً منهم ارتدّ سخطاً عن دينه، أو أغرته مغريات المشركين في النكوص عنه، وإنما كانوا كالذهب الإبريز لا تزيده النار إلا صفاء ونقاء. وأجمع خبراء علم الاجتماع في الغرب كلهم بلا استثناء والتاريخ أثبت أن الأديان لا تفرض بالقوة، فالإسلام لم ينتشر بالسيف بل بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب أخيراً كالترك والمغول. وبلغ القرآن من الانتشار في الهند، التي لم يكن العرب فيها غير عابريّ سبيل، ما زاد عدد المسلمين إلى خمسين مليون مسلم فيها. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً في الصين التي لم يفتح العرب أيّ جزء منها قط، وسترى في فصل آخر سرعة الدعوة فيها، ويزيد عدد مسلميها على عشرين مليون في الوقت الحاضر، أيّ أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف وإنما هي مزاعم يزعمونها للنيل من الإسلام.

في سطور

ولد الشيخ راشد الغنوشي عام 1941 في قرية الحامة في جنوبي تونس، تلقى تعليمه الابتدائي في القرية، ثم انتقل إلى مدينة قابس، فالعاصمة تونس حيث أتم تعليمه في «الزيتونة»، بعدها توجه إلى العاصمة المصرية القاهرة لمواصلة تعليمه النهائي، في وقت كانت التجربة الناصرية هي العنوان الأبرز في سماء العالم العربي، لذلك أعجب الغنوشي بعبد الناصر مبكراً.

لم يستقر الغنوشي في القاهرة كثيراً، فتوجه إلى سورية حيث درس في جامعتها، وحصل على الإجازة في الفلسفة، وبدأت تتبلور المعالم الأولى لفكره الإسلامي الذي تجلى بعد سفره إلى فرنسا لمواصلة الدراسات العليا في السوربون. بموازاة الدراسة، بدأ نشاطه الإسلامي وسط الطلبة العرب والمسلمين، وتعرف إلى جماعة الدعوة والتبليغ، ونشط معها في أوساط العمال المغاربة.

في نهاية الستينيات عاد الغنوشي إلى تونس، ليبدأ نشاطه الدعوي وسط الطلاب وتلامذة المعاهد الثانوية، الذين تشكلت منهم حركة الاتجاه الإسلامي المعروفة بحركة «النهضة»، إلا أن السلطات التونسية كانت له بالمرصاد، فألقت القبض عليه وقضت المحكمة بحبسه لمدة 11 عاماً سنة 1981، ثم حصل على حكم بالسجن مدى الحياة في سنة 1987، وهو حكم حصل عليه مجدداً في 1991 و1998. وقد ظل الغونشي خارج تونس طوال عقود وتنقل بين الجزائر وليبيا والسودان قبل أن يستقر في بريطانيا، إلا أنه عاد إلى تونس بعد ثورة الشعب التونسي في 2011، قبل أن يقود حركة «النهضة» لتحقيق انتصارات سياسية لتصبح الجماعة الحاكمة في تونس بعد الثورة.

ويعرف عن الغنوشي انضمامه إلى كثير من المؤسسات العالمية منها، مشاركته في تأسيس «الندوة العالمية للشباب الإسلامي» عام 1971، أحد مؤسسي «المؤتمر القومي الإسلامي» الذي يجمع بين التيار القومي العربي والتيار الإسلامي، كذلك هو أحد مؤسسي حلقة «الأصالة والتقدم» التي تعنى بالحوار الإسلامي- المسيحي،  فضلاً عن شغله منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

من مؤلفاته: «طريقنا إلى الحضارة، نحن والغرب، حق الاختلاف وواجب وحدة الصف، القضية الفلسطينية في مفترق الطرق، المرأة بين القرآن وواقع المسلمين، حقوق المواطنة في الدولة الإسلامية،

الحريات العامة في الدولة الإسلامية، القدر عند ابن تيمية، مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني، الحركة الإسلامية ومسألة التغيير، من تجربة الحركة الإسلامية في تونس». وقد ترجم بعض كتبه إلى لغات أجنبية، كالإنكليزية والفرنسية والتركية والإسبانية والفارسية.

back to top