شيع سكان مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار أمس، جثامين سبعة متظاهرين قضوا في اشتباك مع القوات العراقية أمس الأول، بينما قتل 3 جنود وخطف 7 في المدينة.

Ad

وقال والد أحد القتلى علي خلف العاني وهو يشيع ولده: "سأقاضي الحكومة العراقية وعلى رأسها نوري المالكي، ولن أرضى بالتعويض الذي قدمته وزارة الدفاع لنا".

ورفع المشيعون لافتات كتب عليها "اسمع يا نوري إحنا أحرار واخذ دروسك من بشار"، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

انسحاب الجيش

في السياق، أفاد مصدر رفيع أمس، بأن رجل الدين عبدالملك السعدي، الذي له شعبية كبيرة في الأنبار، أطلق جهوداً للتهدئة في الفلوجة، بينما انسحب الجيش من المدينة قبيل تشييع القتلى.

وقال المصدر إن السعدي "تحدث مع وجهاء المدينة، واتصل بعائلات القتلى والمصابين"، مبيناً أن "السعدي يشعر بالارتياح لقناعة الأطراف المعنية في الفلوجة بضرورة التهدئة، وتجنب أي محاولة لإثارة الفتن وأعمال العنف".

وكان السعدي دعا في وقت سابق أمس، عناصر الجيش إلى العصيان، وقال في بيان "لا تكونوا درعاً حامياً لظالم سينقلب عليكم"، مطالباً إياهم بـ"الالتحاق بالمتظاهرين"، بينما دعا "السياسيين من وزراء ونواب وقضاة وغيرهم إلى الانسحاب من العملية السياسية"، غير أنه ناشد المتظاهرين الاستمرار في الاعتصام و"الثبات على المطالبة بالحقوق"، واصفاً إياهم بـ"المجاهدين"، ومحذراً ممن وصفهم بـ"مُندسي الحكومة حتى لا يُفسدوا التظاهرات بالتخريب".

قتل وخطف

وكشف المصدر ذاته، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن انسحاب الجيش العراقي من مدينة الفلوجة، صباح أمس، وقبل بدء تشييع القتلى الذين سقطوا في الاشتباك، بناءً على طلب من شيوخ العشائر وأهالي المدينة، مضيفا أن "فوج طوارئ الشرطة المعروف باسم السبطين انتقل من مدينة الرمادي إلى الفلوجة، لتولي مهام حفظ المدينة". وأشار المصدر إلى أن "عناصر الفوج من أهالي الرمادي، لا من خارجها".

من جهته، دعا المالكي قوات الأمن إلى ضبط النفس، محملا في الوقت نفسه المتظاهرين مسؤولية ما تشهده البلاد من توترات طائفية "يستغلها" تنظيم القاعدة و"مجموعات إرهابية".

ويواصل آلاف العراقيين التظاهر والاعتصام في مدن شمال وغرب بغداد منذ أكثر من شهر، رفضاً لسياسة المالكي.

إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي، أمس، إن جنديين قتلا بنيران قناصة قرب الفلوجة في حين قتل جندي ثالث، عندما هاجم مجهولون نقطة حراسة تابعة للجيش شمال المدينة.

كما اختطف سبعة جنود حين اعترض مجهولون قرب الفلوجة السيارة التي كانت تقلهم خارج وقت الخدمة واقتادوهم إلى مكان مجهول.

لجنة تحقيق

في السياق، أعلن مقرر مجلس النواب محمد الخالدي، أمس، تصويت المجلس على تشكيل لجنة تتكون من رئيس قائمة العراقية في البرلمان العراقي سلمان الجميلي، وعضو التحالف الوطني خالد العطية، وممثلين عن لجنتي حقوق الإنسان والأمن والدفاع البرلمانيتين للتحقيق في صدامات الفلوجة، وتقديم تقريرها خلال الـ48 ساعة المقبلة.

إلى ذلك، استنكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان أمس، الاشتباكات التي حصلت بين المتظاهرين في الفلوجة وقوات الجيش العراقي، داعياً المتظاهرين والأجهزة الأمنية إلى الالتزام بالسلمية في التظاهر وضبط النفس.

ودعا الصدر في البيان المتظاهرين والقوات الأمنية إلى "ممارسة أعلى درجات ضبط النفس"، مشدداً على ضرورة أن "توفر الأجهزة الأمنية الحماية للمتظاهرين وتحافظ على سلامتهم".

الرئاسات الثلاث

على صعيد آخر، صوّت مجلس النواب العراقي أمس، بأغلبية 170 صوتا من إجمالي 325 عضوا على قانون تحديد الرئاسات الثلاث بولايتين فقط، بينما اعترض على القانون "ائتلاف دولة القانون" التي يرأسها رئيس الوزراء نوري المالكي على عملية التصويت التي وصفوها بغير القانونية وغير الدستورية.

يذكر أن الدستور العراقي يحدد فترة رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان بولايتين، بينما ترك ولاية رئيس الوزراء من دون تحديد.

ومن المتوقع أن يلجأ المالكي إلى المحكمة الاتحادية للطعن في دستورية القانون الذي صوت عليه مجلس النواب بالأغلبية.

(بغداد - أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)