نشبت معركة كلامية بين الجيش المصري وجماعة "الإخوان المسلمين" أمس، على خلفية التوتر بين الجانبين بعد إطاحة الجيش بالرئيس الإخواني محمد مرسي، واستغل الطرفان مناسبة ذكرى نصر العاشر من رمضان، كمنصة هجوم متبادل.
اعتمدت جماعة "الإخوان المسلمين" التصعيد ضد قيادات الجيش المصري عشية الدعوة إلى تظاهرات حاشدة لأنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، في مواجهة دعوة جبهة "30 يونيو" وحملة "تمرد" للمصريين إلى المشاركة في جمعة "النصر والعبور" بميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الرئاسي.وقال المرشد العام للجماعة محمد بديع خلال رسالة إعلامية له أمس: "إن الذكرى العظيمة لنصر العاشر من رمضان تأتي هذا العام والأمة تتعرض لمحنة عظيمة، ورطها فيها بعض القادة العسكريين الذين لم يعوا دروس التاريخ القريب والبعيد، وانفصلوا عن روح القوات المسلحة".وأضاف: "أراد هؤلاء القادة أن يغرقوا الجيش مرة أخرى في الخصومات الحزبية والسياسية، وأعدوا ونفذوا انقلاباً عسكرياً على الشرعية الدستورية الممثلة في الرئيس المنتخب والدستور الذي ارتضاه الشعب ومجلس الشورى المنتخب بإرادة شعبية حرة".وشنت جماعة "الإخوان المسلمين" هجوماً لاذعاً على الجيش المصري، قائلةً في بيانٍ رسمي لها أمس: "تعيش مصر كابوساً خطيراً يهدد أمنها القومي بحرب أهلية أو إحداث وقيعة بين الشعب وجيشه البطل الذي يحبه ويدعمه ويفتديه، أو إحداث انشقاق داخل الجيش نفسه، نتيجة لعودة مجموعة من قادة الجيش إلى الانغماس في السياسة والرغبة في السيطرة على الحكم".في المقابل، اعتمد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، صيغة التجاهل لمحاولات جماعة "الإخوان" إثارة غضب المؤسسة العسكرية، قائلاً إن "ذكرى العاشر من رمضان ستظل يوماً عزيزاً في تاريخنا العسكري والوطني، تجسيداً لقوة الإرادة وصلابة العزم وحكمة القرار، ورمزاً لالتفاف الشعب حول قواته المسلحة".وأكد، خلال كلمة له ألقاها نيابة عنه مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة اللواء أركان حرب، أحمد بهاء الدين خلال احتفال القوات المسلحة بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان، أن القوات المسلحة ورجالها يعاهدون الله والوطن والشعب العظيم أن يظلوا عيناً ساهرة على أمن مصر واستقرارها، والوفاء بالمهام والمسؤوليات التي كلفهم الشعب بها، وأن تظل القوات المسلحة دائماً درعاً قوية لمصر تحمي أمنها القومي وتصون مقدساتها وسلامة أراضيها.من جهتها، أعلنت جبهة "30 يونيو" وحملة "تمرد" وجبهة "الإنقاذ الوطني" أمس تفاصيلَ دعوتها للشعب المصري إلى التظاهر اليوم أمام قصر "الاتحادية" الرئاسي وفي ميدان التحرير بوسط القاهرة، تحت شعار "جمعة النصر والعبور"، وذلك تأكيداً على أن ما جرى في "30 يونيو" لم يكن انقلاباً عسكرياً، بل ثورة شعبية.ووضعت وزارة الداخلية المصرية خطة أمنية موسعة استعداداً للتظاهرات التي دعت إليها جماعة "الإخوان المسلمين" اليوم، والتي قد تشهد تصعيداً إخوانياً ولجوءاً للعنف من قبل أنصار المعزول.
آخر الأخبار
مصر: «الإخوان» تصعِّد الهجوم على الجيش قبل تظاهرات «النصر والعبور»
19-07-2013