«73 مؤرخين» تخوض حرب التوثيق

أربعون عاماً مضت، لم تمنع المصريين من إحياء ذكرى «انتصار 6 أكتوبر»، كل عام بشكل مختلف، هذه المرة عن طريق خوض معركة توثيق التراث الحربي للمعارك، بالصور والفيديوهات المصورة.

وعلى الرغم من طول السنوات التي مضت على انتهاء الحرب، إلا أنها لم تقف حاجزاً ضد «مجموعة 73 مؤرخين»، التي انطلقت لتوثيق ونشر هذه البطولات العسكرية، على شبكة الإنترنت، والتي أسسها 3 أصدقاء هم: عبدالله عمران، أحمد عادل، أحمد زايد، عام 2008، بعدما التقوا اللواء الطيار محمد عكاشة الذي ساعدهم في معرفة المعلومات العسكرية، حتى لقبوه بـ»الأب الروحي»، تعبيراً رمزياً، يدل على ما قدمه الرجل من معلومات وإسهامات.

يقول أحمد زايد، أحد مؤسسي المجموعة: «كان هدفنا أن نعيد الانتماء إلى المصريين خصوصاً من جيل الشباب، ونشر الحقائق التاريخية لحرب 73، والحمد لله، الموقع يحظى بنحو 7 ملايين زائر، ويتناول جميع جوانب الحرب، مع توثيق أحداث تاريخية صحيحة من ألسنة أبطالها الحقيقيين الذين تجاوز عددهم الـ100، بالإضافة إلى أضعاف هذا الرقم، الذين رفضوا الحوار معنا، هرباً من الأضواء الإعلامية، رغبة منهم في ترك تقدير تضحياتهم من أجل الوطن لله وحده».

أبرز العناوين التي تناولها الموقع، في الذكري الأربعين لنصر أكتوبر، تتعلق بنسيان الأبطال الحقيقيين الذين لا يتمنون سوى أن يعلم الناس حقيقة بطولتهم، على الرغم من صعوبة أوضاعهم المادية الآن، معتبرين أنفسهم في «استراحة محارب»، انتظاراً لتلبية نداء الوطن مرة أخرى.

كما سلط الموقع الضوء على دور الرئيس المخلوع، حسني مبارك، قائد القوات الجوية أثناء حرب 73، وحقيقة أنه صاحب الضربة الجوية الأولى ضد إسرائيل، لافتين إلى أن دوره كان محورياً في الحرب، لكنه لم يكن لينجح من دون عمل مئات الآلاف من الجنود الأبطال.