يعم الظلام مقهى الإنترنت، الذي يقع في العاصمة الصينية بكين، ولا يلوح في المكان الا بصيص الضوء الخافت الذي ينبعث من الشاشات، وينعكس على وجوه مرتادي المقهى، ويغلف الصمت الحاضرين، فلا يسمع إلا طنين أجهزة الكمبيوتر، حتى يكسر أحد الجالسين حالة السكوت عندما يدق بيده على المائدة في غضب، ويشعل سيجارة، وتبدو عليه ملامح الإحباط.

Ad

لقد خسر هذا الرجل لتوه أحد الشخصيات التي يخوض بها غمار أحد الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت، لكن لا أحد من الجالسين حوله أمام شاشات الكمبيوتر يلتفت، حيث إنهم جميعا مستغرقون في ممارسة ألعاب مماثلة، وتقول دينج دان، صاحبة مقهى الإنترنت: "بعد 42 ساعة، نضطر أحيانا إلى طرد الجالسين خارج المكان".

ويثير الإقبال المتزايد على الألعاب الإلكترونية قلق السلطات الصينية منذ فترة طويلة، وتشير الإحصاءات الوطنية إلى وجود 560 مليون مستخدم لشبكة الإنترنت في الصين، 60 في المئة منهم يمارسون ألعاب الكمبيوتر على الإنترنت بشكل منتظم.

وتصل تكلفة الدخول على الشبكة العنكبوتية في مقاهي الإنترنت في الصين إلى أقل من 0.56 دولار، بينما يبلغ متوسط الأجور في البلاد إلى نحو 600 يورو شهريا.

وأثارت هذه الظاهرة تقارير إعلامية متوالية بشأن تفشي مشكلة إدمان الإنترنت، كان آخرها قصة شاب أمضى ست سنوات داخل مقهى للإنترنت.

وقال دينج جيان لو، أستاذ طب النفس في جامعة جيلين: "إن حالة هذا الشاب خطيرة بصفة خاصة، لكن تصرفاته تقليدية بالنسبة لسلوكيات المدمنين".

وتتعاون 51 وزارة بالحكومة الصينية حاليا للتوصل إلى خطة لعلاج هذه المشكلة، وتتضمن الخطة وضع تعريف لمفهوم إدمان الإنترنت بحلول نهاية العام، ثم صياغة قوانين للتعامل مع هذا الإدمان خلال ثلاث سنوات.

(د ب أ)