أعادت الوثيقة، التي كُشف عنها النقاب مؤخراً، وتتحدث عن عدوان دولي سداسي ضد مصر، للأذهان محاولات إجهاض تجربتين فريدتين لبناء دولة مصرية حديثة، الأولى في عهد محمد علي باشا، والثانية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ ضربت قوى الإمبريالية المحاولتين بمعاهدة لندن 1840، ونكسة 1967.

Ad

وجرى الترتيب للعدوان السداسي الجديد، الذي تقوده أميركا وإسرائيل وبريطانيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، بعد ثورة 25 يناير 2011، وما تلاها من ثورة 30 يونيو الماضي، التي أجهزت على حكم تنظيم "الإخوان" في مصر بعزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، حيث كشفت الوثيقة المُسربة، عن اجتماع بين الدول الست، هدفه تركيع مصر سياسياً وحصارها اقتصادياً.

ومال سياسيون إلى التشكيك في صحة الوثيقة، التي نشرت تفاصيلها صحف مصرية مستقلة، أمس الأول، لكنهم أجمعوا على أن تطبيق ما ورد فيها غير وارد ومصيره الفشل. وقال المتحدث باسم حزب "التجمع" اليساري، نبيل زكي، إن غالبية دول العالم تتآمر ضد مصر، وتراهن على سقوطها، مؤكداً في تصريحات لـ"الجريدة" أن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل، لأن المسؤولين الأميركيين أنفسهم يقولون إنهم فقدوا السيطرة على مصر، ولذا فإن كل الضغوط التي ستمارس على مصر لا قيمة لها.

وفي حين، اعتبر القيادي بحزب "الكرامة" محمد بيومي، أن الخطة التركية لإنقاذ "الإخوان" بعمل حكومة موازية وإنشاء قاعدة عسكرية أجنبية في الصعيد، بحسب ما ورد في الوثيقة، لن تجدي ثمارها، لأن المصريين يتصدون دائماً للمؤامرات الخارجية، شكك رئيس حزب "الكرامة"، محمد سامي، في صحة الوثيقة وقال: أخشى تصاعد نبرة الحالة التآمرية التي يعيشها بعض السياسيين لتصل إلى حالة مَرضية، مضيفاً "لا أصدق تنسيق الشرق والغرب ضد مصر بهذا الشكل، وهو الذي فشل في التنسيق بشأن سورية".

على الوتيرة ذاتها، أكدت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي المصري كريمة الحفناوي، أن هذا العدوان السداسي المزعوم لن يهزم مصر، لأن الشعب الذي استطاع في غضون 30 شهراً أن يطيح بنظامي مبارك الفاسد ومرسي الإرهابي، سوف يتصدى لأي مؤامرات خارجية أو داخلية.

يُذكر أن صحيفة الإندبندنت البريطانية نشرت تقريراً أمس الأول، يعزز فكرة الاختراق الأمني لدول الشرق الأوسط، حيث أفاد بأن بريطانيا تدير محطة سرية لمراقبة شبكة الإنترنت في الشرق الأوسط،‏ واستندت الصحيفة في معلوماتها تلك إلى الوثائق التي سربها أخيراً المستشار السابق للمخابرات الأميركية إدوارد سنودين‏.‏