يتخوّف المنتج محمد السبكي (أحد أكثر المنتجين إصراراً على تجاوز المشاكل السياسية التي تعيق العاملين في الحقل السينمائي) على مصير موسم الصيف السينمائي، موضحاً أنه أمام أمرين: إما الانكفاء حتى تنصلح الأحوال، أو إنتاج أعمال بموازنات قليلة، ويؤكد أنه يحاول الصمود أمام تلك الظروف الصعبة التي تواجه الفن.

Ad

يطالب السبكي المسؤولين بالاهتمام بالفن في هذه الظروف الصعبة، لا سيما أن العمل الإبداعي يساعد الشعوب على الخروج من كبواتها، مشيراً إلى أن الأعمال التركية جمّلت صورة بلاد الأناضول، «وهو ما نفتقده في مصر حالياً، خصوصاً بعدما بثت الفضائيات العربية والعالمية مشاهد حول حصار تيارات متشددة لمدينة الإنتاج الإعلامي تسيء إلى سمعة مصر على المستويات الفنية والسياسية والاقتصادية.

موسم ضعيف

يرى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية عبدالستار فتحي أن صناعة السينما في مصر تواجه ظروفاً سيئة للغاية لم تصادفها على مدى تاريخها، متوقعاً أن يكون موسم الصيف ضعيفاً، لا سيما أن موسم نصف العام كان هزيلاً بفعل الأحداث والتوترات السياسية التي تعصف بالبلد وانعكست ضعفاً في الإيرادات والإقبال.

يتفهم فتحي المخاوف التي تواجه المنتجين السينمائيين ويقدّر من يغامر بأمواله وفنه ووقته ومجهوده في هذه الظروف، مؤكداً أن أي عمل يخرج إلى النور يعتبر إنجازاً ومخاطرة، لأنهم يخوضون مشاريع سينمائية وينفقون أموالهم رغم المعاناة التي تشهدها صناعة السينما .

الشاعر أيمن بهجت قمر، مؤلف «سمير أبو النيل»، متشائم في شأن عرض الفيلم  ويشعر بحالة من الغموض تجاه مستقبل صناعة الفن عموماً والسينما خصوصاً، معتبراً أن طرح أفلام جديدة في المواسم المقبلة مغامرة محفوفة بالمخاطر، نظراً إلى الكساد بسبب قلة الإنتاج وسوء التوزيع وحالة التقلب التي تعيشها السينما المصرية ولا يعلم أحد متى ستنصلح.

بدوره يتوقّع مؤلف فيلم «كريسماس» سامح أبو الغار أن يكون موسم الصيف مضطرباً غير محدد المعالم وإن كانت ثمة مؤشرات غير مؤكدة عن أفلام ستعرض، داعياً الله أن تتحسن ظروف البلد لتعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، وأن يعرض فيلمه الجاهز منذ فترة طويلة، لكن تحول الاضطرابات دون عرضه، من دون استبعاد تأجيله إلى موسم عيد الفطر، في حال لم تكن الظروف ملائمة خلال موسم الصيف الذي يتضمن أفلاماً لمحمد سعد وأحمد مكي.

مصير مجهول

يلاحظ الناقد السينمائي أشرف نهاد (عضو جمعية كتاب ونقاد السينما) أن موسم الصيف السينمائي يعاني منذ فترة طويلة ظروفاً أثرت عليه سلباً، خصوصاً أنه أصبح أقصر، بسبب حلول شهر رمضان المبارك فيه، ما جعل إيراداته تتناقص، علاوة على الأحداث السياسية التي تطل برأسها بين حين وآخر، ما دفع موسم الصيف السينمائي نحو المجهول ولا يعلم أحد ماذا سيحدث فيه.

يضيف نهاد: «يصعب التكهن كيف ستسير الأمور في المستقبل على المستويين السياسي والفني بعدما أصبحا متلازمين، إذا حدثت توترات سياسية فستنعكس حكماً على الفن».

يلفت نهاد إلى أن «الموسم السينمائي الصيفي كان يرفع نجوما ويُهبط آخرين وارتبطت به الإيرادات المرتفعة، ورغم ذلك لم تكن مقياساً لمستوى الأفلام، فثمة أعمال حققت طفرات مادية ولكنها لم تقدم جديداً على المستوى الفني. كذلك  ارتبطت به ظاهرة اختفاء التوزيع الخارجي الذي كان مصدراً للدخل في السينما، واكتفى الموزعون بشباك التذاكر في الداخل،لأنه كان يؤمن لهم أرباحاً وفيرة.

أخيراً يرى الناقد الفني أحمد سعد الدين أن موسم الصيف السينمائي على موعد مع المجهول، وأن على المنتجين الاختيار بين حلين لا ثالث لهما: إنتاج أفلام من نوعية «الموازنات القليلة» (لا تتجاوز كلفتها مليوني جنيه) فيضمنون أرباحاً مهما قلت الإيرادات، أو إنجاز فيلم ضخم كل عامين أو ثلاثة حتى يأمنوا شر سوق السينما الغادر.