تحديث 1:: قالت المعارضة السورية إن قوات النظام السوري ارتكبت مجزرة فجر اليوم استخدم فيها السلاح الكيمياوي وراح ضحيتها مئات القتلى وآلاف المصابين المدنيين جلهم من الأطفال والنساء في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

Ad

ودعا رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا، المجتمع الدولي الى تحمل مسؤوليته تجاه وقوع المجزرة، وطالب فريق الأمم المتحدة المتواجد في دمشق بهدف التفتيش عن الأسلحة الكيماوية، بالتوجه إلى مكان المجزرة.

وأكد الجربا أن النظام السوري هو المسؤول عن المجزرة المروعة في الغوطة الشرقية، وأضاف أنه تواصل مع وزراء الخارجية العرب والغرب لتقوم اللجنة الأممية بالوقوف على ما حدث وترى بأم عينها ما يقوم به نظام بشار من إبادة للشعب السوري.

في المقابل، نفى الجيش السوري ان يكون استخدم اسلحة كيميائية في قصف مناطق في ريف دمشق كما تقول المعارضة، معتبرا ان هذه "الادعاءات الباطلة جملة وتفصيلا" تندرج في اطار "الحرب الاعلامية" على سوريا وتهدف الى التغطية على "هزائم العصابات المسلحة" على الارض.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان ما قيل عن قصف مناطق ريف دمشق بالاسلحة الكيميائية "ادعاءات باطلة جملة وتفصيلا وعارية تماما من الصحة وتندرج في اطار الحرب الاعلامية القذرة التى تقودها بعض الدول ضد سورية".

في غضون ذلك، دعا أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي مفتشي الأمم المتحدة إلى التحقيق على الفور في تقارير بهجوم بأسلحة كيماوية قرب العاصمة السورية دمشق.

كما أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم ان الرئيس فرنسوا هولاند "سيدعو الامم المتحدة الى التوجة لمكان هجوم" يشتبه ان الجيش السوري استعمل خلاله غاز الاعصاب ضد مقاتلي المعارضة بضواحي دمشق.

وصرحت المتحدثة للصحافيين ان خلال مجلس الوزراء "اعرب رئيس الجمهورية عن نيته في دعوة الامم المتحدة الى التوجه الى مكان الهجوم" مؤكدة ان "بطبيعة الحال يجب التحقق من تلك المعلومات وتاكيدها".

وكان نشطاء سوريون ذكروا ان 213 شخصاً على الاقل لقوا حتفهم بينهم نساء وأطفال في هجوم بغاز أعصاب شنته القوات الحكومية السورية على مناطق خاضعة لسيطرة المعارصة السورية في منطقة الغوطة شرقي دمشق. وقال النشطاء إن صواريخ تحمل مواد كيماوية أصابت ضواحي عين ترما وزملكا وجوبر وان القتلى بالمئات.

ولم يمكن التأكد على الفور من الاستخدام المزعوم للغازات الكيماوية من مصدر مستقل. وتزامن ذلك مع زيارة لدمشق يقوم بها فريق من خبراء الأمم المتحدة للأسلحة الكيماوية. وتحدث ناشطون من لجان التنسيق المحلية عن احضار 30 جثة على الاقل الى مستشفى ميداني في حي كفر بطنا على بعد بضعة كيلومترات الى الشرق من وسط دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرات قتلوا من بينهم أطفال خلال القصف العنيف. وذكر ان المعضمية جنوب غربي دمشق تعرضت لأعنف قصف منذ بدء الصراع السوري قبل عامين.

ودعا المرصد خبراء الامم المتحدة للاسلحة الكيماوية والمنظمات الدولية الى زيارة المناطق المتضررة لضمان توصيل المساعدات والبدء في تحقيق لمعرفة المسؤولين عن القصف ومحاسبتهم.

وتبادلت القوات السورية ومقاتلي المعارضة الاتهامات باستخدام اسلحة كيماوية خلال الحرب الاهلية التي قتل فيها مئة الف شخص.

من جهتها نفت الحكومة السورية اليوم استخدام القوات النظامية اسلحة كيميائية في الاشتباكات الدائرة في بلدات ومواقع في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وقال مصدر اعلامي سوري مسؤول في تصريح لوكالة الانباء السورية سانا انه "لاصحة اطلاقا للانباء التي ذكرت استخدام سلاح كيميائي في الغوطة الشرقية".

واعتبر "ان هذه الانباء عارية عن الصحة وهي محاولة لحرف لجنة التحقيق الدولية الخاصة بالسلاح الكيميائي عن انجاز مهامها".

وكانت مصادر المعارضة السورية أكدت ان المئات سقطوا جراء قصف مدينة المعظمية وبعض المناطق في الغوطة الشرقية التي تشهد اشتباكات عنيفة بسلاح كيميائي.

يأتي ذلك فيما أعلن الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هنا اليوم سائر مناطق ببيلا وبيت سحم وعقربا والبويضة ونجهة والسيدة زينب وسبينة ومخيم اليرموك الواقعة جنوب مدينة دمشق مناطق منكوبة.

وطالب الإئتلاف الوطني السوري المعارض في بيان له الهيئات الأممية وسائر المنظمات الإنسانية والدول الصديقة للشعب السوري بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المدنيين وتأمين إجلاء الجرحى وإغاثة الألوف من السكان والنازحين مشددا على ضرورة فتح ممرات إنسانية إلى كافة المناطق المحاصرة.

وحذرت المجالس المحلية لمناطق جنوب دمشق من أن الأوضاع الإنسانية هناك وصلت إلى مراحل كارثية وأن الأوضاع على الأرض باتت تستدعي تأمين ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الغذاء والدواء بشكل فوري. وأكدت المجالس أن الحصار المفروض على المنطقة يمنع إدخال أي قدر من الإغاثة ويحول دون إخراج الجرحى والمصابين والمرضى والنازحين.

وجاء في بين الإئتلاف "إن استمرار القمع والإجرام الذي يمارسه نظام الأسد بالتوازي مع العجز والتسويف والقلق الذي تفرغ له ساسة الكثير من دول العالم المحورية يحول المجتمع الدولي إلى شريك كامل في جرائم النظام".

وطالب ب"يقظة حاسمة تقدم العون للمدنيين السوريين وتسهم في حقن دمائهم ونجاح ثورتهم وضمان تحقيق تطلعاتهم في الحرية والكرامة والعدالة".