مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ... أزمات مستمرة
فور اختيار وزير الثقافة المصري الدكتور علاء عبدالعزيز الناقد السينمائي أمير العمري لترؤس الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، المقرر إقامته في شهر نوفمبر المقبل، بدأت الأزمات تلاحق المهرجان مجدداً.
أزمات كثيرة يمرّ بها {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي}، أبرزها دعاوى مقاطعة احتجاجاً على اختيار الناقد أمير العمري من الوزير علاء عبد العزيز الذي يعتصم ضده المثقفون والفنانون منذ ثلاثة أسابيع، وذلك على رغم تأكيدات رئيس المهرجان الجديد على أن موافقته على المنصب جاءت إنقاذاً للموقف وتأكيداً على ضرورة إقامة المهرجان السينمائي الأقدم في المنطقة العربية في موعده كي لا تسحب منه صفة الدولية، وخوفاً من أن يتم إسنادها إلى إحدى الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي، مشيراً إلى أنه سيستعين بجميع الكفاءات والخبرات للمساهمة في إنجاح الدورة الجديدة من المهرجان.الصراع على مهرجان القاهرة وإدارته لم يقتصر على اسم المرشح لتولي منصب رئاسته، ولكن على الجهة التي ستدير المهرجان حيث نشب خلاف بين جمعية كتاب ونقاد السينما ووزارة الثقافة بعدما وعدتهم بإدارة الدورة السابقة وسحبتها قبل أشهر قليلة من موعد انطلاقه لتعيده إلى الإدارة السابقة التابعة لوزارة الثقافة.
الدورة المقبلة من المهرجان المقررة في نوفمبر المقبل من المفترض في حال إقامتها في موعدها تسليم التكريمات للفنانين الذين تم وضع اسمهم على لائحة المكرمين العام الماضي، فقد تم تأجيل التكريمات نظراً إلى التظاهرات الكثيرة التي كانت تتم على بعد أمتار من المهرجان، واقتصرت الدورة على إعلان الافتتاح والختام من دون أي أجواء احتفالية.ميزانية ضعيفةرئيس المهرجان أمير العمري أشار إلى أنه وعلى رغم ميزانية المهرجان الضعيفة نسبياً (لا تتجاوز مليون دولار) مقارنة بالمهرجانات السينمائية الأخرى، سيبذل قصارى جهده لتوظيف الإمكانات المادية المتاحة بشكل جيد وتقليص ميزانية حفلة الافتتاح لصالح الإنفاق على المهرجان. وأعلن الناقد السينمائي د. وليد سيف بدوره اعتذاره عن المشاركة في عضوية لجنة المشاهدة في المهرجان بعد قرار الوزير بإسناد رئاسة المهرجان إلى الناقد أمير العمري على رغم ثقته في قدرة الأخير على إدارة المهرجان، مؤكداً أن اعتراضه الوحيد على الرئيس الجديد هو موافقته على اختياره من وزير ثقافة مطلوبة إقالته.من جانبه أكد رئيس غرفة صناعة السينما منيب الشافعي على أن أعضاء الغرفة متضامنون مع السينمائيين المعتصمين في وزارة الثقافة ولا يمكن أن يتخلوا عنهم، موضحاً أن الغرفة قررت مخاطبة الاتحاد الدولي للمنتجين بحكم عضويته فيه لأجل منع إقامة المهرجان تحت رئاسة العمري.وأوضح أن الاعتراض ليس على شخص الناقد أمير العمري ولكن على اختياره من وزير ثقافة إقالته مطلوبة، مشيراً إلى أنه سيشرح لهم الوضع في مذكرة تفصيلية فلا يمنحون المهرجان تصريحاً لإقامته وهو أمر متوقع نظراً إلى علاقة الصداقة التي تجمعه مع بقية أعضاء مجلس الإدارة والتي يمكن استغلالها للضغط على وزير الثقافة لتحقيق مطالب السينمائيين والمثقفين باستقالته.وأضاف أن المهرجان من المفترض أن تتولى مسؤوليته مؤسسات غير حكومية، وأنه في العام الماضي تم الضغط على الاتحاد ليوافق على إقامته تحت إشراف وزارة الثقافة نظراً إلى الظروف التي مرت بها والأحداث السياسية وهو ما لن يسمح به هذا العام، إذ يجب أن يخرج من عباءة الوزارة.وأشار الشافعي إلى أنه سيحاول الوصول إلى صيغة تفاهم مع الاتحاد، فلا يسمح بإقامة المهرجان وفي الوقت نفسه لا تسحب منه الصفة الدولية، لا سيما أنه كان مهدداً بذلك حال عدم انعقاده العام الماضي نظراً إلى إلغائه عام 2011 بسبب الثورة والأوضاع الأمنية المضطربة، مؤكداً على أنه لن ينتظر موعد الاجتماع المقبل ولكن سيتم مخاطبتهم من الآن حتى يتم التعامل مع الموضوع بشكل سريع وجدي.من جهته، قال الناقد الأمير أباظة، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، إن الجمعية لم تعد مهتمة بأن يعود المهرجان إلى إدارتها في ظل الظروف الحالية، خصوصاً أن لديها مهمة تنظيم مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط المقررة إقامته خلال شهر سبتمبر المقبل.وأضاف أن إدارة المهرجانات في مصر يجب أن تكون خارج وزارة الثقافة من خلال جمعيات ومؤسسات تكون مسؤولة عن تنظيمها ويكون في حال احتياجها إلى دعم ممنوح من وزارة الثقافة لصالح المهرجان فحسب ويتم إخضاع حساباتها للمراجعة الدورية، مشدداً على ضرورة أن تغل الوزارة يدها عن المهرجانات السينمائية الكبرى.