أول العمود: ليسمح لنا وزير الصحة الموقر بالقول إن قراره زيادة مخصصات العلاج في الخارج قرار شعبي سياسي سهل، فالأوجب لراسم السياسة الصحية أن يحول ملايين الدنانير في الخارج إلى تطوير مستشفيات الداخل والشروع في التأمين الصحي للكويتيين وغيرهم.
***هناك حاجة فعلية إلى تغيير نمط احتفال الدولة ومؤسساتها بذكرى الاستقلال والتحرير، وذلك من زوايا عدة.بداية يجب أن نعي أن مناسبة الاستقلال في حالة الكويت، ليست كما هي في دول أخرى، فالاستقلال هنا يعني انعتاق الحاكم من اتفاقية حماية بريطانية، كما هو الحال في دول خليجية أخرى.ما تطرحه وسائل الإعلام من التشديد على مسألة "الولاء" للكويت أو للحاكم يجب أن ينتهي لأنه تحصيل حاصل وشيء مفروغ منه، بل إنني من المعارضين لمقولة إن الغزو العراقي أثبت ذلك، لأننا نملك عقداً توافقياً اجتماعياً وسياسياً عمره من عمر تأسيس الكويت قبل 300 عام وأكثر، توج بعد قرنين وزيادة من الزمان بتوافق الحاكم والمحكوم على دستور لايزال ضامناً للاستقرار السياسي رغم كل المنغصات والمصائب التي حلّت بنا.الطريقة التى يتم بها عرض كلام العامة من الناس في فضائية تلفزيون الكويت يجب أن تنتهي، لأنه يركز على الرعاية من زاوية المنة والتفضل من قبل الدولة، بينما ذلك واجب عليها وحق للمواطن كما يقول الدستور.مناسبة الاستقلال يجب أن يتم العمل عليها إعلامياً بجد، إذ يجب إشراك مؤسسات المجتمع المدني، وإبراز دور الشباب المتميزين فيها وجهودهم، وإفساح المجال الإعلامي لمن قدموا تضحيات من أجل البلد أو ممن عملوا على تطوير أحواله.من جانب آخر، وبمناسبة تتالي يوم التحرير بعد يوم الاستقلال، فمن الملاحظ أننا ومن دون وعي نحتفل بالغزو لا بالتحرير، بسبب طبيعة الرسائل الإعلامية التي تبث عن أيام الاحتلال، بالطبع نحن ضد نسيان ما حدث، لكننا أيضاً ضد توظيف هذا الحدث بشكل بكائي ممل، فليوم التحرير أبطال وشعب صبور يجب إبراز تجربتهم بشكل مبتكر كما حدث مع تجربة الزميلة إقبال الأحمد في فيلمها القصير "كسرة صحوة".في يوم التحرير يجب أن نطلق، كلَّ عام، مشروعاً جديداً يذكّرنا بالهمة التي نزلت على الكويتيين أثناء الاحتلال واستطاعوا بجهدهم المدني وقاية أنفسهم من الجوع والمرض وقلة الأمن.لابد من تحويل هاتين المناسبتين إلى حالة من الفرح وإطلاق المشاريع الحيوية، لا أن نترك مجاميع من المراهقين يديرون الاحتفال بطرق ساذجة، أو أن نغرقها بالأغاني، باختصار يجب إدارة الاحتفال من قبل مختصين يعرفون تماماً قيمة الاستقلال والتحرر.
مقالات
إلى متى نختبر ولاءنا؟!
03-03-2013