الممثلون الشباب في دراما رمضان... وجوه تألقت وأخرى تنتظر!

نشر في 15-08-2013 | 00:02
آخر تحديث 15-08-2013 | 00:02
تزخر الساحة الفنية في الكويت بمواهب شابة، بعضها حقق حضوراً متألقاً في الدراما الرمضانية هذا العام (رغم مستوى المسلسلات الهزيل) ونضجاً فنياً، وبعضها الآخر فشل في إثبات حضوره ولم يكن بحجم الأدوار التي أوكلت إليه، فيما تنتظر فئة ثالثة فرصة لتثبت إمكاناتها الفنية الضخمة.
يوسف الحشاش، أحد الفنانين الشباب الذين برهنوا عن حضور جميل في الدراما الرمضانية، من خلال أداء دور ناصر في مسلسل «البيت بيت أبونا» بطولة العملاقتين سعاد عبدالله وحياة الفهد ونخبة من الفنانين. كعادته، أجاد الحشاش وتألق على غرار تألقه على خشبة المسرح، وتميّز بدقة متناهية في اختيار حوار جميل مفعم بقوة الأداء. لكن ما عاب الحشاش في المسلسل هو الضعف الواضح الذي ظهر عليه النص، مع ذلك شكل دوره بطاقة تعريفه رسمياً إلى الجمهور على صعيد الدراما التلفزيونية.

فرادة وإبداع

علي كاكولي، أحد الفنانين الشباب الذين حققوا بصمة في الدراما، من خلال تجسيد شخصية يوسف في مسلسل «عطر الجنة» للكاتب حمد بدر، إذ أدى الدور بأسلوب مختلف عن غالبية الأدوار التي سبق أن أداها، وأبدع في تقمّص الشخصية وعاش صراعاً نفسياً حتى اللحظة الأخيرة، فجذب إليه جمهوراً عريضاً بفعل دقة أدائه المتناهية التي أثارت الإعجاب. وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها كاكولي بشخصية جديدة ومبهرة، فقد سبق أن قدم أدواراً مركّبة تركت أثراً لدى المشاهدين، من بينها: دوراه في مسلسلي «أميمة في دار الأيتام» مع الفنانة القديرة هدى حسين، و{كنة الشام وكناين الشامية»، إلى جانب تألقه في المسرحيات الأكاديمية أبرزها مسرحية «ماكبث»... يمكن القول إن كاكولي يسير على طريق النجومية بشكل سريع، ويصنع نفسه بنفسه.

الدور الكبير الذي أداه الفنان حمد العماني في مسلسل «توالي الليل» إلى جانب الفنان القدير سعد الفرج لا يمكن نسيانه، فقد جسد شخصية يطغى عليها الشرّ وتعاني عقداً نفسية من بينها السادية والحقد والكراهية والإدمان، وتدخل في صراع مع الخال بسام (الفنان السعودي إبراهيم الحساوي) وتواجه نهاية مأساوية تضع حداً لهذا الصراع النفسي... فجاء أداؤه جباراً.

كعادته، أبدع العماني في اختيار النصوص وأداء الأدوار المركبة، ما أعاد إلى الذاكرة تألقه في مسلسلي «بين الماضي والحب» و{لو باقي ليلة».

في السياق نفسه، لا يمكن نسيان الفنانين حمد أشكناني وصمود اللذين شاركا في «توالي الليل»، وتركا بصمة واضحة، بالإضافة إلى الفنان عبدالله الطراروة الذي يبهر الجمهور بقوة أدائه وطبقة صوته الجبارة في تجسيد الشخصيات المختلفة.

أما الفنان عيسى ذياب الذي شارك في مسلسل «البيت بيت أبونا» فلفت حضوره رغم قصر دوره، وربما يحتاج إلى فرصة أكبر ليبرهن عمق موهبته الفنية. بدوره أدى الفنان الشاب عبدالله الباروني دوراً مهماً في مسلسل «بركان ناعم» في جزئه الأول، ويعتبر من المواهب الشبابية المفعمة بالطاقة والحيوية، وقد سبق أن أدى أدواراً متميزة طغى عليها الشر.

 كذلك تألقت الفنانة الشابة ليلى عبدالله في الدور الذي أدّته في «جار القمر» وقدمت دليلاً قاطعاً على نضجها كفنانة، وهذا الأمر ليس غريباً كونها موهبة شابة ينتظرها مستقبل مشرق.

يذكر أن معظم الشباب الذين تألقوا في الدراما الرمضانية هم من خرّيجي المعهد العالي للفنون المسرحية.

 سقوط فني

 في مقابل هذا التألق، خيّب بعض الفنانين الشباب التوقعات وظهروا بشكل هزيل، وقد ساهم الضعف الواضح في الأعمال الدرامية في هذا السقوط، وأصبحت الثنائيات الشبابية الرومنسية من الماضي ولا داعي لتكرارها كل عام. الغريب أن ثمة فنانين خدمتهم الظروف في أداء أدوار رئيسة، إلا أنهم شكلوا نقطة ضعف كبرى في هذه الأعمال ومُنحوا أدواراً أكبر من سنهم ومن قدراتهم الفنية المتواضعة.

 

انتظار الفرصة

 

ثمة مواهب شبابية لم تخدمها الظروف، ولم تعطَ فرصة حقيقية لتقديم نفسها في الدراما الرمضانية، من بينها: ناصر الدوب الذي يمتلك موهبة وحضوراً، وسبق أن شارك في أعمال فنية، لكن عبر أدوار بسيطة لا تخدم موهبته الفنية، كذلك علي الحسيني الذي أثبت موهبته الفنية عبر أدائه أدواراً مسرحية فأبهر وتألق فيها، وما يحتاجه الحسيني فرصة واحدة كفيلة بترك بصمة في أي عمل سيشارك فيه، والأمر نفسه بالنسبة إلى إبراهيم بوطيبان... من هنا على المنتجين ارتياد المسارح والمهرجانات الأكاديمية، لاكتشاف المواهب الفنية الشابة المؤهلة لحمل مشعل الفن الكويتي الأصيل الذي أرسى أسسه الفنانون الرواد.

back to top