«حدوتة» البوكر
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
رئيس لجنة التحكيم رجل اقتصادي له باع طويل في ذلك لا ننكره وهو الدكتور جلال أمين، الذي بالتأكيد سيغضب جدا لو ناقش أحد كتبه أو أبحاثة روائي عربي أو ناقد وله كل الحق في ذلك كما لنا الحق أن نرده لعدم الاختصاص. فالرجل عرّف نفسه بأنه قارئ متميز. وهي صفة لا نجدها في قراءات أدبية أو نقد روائي سابق وتصريحه الكارثي الذي أطلقه يؤكد أن الرجل بعيد تماما عن كتابة الرواية الحديثة في العالم العربي. يقول الدكتور جلال أمين "الرواية من وجهة نظري يعني حدوته كما نعرفها في مصر واذا ابتعدت عن سياق الحدوتة فهي ليست رواية". وهذا التصريح الخطير، بالمعنى الحرفي للكلمة، لرئيس اللجنة يثير فعلا غضب المشتغلين على الرواية اليوم والتي خرجت من سياقها التقليدي الى فضاء التجريب.الأستاذ الرسام القدير علي فرزات ينطبق عليه ما ينطبق على زميله الرئيس. واحترامنا لموهبته كأحد الشخصيات المؤثرة عربيا في الرسم لا يعني أن نتفق على وجوده في اللجنة، كما لا نتفق على وجود روائي لا يجيد أصول فن الكاريكاتير في تحكيم مسابقة تخص هذا الفن. وتحكيمه لاختيار رواية بعيد عن اختصاصه ومهنته التي أبدع فيها. أما الدكتورة زاهية الصالحي أستاذة الأدب القديم فتصريحها عن الروايات النسوية كان أكثر كارثية من زميلها رئيس اللجنة فهي تعتب على أحلام مستغانمي لعدم المشاركة وتخرج هدى بركات من المسابقة وشتان بينهما.لكي نقتنع بأن الجائزة تبحث فعلا عن رواية جيدة لكل عام يجب أن توكل المهمة لنقاد لهم وجودهم المؤثر في النقد الروائي العربي والعالمي وما أكثرهم حتى وان اختلفت رؤاهم النقدية. أما اذا كنا نبحث عن "حدوته" فهذا شأن آخر.