الاستماع والتحاور في خطر

نشر في 17-02-2013
آخر تحديث 17-02-2013 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود: ياسمين البرماوي فتاة مصرية شجاعة كشفت عن وجهها للإعلام لتتحدث عن التحرش الجنسي الذي طالها في ميدان التحرير... ظهورها هو التحرر ذاته.

***

الاستماع والتحاور مهارتان يبدو أنهما تنقرضان مع الزمن وتسببان مشكلة كبيرة جدا في حياتنا السياسية والاجتماعية.

الحياة السياسية المحلية والإقليمية تفتقد كثيراً الاستماع والتحاور بين الفرقاء، فلدينا قوى سياسية لا يلتقي بعضها ببعض ولا تتحاور ولا تقدم شيئاً مفيداً لحل مشاكل البلد، حكومتنا هي الأخرى لا تريد الاستماع إلى الشباب ومطالبهم المنطقية التي تبدو بدهية، ولا تتخطى سقف مطالب شباب مجتمعات أخرى تعيش في مجتمعات أكثر تطوراً منا.

على مستوى إقليمي نفتقد مسألة التحاور، وقد خرجت متألماً من ندوة العرب والعالم التي عقدها مجلس العلاقات العربية والدولية مؤخرا في الكويت، فدول الخليج العربية وإيران لا تتحاور فيما بينها، بل يرسم كل طرف سياسته تجاه الآخر على أساس من الشك أو بدفع من دول كبرى. ويسري المبدأ ذاته على العلاقة الكويتية العراقية، فهل من المنطقي أن تظل مسألتا الحدود والأسرى الكويتيين تسودهما روح الشك والتشنج لعشرين عاما وأكثر بين بلدين جارين. على مستوى اجتماعي محلي أتساءل: لماذا تسود لغة العناد والكبر في سلوكيات شبابنا؟ ولماذا تزداد حالات الطلاق بين الزيجات الحديثة حتى صارت أمرا عاديا وكأن بيتا لم يهدم؟

لماذا يختفي صاحب المعلومة والمعرفة وقت الأزمات، ويفتي الجهلة بدلا عنه في قضايا متصلة بأمن البلد ومصيره؟ ولماذا ننظر لمن يستمع على أنه مهزوم سلفا، ومن يهاجم ويتكلم بأنه صاحب حجة ولو كان مضللا؟

في الكويت نحن بحاجة إلى استراحة فعلية نراجع فيها ما نفعله في حق بلدنا الصغير الغني، استراحة يقودها أهل الرأي، وهم ليسوا بالضرورة أهل السياسة، بل رجال الدولة ممن لديهم عمق في التفكير ووزن الأمور، فالكويت بلد محدود جغرافيا ومهدد من الداخل والخارج، ويجب الالتفات إليه بسرعة عبر التنمية ووقف السياسات غير الحكيمة التي تجري في مجالات الإدارة المحلية والتعامل مع العالم من حولنا، وما يحمله من تطورات هامة ومصيرية.

يجب علينا أن نستمع لبعضنا بعضا، ويجب أن نتحاور في كل مكان وفي كل الأوقات، فغلق الأبواب مرض يفتك بالبشر والدول.

back to top