حذَّر مصدر عسكري مسؤول في مصر أمس، من أن القوات المسلحة لن تسمح بحدوث أية مواجهات في الشارع، خلال تظاهرات 30 يونيو الجاري، التي دعت إليها المعارضة المدنية، للمطالبة بإسقاط الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

Ad

وكشف المصدر أن سيناريوهات التعامل مع الموقف، ستأتي بحسب تطور الحالة في الشارع، وبما يحقق الأمن للشعب المصري، لافتاً إلى أن عقيدة الجيش هي عدم إطلاق رصاصة واحدة على أي مواطن.

وعلى الرغم من انشغال الرئيس المصري محمد مرسي، بالمشاركة أمس، في مؤتمر "نصرة سورية"، الذي عقدته أحزاب إسلامية، بالصالة المغطاة باستاد القاهرة، رجَّحت مصادر لقاء الرئيس برموز التيار الإسلامي للتنسيق من أجل دراسة كيفية مواجهة تظاهرات 30 يونيو.

وبينما عقدت الجمعية العمومية لنادي الشرطة (تضم 35 ألف ضابط) مساء أمس اجتماعاً لتحديد السيناريو المتفق عليه يوم 30 يونيو، قال المتحدث الإعلامي باسم النادي الرائد محمد الطنوبي إن موقف النادي واضح وصريح، حول دعم تظاهرات 30 يونيو، لافتاً إلى أن ضباط الشرطة "منحازون إلى المطالب الشعبية، ولن نكرر أخطاء يناير، ولن نكون أداة في يد أي نظام".

وزادت كثافة التحركات السياسية، من توتر الأجهزة الأمنية في مصر، والتي عقدت أمس، اجتماعاً بمقر الرئاسة المصرية، لترتيب الإجراءات الأمنية الخاصة بمظاهرات نهاية الشهر، وقال مصدر مسؤول لـ "الجريدة" أمس إن الاجتماع، الذي جرى بحضور رؤساء قطاعات "الأمن المركزي" و"الأمن الوطني" و"الأمن العام"، و"الحرس الجمهوري"، تم خلاله بحث تأمين محيط قصر الاتحادية الرئاسي ومقر إقامة الرئيس محمد مرسي، آنذاك، وهو ما لم يتقرر بعد، وأشار المصدر إلى أن قلق الأجهزة الأمنية ينصب فيما بعد يوم 30 يونيو، في حال تواصلت الاعتصامات عند محيط القصر الرئاسي.

مبادرة وفتوى

وفي محاولة من القوى الإسلامية المتحالفة مع الرئيس وجماعته لاستباق غضبة "ثورة يونيو"، أطلق حزب "الوسط" الإسلامي، "مبادرة المصالحة الوطنية الشاملة"، أعلن فيها دعوة القوى السياسية، بينها زعيم "التيار الشعبي" حمدين صباحي ورئيس حزب "الدستور" محمد البرادعي، لاجتماع عاجل خلال موعد لا يتجاوز الأسبوع الجاري، لـ"إنجاز مصالحة وطنية شاملة تجنب البلاد الارتباك ولحفظ دماء المصريين ومستقبلهم".

وكذَّبت قوى سياسية ورموز في جبهة "الإنقاذ الوطني" وحزب "النور" السلفي، ما أعلنه رئيس الحزب، أبو العلا ماضي، في مؤتمر صحافي عقده بمقر الحزب ظهر أمس، وما جاء في بيان رسمي للحزب، حول "تواصل الحزب فعلياً مع القوى والأحزاب السياسية وممثليها"، مؤكدة عدم التواصل مع أي قيادة في حزب "الوسط".

من جانبه، نفى القيادي في جبهة الإنقاذ وزعيم الحزب الوطني الديمقراطي الاجتماعي، محمد أبوالغار، وجود اتصالات مع جماعة "الإخوان المسلمين" وذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة" ومؤسسة الرئاسة أو أي من حلفائها.

وبينما قال أبوالغار لـ"الجريدة" إن الإخوان كاذبون وخائفون من تظاهرات 30 يونيو، مشيراً إلى أنهم يريدون إحداث بلبلة في البلاد وتفريق وشق وحدة جبهة الإنقاذ، نفى نائب رئيس حزب "النور" السلفي، بسام الزرقا تلقي الحزب أي دعوة حتى الآن من حزب "الوسط" بخصوص مبادرته لحل الأزمة السياسية.

في المقابل، كفّرت بعض رموز التيار الإسلامي المتشدد الخروج في تظاهرات ضد الرئيس مرسي، عقب ثبوت ضعف حملة "تجرد" المفترض أنها تجمع توقيعات داعمة للرئيس، حيث أطلق الداعية السلفي وجدى غنيم فتوى مثيرة للجدل، تقول إن الخروج على الرئيس في تظاهرات 30 يونيو المقبل حرام شرعاً، لأنه رئيس منتخب من الشعب، مؤكداً أن الخارج على الرئيس كافر.