مزارع الرياح تنتشر في البحار... و«غوغل» تتعهد بشبكة توزيعها في الولايات المتحدة!

نشر في 05-10-2013 | 00:04
آخر تحديث 05-10-2013 | 00:04
No Image Caption
العقبات التي تعترض سبيل طاقة رياح الأوفشور تنطوي على جوانب تقنية ومالية
أنجزت أوروبا  خلال الـ 20 سنة الماضية نحو 58 مشروع طاقة رياح في مياه البحر وفي المقابل ستقوم أميركا بتركيب عنفة رياح مماثلة.

في مطلع يوليو الماضي دشن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكبر مزرعة رياح أوفشور في العالم، وهذا مشروع يعرف اختصارا باسم «لندن أراي» ويضم 175 عنفة رياح عملاقة في خليج نهر التايمس «تايمس إستيواري Thames Estuary»، ويتمتع بقدرة على تزويد 500 ألف منزل بالطاقة الكهربائية.

 وكانت أوروبا خلال العشرين سنة الماضية قد أنجزت 58 مشروع طاقة رياح في مياه البحر. في المقابل ستقوم الولايات المتحدة بتركيب عنفة رياح تجارية مماثلة.

قد تجادل في أن الأوروبيين يهتمون بتغير المناخ بقدر أكبر من اهتمامهم بالتكلفة. وربما كان ذلك صحيحاً الى حد ما – لأن مزارع الرياح في مياه البحر تكلف ما لا يقل عن أكثر من ثلاثة أمثال تكلفة بناء وتشغيل مزارع الرياح على اليابسة، وهي ليست قريبة من حيث المنافسة مع نفقات الفحم والغاز الطبيعي. ولا تزال حصة مزارع الرياح تشكل نسبة بسيطة من الإنتاج العالمي للطاقة. وعلى أي حال فإن أوروبا تعتمد النظرة البعيدة وتعتقد أن ارتفاع أسعار الوقود الحفري ستجعل مثل هذه المشروعات منافسة في نهاية المطاف. ويقول بيتر أسمس وهو محلل في شركة نافيغانت الاستشارية: «ستكون طاقة رياح الأوفشور معقولة فقط إذا قمت بها على نطاق إنتاجي واسع جداً».

وتشير أخبار مهمة في الولايات المتحدة الى أن النظرة المؤيدة لطاقة الرياح تبدو أخيراً، وقد حققت أرضية في عدد صغير، ولكنه متزايد من المنشآت وفي أوساط المستثمرين والسياسيين – حتى شركة غوغل.

مصادر الطاقة المتجددة

ما الذي يحرك الاندفاع نحو طاقة الرياح؟ لقد طلبت حوالي 30 ولاية الحصول على نسبة مئوية صغيرة من الطاقة على الأقل عن طريق المصادر المتجددة، وعلى الساحل الشرقي تعتبر طاقة رياح الأوفشور أحد أفضل الخيارات من أجل تلبية تلك المتطلبات. ولا يتمتع ذلك الإقليم بأشعة شمس كثيفة لإقامة مشاريع طاقة شمسية كبيرة، كما يفتقر الى أرض مكشوفة على مقربة من خطوط النقل لمزارع الداخل. وكل ما لديه فقط، في مياه ضحلة نسبيا، رياح مستقرة تأتي من الشاطئ.

وسيترجم الطلب الجديد الى أفعال. ففي الصيف الحالي، ولأول مرة، عرضت وزارة الداخلية الأميركية في المزاد فرصة تأجير لمشاريع طاقة الرياح في فيرجينيا وماساشوستس ورود آيلاند. وبعد عقد من المعارضة الشديدة والعراقيل التنظيمية حصلت «كيب ويند» في ماساشوستس على موافقة للبناء في نانتكت ساوند. وقد تلقت الشركة حديثة العهد 200 مليون دولار على شكل استثمارات من صندوق تقاعد دانمركي.

في غضون ذلك وفي ولاية نيوجيرسي حدد الحاكم كريس كريستس هدفاً لإقامة طاقة رياح أوفشور بقوة غيغاواط واحد بحلول سنة 2020. ولكن ليس من السهل تحقيق ذلك الهدف، فعلى سبيل المثال تم مؤخرا رفض خطة « فيشرمن إنرجي» وهي شركة حديثة العهد أسستها مجموعة من الصيادين السابقين، وجاء الرفض من قبل مجلس المرافق العامة في نيو جيرسي بسبب تكلفتها العالية. وقد استأنفت الشركة هذا القرار.

تنطوي العقبات التي تعترض سبيل طاقة رياح الأوفشور على جوانب تقنية ومالية. وتجدر الاشارة الى أن العنفات الأكبر حجماً هي أكثر فعالية، ولدى أحدث واحدة صنعتها سيمنس وريباور شفرة تعادل مثلي طول طائرة ايرباص أيه 380.

ولكن السؤال هو كيف تتمكن من ايصال الكهرباء الى الداخل أو اليابسة؟ لقد تعهدت شركة غوغل بتقديم أموال من أجل المساعدة في بناء «أتلانتيك ويند كونكشن» وهي شبكة توصيل هذه الطاقة بقيمة 5 مليارات دولار وتمتد مسافة 350 ميلاً قبالة الشاطئ من نيويورك الى فيرجينيا، وتحتفظ غوغل بحصة تبلغ 37.5 في المئة منها.

هذا المشروع المحفوف بالمخاطر، والذي لن يكتمل قبل سنة 2020 على أقل تقدير، لا يزال في حاجة الى جمع المليارات من الدولارات- وسيمثل خطوة اولى ضخمة بالنسبة الى الولايات المتحدة.

* (مجلة فورتشن)

back to top