كيري: عدم التحرك ضد الأسد أخطر من «الضربة»

نشر في 09-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-09-2013 | 00:01
No Image Caption
• موسكو: هدف القصف فتح الطريق إلى دمشق أمام المعارضة • «الحر» يستنفر لاستغلال الهجوم
واصل وزير الخارجية الأميركية محاولاته للحصول على دعم دولي لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري حيث التقى أمس عدداً من نظرائه العرب في باريس، في وقت بدأ العد العكسي في واشنطن لتصويت الكونغرس على منح الرئيس الأميركي تفويضاً لاستخدام القوة ضد سورية.

في إطار جولته الاوروبية لحشد الدعم لضربة أميركية عقابية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب استخدامه السلاح الكيماوي، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس مجموعة من نظرائه العرب في باريس، بينهم وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، والاردن ناصر جودة، وقطر خالد العطية ومصر نبيل فهمي، بحضور أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي. 

وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع العطية عقب الاجتماع: «اتفقنا مع جامعة الدول العربية على أن الحرب الأهلية في سورية تتطلب حلاً سياسياً»، مشيراً إلى أن «الحل الذي نحاول التوصل إليه في أميركا مع دول أخرى هو فرض المعايير الدولية ضد استخدام السلاح الكيماوي، ونحن لا نسعى لأن نكون فريقاً في النزاع السوري».

وقال كيري: «نتفق جميعاً على أن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد الشنيع للسلاح الكيماوي ينتهك خطاً أحمر دولياً»، لافتاً إلى «أننا بحثنا إجراءات المجتمع الدولي لردع الأسد عن انتهاك الخط الأحمر مرة أخرى».

وأكد الوزير الأميركي أن «أميركا ستدرس الاقتراح الفرنسي بالعودة لمجلس الأمن بشأن سورية، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتخذ قرارا بعد»، وأشار إلى أن «السعودية دعمت اتفاق مجموعة العشرين وعبرت عن دعمها للضربة العسكرية ضد سورية»، لافتاً إلى أنه «إذا لم نتحرك فإن الرسالة لحزب الله وإيران والاسد ستكون أن أحداً لا يأبه بخرق معيار دولي واستخدام أسلحة محظورة دولياً». 

وكشف كيري أن «الأسد استخدم الكيماوي 11 مرة على الأقل وبات واضحاً بالنسبة للعالم بحسب الأدلة في 21 اغسطس أن لدى الأسد أكبر كمية من الأسلحة الكيماوية في العالم وهو لا ينوي أن يفاوض وإذا هُدد سيستخدمها وكلنا معنيون بهذا الأمر»، مشدداً على أن «مخاطر عدم التحرك أكبر بكثير من التحرك وهذه اللحظة مهمة جداً».

من ناحيته، اعتبر العطية أن «التدخل الاجنبي موجود منذ بداية الأزمة»، مؤكداً أن الدول العربية تؤيد بيان الدول الـ11 الذي صدر خلال قمة دول العشرين في بطرسبورغ وانضمت اليه المانيا أمس الأول. وحث الدول الاخرى على «دعم تدخل دولي لحماية الشعب السوري ووقف الاعتداءات في سورية».

 

فابيوس 

 

من جهته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان باريس وواشنطن «لا تحتاجان» الى تعهد عسكري من كل الدول الاوروبية للتدخل في سورية، مرحبا بـ»الدعم السياسي» للدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي. وقال فابيوس في هذا السياق: «لسنا بحاجة ماديا وعسكريا لتعهد كل الدول. معظم هذه الدول ليس لديها الوسائل للقيام بذلك. انه دعم سياسي»، في إشارة الى دعوة وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أمس الأول الى «رد قوي وواضح» على الهجمات الكيماوية، مؤكدين أن هناك «قرائن قوية» تحمل النظام السوري مسؤوليتها.

 

موسكو

 

وبينما هبطت أمس طائرة روسية في مدينة اللاذقية السورية لإجلاء مزيد من الرعايا الروس، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن العملية العسكرية الأميركية المحتملة على سورية ترمي إلى فتح الطريق إلى دمشق أمام المقاتلين. وقال بوشكوف: «حرب الولايات المتحدة ضد سورية تهدف إلى تغيير النظام، كما هي الحال في ليبيا، والقضاء على قدرة الأسد العسكرية وفتح طريق إلى دمشق أمام المقاتلين».

 

«الحر يستنفر» 

 

في غضون ذلك، استنفرت قيادة أركان «الجيش السوري الحر» طاقاتها لاعداد خطط من أجل «استغلال» أي ضربة عسكرية غربية الى أقصى حد، بحسب ما صرح المستشار السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي المقداد لوكالة «فرانس برس» أمس.

وقال المقداد: «نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الاركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات على الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى اقصى حد»، واشار الى ان «الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم اسلحة وتحرير مناطق».

 

ضربة موسعة 

 

وفي واشنطن، تواصل الحديث عن نية إدارة أوباما توسيع الضربة. وافادت صحيفة «لوس انجلس تايمز» أمس أن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تحضر ضربات أقوى لفترة زمنية أطول مما كان مقرراً أساساً ضد سورية ويرتقب أن تستمر ثلاثة أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حالياً لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف قد تكون اخطأتها الضربة الأولى. وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إن البيت الابيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل «عدة أهداف إضافية» مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم حوالى 50 هدفا. وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف اضافي لالحاق ضرر بقوات الأسد المشتتة. ويدرس مخططو البنتاغون حاليا استخدام قاذفات سلاح الجو وخمس مدمرات صواريخ اميركية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لاطلاق صواريخ كروز وصواريخ جو ارض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية بحسب تقرير الصحيفة. 

 

معلولا 

 

الى ذلك، شهدت مدينة معلولا الأثرية المسيحية أمس معارك عنيفة جداً بين القوات الموالية للأسد ومقاتلي المعارضة. وبينما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن مسلحي المعارضة استولوا على المدينة بعد ان انسحبت القوات النظامية منها، عادت التقارير المحلية لتؤكد ان المعارك مستمرة بعنف بين الطرفين اللذين استقدما تعزيزات كبيرة.  واغار الطيران المروحي السوري على الأطراف الشمالية للمدينة كما تقدمت القوات الموالية داخل المدينة تحت غطاء قصف مدفعي عنيف.

(باريس، واشنطن،

دمشق، موسكو ـ أ ف ب،

رويترز، د ب أ، يو بي آي)

 

back to top