تضارب الموجات السياسية ليس بجديد على الكويت، فمن يقرأ التاريخ يعرف ذلك جيداً.
مرت الكويت بأزمات سياسية عدة أغلبها إن لم يكن كلها من الوزن الثقيل، لكن الوسائل الإعلامية المتاحة اليوم، لم تكن كالسابق، فالأزمات في السابق كانت مقتصرة على النخب أو القلة الذين يملكون وعياً سياسياً يمكنهم من قراءة الأحداث والخطوات المتبعة في محيط صنع القرار.تكمن أهمية أزمة الكويت الراهنة في الوقت الذي وقعت فيه، فهي تمر بمحاذاة الربيع العربي الذي لم ينتهِ بعد ولا يزال فجره ينبلج على المنطقة، وهذا بالطبع عزز من موقف المعارضة التي باتت تتحدث بالصوت العالي نتيجة قبول الشارع "للسقف المرتفع"، وتوقه إلى الأحزاب أو الخطابات التقدمية التي تحاكي الديمقراطية، نتيجة التطور الطبيعي لمثل هذه المرحلة التي تمر بها شعوب المنطقة العربية. وعلى الرغم من أن تجربة الكويت الديمقراطية متجذرة وليست وليدة اللحظة، فإن المعارضة ما زالت غير منظمة، ولم يرق مستواها السياسي كثيراً، لأن المستوى السياسي لا يفضله العامة وهو جمهور المعارضة، لذلك تجدها مترددة أو متخبطة بين موقف وآخر، كما أن "النفَس الطويل" للحكومة أربك تحركاتها بشكل واضح وجلي، وهذا بالطبع له الأثر الكبير في القاعدة الشعبية المتحمسة، خصوصاً أن هناك من يحاول تقييد الحراك بالكم لا بالكيف.إن انعكاس الوضع العربي الراهن والحراك السياسي في المنطقة أسهم في تنمية الوعي السياسي للشارع، وباتت السياسة تشغل بال العامة من الناس، كما أن المتابعات اليومية للأحداث السياسية ساهمت في تغيير طريقة اتخاذ القرارات وأصبح ذلك أثره واضحاً للجميع، وأما الاقتراحات النيابية فأصبحت شعبوية بطريقة غير مقبولة بل مضحكة، كل ذلك لكسب المزيد من الجماهير، وإن كان ذلك على حساب الجماهير نفسها.الخروج من المأزق لن يكون إلا برغبة حقيقية صادقة من جميع الأطراف تدفع باتجاة الحل، وعدم إطالة أمد الأزمة وإدارتها لتحقيق مصالح شخصية على حساب الوطن.وكمال قال صالح الملا: "ما زال في الوقت متسع... وما زال الحلم ممكناً".
مقالات
ما زال الحلم ممكناً
20-04-2013