في خطوة يبدو أنها قد تقرّب المواجهة مع إيران وتبدد آمال السلام مع الفلسطينيين، صوّتت إسرائيل أمس في انتخابات الكنيست الـ19 بكثافة لمصلحة اليمين، الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، ما ينذر بوصول كنيست قد يكون الأكثر تشدداً في تاريخ إسرائيل.

Ad

ووسط توقعات بحصول تحالف "ليكود- بيتنا" اليميني الذي يضع في أولوياته مواجهة البرنامج النووي الإيراني، وتأكيد استمرار الاستيطان، توافد الإسرائيليون بكثافة إلى مراكز الاقتراع في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث زاد الإقبال تدريجياً مع مرور ساعات النهار، وصولاً إلى إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة العاشرة مساء.

وكان نحو 5.6 ملايين ناخب قد دعوا إلى الإدلاء بأصواتهم من بينهم نحو 800 ألف عربي، معظمهم يعارض اليمين الإسرائيلي.

ورغم أن تحالف اليمين واليمين المتطرف تقدّم على الأحزاب المعتدلة التي لم تتمكن من الاتحاد، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن "قلق" في صفوف هذا التحالف من جراء ارتفاع نسبة الإقبال في المناطق التي تسيطر عليها أحزاب اليسار.

وبينما من المتوقع أن تُعلن النتائج الرسمية اليوم أو غداً، أصبح من شبه المؤكد أن نتنياهو، الذي يرأس اللائحة الأقوى، يتجه إلى الفوز بولاية ثالثة في منصب رئاسة الوزراء، علماً بأن الرهان الفعلي يبقى تشكيلة الائتلاف المقبل واستقراره.

وأدلى نتنياهو بصوته باكراً برفقة زوجته سارة وابنيهما في مكتب تصويت في ريحافيا، وهو الحي الراقي وسط القدس الغربية، حيث مكان إقامته الرسمي، ثم توجه إلى حائط البراق في المدينة القديمة، حيث أدخل ورقة بين الحجارة بموجب التقليد اليهودي وكتب عليها صلاة "بعون الله، من أجل مستقبل إسرائيل".

إلى ذلك، رغم شكوى عرب إسرائيل من تفشي التمييز ضدهم، أدلى البعض منهم بأصواتهم في الانتخابات، لكن ليس بالكثافة التي صوت بها غيرهم، بينما دعت النائبة عن حزب "البلد" حنان الزعبي، التي أدلت بصوتها في مدينة الناصرة، العرب إلى الخروج والتصويت في هذا الاستحقاق، الذي يعتبر الأول بعد ثورات الربيع العربي.

(تل أبيب - أ ف ب، رويترز، د ب أ)