شدد المسؤولون في لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وفي وزارة الخارجية الصينية على أن الموقف الصيني الرسمي مما يشهده العالم العربي عموماً، وسورية خصوصاً، يشوبه التباس وسوء فهم، يجب أن تتم إزالتهما وتوضيحهما من خلال الاتصالات والزيارات المتبادلة المباشرة وعبر القنوات الدبلوماسية التي من شأنها "تظهير" المواقف الحقيقية لكل من الصين وشركائها العرب.

Ad

 وسمع وفد قوى "14 آذار" الذي يزور العاصمة الصينية بكين منذ يومين تلبية لدعوة رسمية، تأكيداً صينياً رسمياً على أن استخدام الصين حق "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي بالنسبة إلى الوضع في سورية، لا يمكن أن يتم إدراجه في خانة دعم شخص الرئيس السوري بشار الأسد أو نظامه، وإنما يندرج في إطار ترجمة مبادئ السياسة الخارجية الصينية القائمة على رفض أي استخدام للقوة والتدخل الخارجي في حل النزاعات.

وحرص المسؤول في وزارة الخارجية الصينية السفير يو تشون هوا، الذي سبق أن شغل منصب سفير الصين في كل من المملكة العربية السعودية ومصر، قبل أن يتولى منصب مدير إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الصينية، والذي التقاه وفد قوى "14 آذار" في بكين قبل ظهر الجمعة، على التذكير بأنه منذ تأسيس مجلس الأمن الدولي، لجأ الأعضاء الدائمون إلى حق "الفيتو" 261 مرة لإسقاط قرارات اعتبروها ضد مصالحهم.

وبيَّن تشون هوا أن الصين لم تستخدم حق "الفيتو" إلا 9 مرات فقط من أصل الــــ261 مرة، علماً أن "الفيتو" الصيني جاء في سبع من المرات التسع لإسقاط مشاريع قرارات تبيح استخدام القوة العسكرية والتدخل العسكري في دول معينة، بما يتناقض مع الثوابت المعتمدة في السياسة الخارجية الصينية التي أعاد التأكيد عليها المؤتمر الوطني العام الثامن عشر لنواب الشعب الصيني في مارس الماضي، والتي تقوم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل المشاكل والخلافات بالطرق السلمية. وأضاف أنه "انطلاقاً من هذه الثوابت في السياسة الخارجية الصينية، تشدد الدبلوماسية الصينية لسائليها ومستوضحي مواقفها على أن الموقف الصيني في مجلس الأمن الدولي من الوضع في سورية يجب عدم فهمه على أنه دعم لشخص الرئيس السوري بشار الأسد او لنظامه، بدليل أنه سبق للصين أن وقفت ضد التدخل العسكري في ليبيا رغم أن العقيد الراحل معمر القذافي عرف بمواقفه المعادية للصين في قضية تايوان وبتحريضه دولاً افريقية عدة ضد الصين، وباستخدام نفوذه على هذه الدول للإساءة الى الصين ودورها وعلاقاتها ومصالحها السياسية والاقتصادية في إفريقيا".

وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستثبت أن الصين تشكل عاملاً إيجابياً للسلم والاستقرار في الشرق الأوسط في كل الظروف والأوقات، لافتاً إلى أن حكومته ستتخذ "الموقف الواضح والمناسب والعادل والموضوعي" في ضوء نتائج التحقيقات التي ستتولاها الأمم المتحدة بالنسبة إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، مؤكدا أن الصين لا يمكن أن تقبل استخدام مثل هذه الأنواع من الأسلحة.

وأوضح أن الدبلوماسية الصينية تؤكد على أهمية وجود دور عربي واضح وواسع ومشترك تتولاه الدول العربية كمجموعة متضامنة لحل الوضع في سورية، مشيراً إلى أن الموقف الصيني من الوضع في سورية يأخذ في الاعتبار مصالح الدول المجاورة على المديين المتوسط والبعيد.

ولفت السفير تشون هوا إلى أن "الصين بعيدة جداً جغرافياً عن سورية، وبالتالي فإنها لن تتأثر سلبياً، مباشرة، بأي تدخل عسكري خارجي في سورية، خصوصاً أن حجم مصالحها الاقتصادية في سورية ليس بالحجم الذي يمكن أن ينعكس سلباً على اقتصادها بشكل عام، لكن الصين، بموقفها الرافض، لحل النزاع عسكرياً تأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول المجاورة، لا سيما لبنان والأردن اللذين يمكن أن يدفعا ثمنا باهظا من الناحيتين الأمنية والعسكرية، فضلاً عن ناحية الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي بسبب تدفق النازحين في حال المزيد من العمليات الحربية".