الجيش السوري يشتبك مع معارضين داخل الأراضي اللبنانية

نشر في 25-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 25-02-2013 | 00:01
No Image Caption
• صبرا ينتقد الصمت العربي والدولي حيال القتل في حلب  • واشنطن تتطلّع إلى الاجتماع بقيادة الائتلاف المعارض

بينما لايزال القتال دائراً بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر في داخل سورية، سُجل أمس اشتباك عبر الحدود اللبنانية وتبادل القصف مع إحدى المجموعات المسلحة التي لم يُعرف جنسية مقاتليها.

انفجر التوتر الشديد الذي يسود الحدود اللبنانية -السورية منذ اندلاع الأزمة في سورية خلال اليومين الماضيين، إذ اندلعت معارك عنيفة ليل السبت- الأحد عند الحدود اللبنانية- السورية، بين الجيش السوري من جهة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية من جهة ثانية.

واستُخدمت المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة في هذه المواجهات، ولم تستطع المصادر الأمنية تأكيد ما إذا كان المسلحون لبنانيين أم سوريين معارضين للنظام في دمشق.

واندلعت أعمال العنف هذه بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران مصدرها الجانب السوري، لدى وجوده على مقربة من نهر يفصل بين البلدين بحسب المصدر.

وأفاد مسؤول محلي لبناني بأن من بين المسلحين أفرادا من عشيرة اللبناني القتيل.

وفي السياق نفسه، أعلنت القوات السورية أمس، إحباط محاولات تسلل مجموعات «إرهابية» مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى سورية عبر ريف تلكلخ في محافظة حمص.

ونقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن مصدر بالمحافظة قوله إن مجموعات «إرهابية» مسلحة قادمة من مناطق المقيلبة والهيشة والرامة داخل الأراضي اللبنانية حاولت التسلل إلى سورية عبر قرى المشيرفة ومراسيا وبعيون بريف تلكلخ، بالتزامن مع إطلاق نيران أسلحتها الرشاشة والقذائف الصاروخية على مخافر حرس الحدود وسكان القرى السورية في المنطقة المذكورة. وأضاف المصدر أن القوات المسلحة تصدت لهذه المجموعات وتمكنت من إيقاع أعداد من «الإرهابيين» بين قتيل ومصاب، بينما لاذ من نجا بالفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية.

القتال في سورية

في هذه الأثناء، واصلت وحدات من الجيش السوري ملاحقتها المجموعات المسلحة المعارِضة في أرياف دمشق وإدلب وحمص موقعة العديد من أفرادها قتلى ومصابين، ودمرت أوكاراً وتجمعات لها.

وذكرت «سانا» أن وحدات من الجيش السوري أوقعت في دمشق العديد ممن أسمتهم بـ»الإرهابيين» قتلى ومصابين في مدينة داريا والعتيبة والمنصورة والبحدلية.

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول أنه تم القضاء على عدد من القناصين في محيط سكة القطار بمدينة داريا، إضافة إلى تدمير عربة مزودة برشاش ثقيل ومصادرة أسلحة وذخيرة كان «الإرهابيون» يستخدمونها في أعمالهم «الإجرامية».

وحسب الوكالة، تشهد بعض أحياء مدينة داريا استقرارا ملحوظا بعد أن قضت القوات السورية المسلحة على تجمعات «الإرهابيين» وأوكارهم فيها، بالتزامن مع ملاحقة ما تبقى من «إرهابيين» وقناصين في أحياء أخرى.

المجلس الوطني

من جهة أخرى، طالب رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، أمس، الجامعة العربية بالتدخل العاجل لدى نظام الأسد لتوفير الحماية للشعب السوري ووقف الموجة الجديدة من تدمير المدن السورية بصواريخ سكود الباليستية، التي أدت إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين.

وانتقد صبرا في تصريحات صحافية عقب لقائه الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي الصمت العربي والدولي تجاه الجرائم الكبيرة التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين، مضيفاً أنه نقل إلى العربي «حقيقة الأوضاع الأمنية السيئة في سورية».

من جهة أخرى، نفى صبرا أن تكون قوى المعارضة السورية قد ألغت زيارتها لكل من موسكو وواشنطن «بل قامت بتعليق نشاطاتها في الخارج»، نتيجة لتطورات الوضع الداخلي الذي فرضه قصف مدينة حلب بصواريخ سكود، مؤكداً أن الاتصالات الدولية ستتواصل «في الوقت المناسب».

وحول تشكيل الحكومة الانتقالية، كشف صبرا أن تشكيل الحكومة «أمر غير وارد الآن بل الوارد هو الحكومة المؤقتة، وهي موضوعة على جدول أعمال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، مضيفاً أنه «من السابق لأوانه الحديث عن أي شخصيات أو ترشيحات في هذا الشأن».

الخارجية الأميركية

في موازاة ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية أمس الأول، أنها تتطلّع إلى اجتماع قريب مع قيادة الائتلاف السوري المعارض، لمناقشة سبل مساعدة الشعب السوري على تحقيق الانتقال السياسي في بلادهم، وأشارت إلى أنها ساعدت لجان محلية معارضة للعب دور حيوي في «الثورة».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند، في بيان، إن بلادها ساهمت بـ385 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين والمدنيين النازحين داخل سورية بسبب «عنف النظام»، لافتة إلى أن الولايات المتحدة زادت من مساعداتها الإنسانية بالتعاون الوثيق مع الناشطين السوريين، وحثت الدول الأخرى على الحذو حذوها.

وأضافت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «فاقد للشرعية، وهو يبقى في السلطة بقوته الوحشية فقط».

وقالت نولاند: «إن الولايات المتحدة لا ترى مؤشراً على أن الشعب السوري الشجاع الذي يقاتل ضد العدوانية سيقبل بقادة هذا النظام كجزء من سلطة حكم انتقالية». ودانت بأشد العبارات «سلسلة الهجمات الصاروخية ضد حلب، وخاصة أحدثها بصواريخ سكود على المدينة في وقت متأخر من يوم الجمعة (الفائت)، الذي أودى بحياة عشرات المدنيين».

أردوغان

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس من الإمارات، أن بلاده لن تبقى ساكتة أمام «الجرائم» التي تُرتكب بحق الشعب السوري.

وقال أردوغان في مؤتمر حول الاتصال الحكومي في إمارة الشارقة: «لن نبقى ساكتين أمام الدكتاتور الظالم في سورية»، مندداً «بسقوط عدد كبير من الأطفال والنساء كل يوم».

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،

يو بي آي)

back to top