ترأس الدورة 16 من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والتحريك رئيس المركز القومي للسينما ومدير التصوير كمال عبد العزيز، وأدارها السيناريست  والمنتج محمد حفظي.

Ad

كان واضحاً أن إدارة المهرجان تجتهد للخروج بالدورة إلى بر الأمان على رغم مجمل التحديات التي واجهتها وهددت استمرارها مراراً.

سيطرت السياسة على أجواء المهرجان، بدءاً من الافتتاح العاصف، وصولاً إلى حدث اعتصام المثقفين في مكتب وزير الثقافة المصري الذي فرض نفسه على الأحداث وكان مثار اهتمام الحاضرين وكثير من الندوات التي أقيمت على هامش المهرجان.

بدأ خالد النبوي ندوة فيلمه «فردي» بالوقوف دقيقة حداد على شهداء الثورة المصرية، وطالب الحضور بالنزول يوم 30 يونيو للتخلص من حكم جماعة «الإخوان المسلمين»، كذلك طالب جموع الشعب المصري بالنزول إلى الشارع أمام بيوتهم فوراً، معلناً تضامنه مع كبار المثقفين المعتصمين في وزارة الثقافة دفاعاً عن الثقافة المصرية.

كذلك أشار إلى أنه سينضم إليهم بمجرد عودته من الإسماعيلية، ووجه رسالة إلى رئيس جمهورية مصر محمد مرسي طالبه فيها بالرحيل عن الحكم  لأنه ليس قادراً عليه. وأشار إلى أن مصر بحاجة إلى ثورة جديدة يوم 30 يونيو، مؤكداً أن الثورة ستستمر حتى تحقق جميع أهدافها.

أما عن تجربته في «فردي» فأوضح النبوي أن العمل يشكل ثاني أفلامه التسجيلية، بعدما قدم سابقاً فيلم «القاهرة منورة بأهلها» مع المخرج الراحل يوسف شاهين، مؤكداً أنه لا يهتم بنوعية الفيلم بقدر اهتمامه بمضمونه، فيحرص دائماً على تقديم الفن الذي يحبه.

النبوي أكد إعجابه بالتجربة التي أتاحت له التعبيرعن مشاعره بنظراته، وهو أصعب أنواع التمثيل.

إقالة الوزير

خلال ندوة فيلم «يهود مصر» للمخرج أمير رمسيس أكد الأخير أن المثقفين معتصمون حتى إقالة الوزير، وأن الجميع سيشارك في 30 يونيو الجاري لأجل التخلص من حكم «الإخوان» الذي يعادي الثقافة والفنون.

أما الفنان خالد أبو النجا الذي قدم الندوة، فأكد على أهمية إقامة المهرجانات السينمائية وجميع الفعاليات الثقافية، رغماً عن كل محاولات القضاء عليها، مؤكداً أن السينما مستمرة والثورة أيضاً.

كانت مدينة الإسماعيلية شهدت أثناء المهرجان انقطاعاً متكرراً للكهرباء، أدى إلى خلل في جدول البرامج والندوات، فألغيت ندوة فيلم {محمد ينجو من الماء} للمخرجة صفاء فتحي، والتي كان مقرراً أن تديرها الناقدة ماجدة موريس.

كذلك ألغيت ندوة فيلم {18 يوم} بسبب انقطاع الكهرباء أيضاً، ما اضطر إدارة الكهرباء إلى استخدام مولد كهرباء بديل لعرض الفيلم.

صرحت المخرجة كاملة أبو ذكري التي شاركت بصناعة الفيلم أن فكرته ترجع إلى المخرج يسري نصر الله الذي اقترح صناعته بهذا الشكل، معربة عن سعادتها الشديدة بعرض الفيلم في المهرجان، ومشيرة إلى أنهم صنعوه في لحظة سعادة وأمل بمستقبل مشرق توهموا فيها أن مصر تخلصت من السلبيات كافة التي كانت منتشرة قبل الثورة.

يتضمن فيلم {18 يوم} عشرة أفلام قصيرة صُنعت بسرعة ومن دون إتقان، لذا جاء معظمها ضعيف المستوى، ما عدا {خلقة ربنا} من إخراج كاملة أبو ذكري وبطولة ناهد السباعي، ويدور حول فتاة تبيع الشاي والبيبسي في ميدان التحرير تمر بأزمة بعد أن تصبغ شعرها بلون مختلف لا يعجب المحيطين بها، ثم تشارك في تظاهرات يناير وتصاب بطلق ناري، وأثناء استشهادها تتساءل هل ما قامت به يعد حراماً؟

كذلك جاء {حظر تجول} لشريف بنداري جيداً في المستوى، ويدور حول جد يضطر إلى نزول الشارع في السويس أثناء حظر التجول، بعد أن يخدعه حفيده ويقول إنه مريض كي يتسنى له أخذ صورة إلى جوار الدبابة، والمبيت في الشارع مع المعتصمين.

المرأة

حازت المرأة حضوراً قوياً في المهرجان، و}خلف المرآة} للمخرج محمد ممدوح الذي يدور حول النساء اللائي يقدن سيارات الأجرة أحد أبرز الأفلام في هذا المجال. يرصد الفيلم كثيراً من النماذج النسائية التي تعمل في هذه المهنة، واحدة تقود سيارة أجرة والثانية باصاً والثالثة سيارة نقل ثقيلة، وأخيراً فتاة في العشرين من عمرها تقود {توك توك}. عرض الفيلم لحياتهن الخاصة وكيفية  ممارستهن هذه المهنة التي ظلت حتى وقت قريب مقصورة على الرجال، ليؤكد أن المرأة لديها قوة احتمال وقدرة على التغيير، على عكس ما يشاع في المجتمع.

يُذكر أن الأفلام التي فازت بجوائز الدورة تدور كلها في أجواء إنسانية، أبرزها  {أرواح الأسد}، الذي يتناول رحلة العلاج الطبيعي لأحد المصابين بإصابة شديدة في قدمه، وقدرته على اجتياز هذه الأزمة، و}محمد ينجو من الماء} للمخرجة المصرية صفاء فتحي ويدور حول شقيقها الذي توفى بعد رحلة طويلة مع مرض الفشل الكلوي.

كذلك فيلم {2}، الذي يدور حول أب يصنع آلة {أوكرديون} بنفسه لابنته بعد أن يمنعها من العزف.

مدير المهرجان صرح حفظي قال إنه سعيد بمستوى الأفلام التي شاركت في الدورة، خصوصاً أن الجوائز ذهبت إلى أفلام إنسانية، وهو القرار الصائب برأيه.