واشنطن وموسكو تتفقان على خطة لتطبيق المبادرة الروسية

نشر في 15-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 15-09-2013 | 00:01
No Image Caption
• أوباما: العمل العسكري سيبقى مطروحاً • «الجيش الحر»: الاتفاق لا يعنينا ولن نلتزم بأي هدنة
توصلت واشنطن وموسكو أمس إلى خطة عملية لتطبيق المبادرة الروسية حيال سورية التي تنص على وضع السلاح الكيماوي السوري تحت إشراف دولي ثم تفكيكه وتدميره، وذلك بعد مباحثات مطولة بين وزيري خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف. ورحبت باريس بالاتفاق في وقت رفض «الجيش الحر» الاتفاق والالتزام بأي وقف لإطلاق النار مع قوات نظام الأسد.

في ختام ثلاثة أيام من المباحثات المكثفة، توصل وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف أمس إلى آلية تطبيق المبادرة الروسية لنزع السلاح الكيماوي السوري التي وافق عليها نظام الرئيس بشار الأسد. وتنص الخطة على تسليم دمشق كل المعلومات عن ترسانتها بحلول أسبوع، وعلى إجراءات عقابية بينها صدور قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع.

 

كيري 

 

وأعلن كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف التوصل إلى اتفاق يقضي بمنح السلطات السورية مهلة اسبوع واحد يجب خلالها تقديم كل تفاصيل سلاحها الكيماوي، مضيفاً أن «الطرفين ملتزمان بفرض السيطرة سريعاً على تلك الأسلحة ووضع نقاط التعامل معها بصورة حاسمة».

وأوضح كيري أن «المهلة لم تعد 30 يوما بل أصبحت أسبوعا واحدا لتقديم دمشق كل المستندات المتعلقة بتفاصيل ترسانة اسلحتها الكيمائية بما في ذلك أنواعها وأماكن توزيعها وأيضاً استكمال انضمامها الى اتفاقية حظر تلك الاسلحة والتعاون التام مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، مشيراً الى أن «الاتفاق يعني بدء عمل المفتشين مع حلول شهر نوفمبر المقبل على أن تنتهي عملية التدمير في منتصف العام المقبل على أقصى تقدير».

وأكد الوزير الأميركي «ضرورة التزام السلطات السورية بضمان دخول المفتشين والخبراء المعنيين بالعمل في هذا الملف داخل سورية وضمان سلامتهم هناك»، مشيرا الى «مسؤولية المعارضة السورية أيضا عن سلامة الخبراء اثناء اقامتهم وتنقلهم في سورية»، مشدداً على أن الاتفاق «يهدف الى القضاء بشكل تام على الاسلحة الكيماوية السورية سواء داخل سورية او نقل بعض منها الى الخارج لتدميرها إذا لم يتثن تدميرها في الداخل».

ولفت الى أن «الاتفاق يعزز معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية بما فيها الحالات الاستثنائية وبما فيها التطبيق الشامل والدعم الكامل من الأمم المتحدة في التفتيش والتدمير»، مؤكدا أن «عدم الالتزام بهذا الاتفاق سيؤدي الى فرض اجراءات وفق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة من خلال مجلس الامن»، وتابع: «الجميع الآن يتوقعون من الرئيس السوري الالتزام بما قطعه على نفسه اذ يجب ان يدرك أنه لا مجال للتسويف».

 

لافروف 

 

من ناحيته، قال لافروف إن مجلس الامن الدولي سيتحرك في حال لم تفِ سورية بالتزاماتها في ما يتعلق بالاسلحة الكيماوية، وأوضح: أنه «في حال عدم احترام دمشق للشروط أو في حال استخدام الاسلحة الكيميائية من اي جهة كانت، فان مجلس الأمن الدولي سيتخذ تدابير في اطار الفصل السابع» من ميثاق الامم المتحدة، الذي يجيز استخدام القوة، ولكنه شدد في المقابل على أن «هذا لا يعني بالطبع اننا سنصدق اي حالة انتهاك يتم رفعها الى مجلس الامن الدولي بدون التحقق منها».

واعتبر أن محادثاته مع كيري في جنيف حققت الهدف الذي حدده الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما من اجل فرض اشراف دولي على الاسلحة الكيماوية السورية.

باريس 

 

ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس بإعلان الاتفاق الأميركي - الروسي، معتبرا انه «تقدم مهم». وقال فابيوس في بيان ان «مشروع الاتفاق يشكل تقدما مهما»، موضحا ان باريس ستأخذ في الاعتبار تقرير خبراء الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي في اغسطس، والذي يتوقع صدوره غدا «لتحدد موقفها». وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فإن هذا التقرير «سيخلص بشكل دامغ الى ان السلاح الكيميائي استخدم» في سورية. ولا يخول التفويض الممنوح للمفتشين تحديد الجهة المسؤولة عن هجوم 21 اغسطس الكيميائي والذي حمل الغربيون نظام بشار الأسد مسؤوليته.

وسيلتقي فابيوس كيري ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ غدا في باريس لمناقشة «مضمون الاتفاق الروسي الأميركي وشروط المواقفة والتنفيذ»، بحسب وزير الخارجية الفرنسي الذي كشف أيضا انه سيزور بكين اليوم الأحد وموسكو الثلاثاء.  

 

أوباما 

 

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما جدد أمس في خطابه الاسبوعي المسجل استعداد واشنطن للعمل العسكري في سورية بحال فشلت الدبلوماسية. وقال أوباما إن «ثمة أملا بالحل الدبلوماسي في سورية، وإن جزءا من ذلك يعود إلى التهديد الحقيقي بإجراء ضربة عسكرية أميركية». وأضاف أن روسيا انضمت إلى المجتمع الدولي في دفع سورية إلى التخلي عن أسلحتها الكيماوية، مؤكداً «اتخاذ واشنطن خطوات لضمان أن ذلك ليست خطة للمماطلة».

«الجيش الحر»

 

في المقابل، أعلن رئيس هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» سليم ادريس في مؤتمر صحافي في اسطنبول أمس، أن قيادة «الجيش الحر» ترفض المبادرة الروسية، معتبراً أنها «محاولة لكسب الوقت» لنظام الأسد. وفي اشارة الى الاتفاق بين كيري ولافروف، أكد إدريس ان «هذه الاتفاقات لا تعنينا»، مشددا على «اننا سنعمل على اسقاط بشار الأسد». وقال ادريس: «نحن في الجيش الحر غير معنيين بتنفيذ اي جزء من الاتفاقية (...) انا واخوتي المقاتلون سنستمر في القتال حتى اسقاط النظام. لا نستطيع ان نوافق على هذه المبادرة». ووعد القيادي العسكري المعارض بتقديم الحماية للمفتشين الدوليين الذين من المقرر ان يتوجهوا الى سورية، الا انه اشار الى أن قواته لن تلتزم بأي هدنة أو وقف إطلاق نار مع قوات الأسد. 

(جنيف، بشكيك، أنقرة ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

 

back to top