أوباما لـ «الكونغرس»: عدم التحرك حيال سورية ليس خياراً

نشر في 08-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-09-2013 | 00:01
No Image Caption
الرئيس الأميركي يحصل على دعم أوروبي واسع... وبرلين تنضم الى «إعلان الدول الـ 11»
ارتفعت احتمالات شن ضربة أميركية على سورية، بعد أن حصل الرئيس الأميركي باراك أوباما على دعم اوروبي واسع، وكثف جهوده لإقناع الكونغرس بمنحه تفويضاً لاستخدام القوة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أعضاء الكونغرس الى "عدم التغاضي" عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية، ودعم ضربة عسكرية ضد دمشق، معتبراً أن عدم التحرك ليس خياراً أمام الولايات المتحدة.

وحذر أوباما في كلمته الأسبوعية من أن "عدم الرد على مثل هذا الهجوم الفاضح سيزيد مخاطر رؤية أسلحة كيماوية تستخدم مجدداً أو أن تسقط في أيدي إرهابيين قد يستخدمونها ضدنا وهذا سيوجه رسالة كارثية الى الدول الاخرى، بأنه لن يكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الأسلحة"، مذكراً بأنه بصفته قائدا للقوات المسلحة يريد ضرب سورية ومعاقبة نظام الرئيس بشار الأسد.

ويعود أعضاء الكونغرس من عطلتهم الصيفية غداً الاثنين الى واشنطن، فيما اعلن مسؤول جمهوري كبير في مجلس النواب أن التصويت على التفويض باستخدام القوة في سورية سيحصل "خلال الاسبوعين المقبلين". ويلقي الرئيس الأميركي خطابا موجها الى الامة الثلاثاء، لكنه اقر بان اقناع اعضاء الكونغرس الاميركي بدعم تحرك عسكري ضد سوري سيكون "مهمة صعبة".

وأوضح أوباما أن الضربة على سورية "لن تكون مثل العراق او افغانستان. لن يتم نشر قوات اميركية على الارض. واي عمل سنقوم به سيكون محدودا زمنيا وفي نطاقه وهدفه ردع الحكومة السورية عن استخدام الغاز الكيماوي ضد شعبها مجددا وخفض قدراتها على القيام بذلك".

تطمينات

وفي ما بدا انه محاولة من إدارة أوباما لطمأنة المترددين من الضربة، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف أمس أن بلادها ماضية في ضرب سورية، مشددة على أن "هذه الخطوة لا تهدف إلى تغيير النظام". وأوضحت المتحدثة أن واشنطن "تسعى الى شن هجمات تهدف إلى شل قدرات القوات السورية النظامية وردع الأسد، عن الإقدام على استخدام الأسلحة الكيماوية، حيث إن الجميع يعلم أنه قد يقدم على ذلك مرة أخرى".

وشددت على حرص بلادها "ألا يتم أي تصعيد خلال هذا العمل العسكري"، لافتة إلى ان "الرئيس أوباما قال، منذ البداية، إن شن عملية عسكرية على سورية لا يرمي إلى إسقاط نظام الأسد، فالحل يكمن دائما في التسوية السياسية والعودة إلى قرارات مؤتمر جنيف وما نتج عنه"، مشيرة إلى المخاوف التي تنتاب الإدارة الأميركية من وقوع الأسلحة الكيماوية في ايدي "الجماعات المتطرفة".

دعم أوروبي

وحصل أوباما على دعم قوي جدا من الاتحاد الاوروبي، فقد دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أمس في ختام اجتماعهم في فيلنيوس في ليتوانيا بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى "رد واضح وقوي" على الهجمات الكيماوية في سورية.

واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في ختام الاجتماع "نريد ردا واضحا وقويا" على الهجمات الكيماوية التي وقعت في 21 اغسطس في منطقة الغوطة قرب العاصمة السورية. واوضحت اشتون عند تلاوتها البيان الختامي ان الوزراء اتفقوا على وجود "قرائن قوية" تشير الى ان النظام السوري مسؤول عن هذه الهجمات.

وفي مستهل الاجتماع اعلن عدة وزراء انه من المهم انتظار تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيماوية قبل اتخاذ قرار، وذلك بعد أن قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس أنه سينتظر التحقيق الدولي وقرار الكونغرس الأميركي قبل المشاركة في الضربة.

واثار وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي مفاجأة عند اعلانه ان المانيا توقع بدورها على النداء الذي يدعو الى "رد دولي قوي" والذي اطلقته أمس الأول 11 دولة بينها الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرلانسا والسعودية وكندا في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ. وكانت المانيا الجمعة الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الاوروبي الحاضرة في قمة مجموعة العشرين، التي لم توافق على النداء، وهو قرار فسرته بالحاجة الى احترام العملية الاوروبية. واشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بقرار المانيا قائلا ان "الواقع ان اوروبا متحدة وهو امر جيد".

أنقرة

في سياق آخر، شددت تركيا الإجراءات الأمنية على حدودها الجنوبية الشرقية مع سورية أمس فيما شوهد جنود يقومون بدوريات في المنطقة الحدودية. . وبعد وصول قوافل عسكرية كبيرة الى منطقة يايلاداغي بإقليم هاتاي شوهدت يوم الخميس الماضي  وتحمل معدات مختلفة قالت وسائل إعلام تركية إنه تم نشر الجنود والدبابات وناقلات الجند المدرعة على الحدود مع سورية. وقالت وكالتا اخلاص ودوغان التركيتان للأنباء أمس الأول إن قوافل عسكرية تتكون من مركبات مدرعة وناقلات جند وصلت الى يايلاداغي المتاخمة للمنطقة الساحلية الواقعة بشمال غرب سورية. وتحدثت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن انتشار عسكري مماثل الى جانب انتشار الدبابات الى الشرق على الحدود في اقليمي كيليس وغازي عنتاب.

(واشنطن، فيلينوس، دمشق، أنقرة - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

back to top