أكد الساجر أن أهم التحديات التي تواجه سير عمل «نفط الكويت» ضعف المعلومات عن الأعماق السحيقة، التي تحدد رؤية الشركة لطبقات الأرض، عبر عمل الاهتزازات الأرضية والسونار.

Ad

ذكر رئيس فريق التقييم الاستكشافي في ادارة الاستكشاف بشركة نفط الكويت عبدالعزيز الساجر ان طبيعة عمل التنقيب عن النفط والغاز في الكويت تتمثل بكيفية التشخيص لعمليات ومواقع الحفر، حيث انه بعد الحفر تتم عملية الاختبارات التجريبية، مضيفا: "لم نصل حتى الآن الى بعض الطبقات، لمعرفة مدى جدواها الاقتصادية ووجود النفط والغاز فيها".

وقال الساجر، لـ"الجريدة"، إن بعض الطبقات تم الوصول اليها واستكشاف النفط والغاز فيها، وسيتم بعد ذلك معرفة مدى امتداد هذه الطبقات بالنسبة للمناطق التي تم استكشافها، وتحديد هذه المناطق وتقييمها وارسال البيانات الى مرحلة التطوير.

واضاف ان "الكويت في حاجة ملحة لمنتج الغاز، وهناك تركيز كبير في عملياتنا على الطبقات الارضية التي تحتوي على الغاز"، مشيرا إلى ان "من اهم التحديات التي تواجه سير عملنا هي المعلومات التي تحدد رؤيتنا لطبقات الارض عبر عمل الاهتزازات الارضية والسونار لها".

واوضح ان مثل هذه المعلومات "لها محدودية في القراءة، لانها تتم على اعماق تتراوح بين 20 و24 الف قدم تحت الارض، وهذه الاعماق السحيقة يكون لها نظام خاص للتعرف عليها، وهو ما لا نملكه"، مشيرا إلى "اننا نعمل وفق محدودية من المعلومات".

تكنولوجيا متطورة

وفي ما يتعلق بتكنولوجيا الاستكشاف قال الساجر إن "نفط الكويت تسعى دائما للتوصل الى احدث وآخر التطورات في الاستكشاف، ومثال على ذلك عمليات السايزمك، حيث يتم تجربة وسائل التكنولوجيا المتطورة لمحاولة التعرف على المعلومات التي يستند إليها خاصة في الاعماق السحيقة، وتساندنا التكنولوجيا المتطورة في تحليل المعلومات، ومن ثم يتم اتخاذ قرار حفر البئر".

واضاف ان "هناك امرا آخر يتم فيه استخدام التكنولوجيا خاصة في عمليات الحفر، حيث يتم انزال جهاز لاخذ قراءات لكل الطبقات، الا ان هذه الاجهزة لها محدودية، لانه كلما زاد قطر الحفرة زادت صعوبة الحصول على المعلومات".

وزاد ان "نفط الكويت" بصدد التعاون مع الشركات النفطية الخدماتية لتطوير هذه الجزئية من الاعمال لامكانية القراءة المثلى في هذه الاعماق، حيث ان هذا العمل سيوفر الوقت والجهد على الشركة، مشيرا الى ان فريق البحث والتكنولوجيا هو من توكل اليه مهام ايجاد التكنولوجيا الجديدة للاستكشاف والتطوير.

واستعرض اهم الاعمال التي يقوم بها فريق التقييم الاستكشافي حاليا قائلا: "هناك عمليات في منطقة الركسة يتم تقييمها، اضافة الى منطقتي الجهراء وخشمان، وكذلك منطقة حقل برقان ومنطقة عدال، التي تقع بين عريفجان والاحمدي، واخيرا هناك تقييم في منطقة كراع المرو والمناقيش".

تحقيق النجاح

وعن الفترة الزمنية التي يستغرقها التقييم والاستكشاف ذكر الساجر ان "عملياتنا تستغرق قرابة سنة مالية كاملة"، مؤكدا ان "فريقنا دائما ما يسعى إلى تحقيق النجاح، لذلك يستغرق الامر وقتا طويلا".

يذكر أن الأهداف الاستراتيجية لقطاع الاستكشاف والإنتاج تتمثل في تعظيم القيمة الاستراتيجية من النفط الخام، من خلال أن تكون الشركة مصدرا آمنا ومضمونا يلبي احتياجات العملاء، عبر تنمية القدرات الفنية والطاقة التشغيلية، وتحقيق أعلى قيمة للتكامل بين سلسلة العمليات مع تنويع درجات جودة النفط الخام، والاستغلال الأمثل للقيمة الكامنة في الغاز، والاستخدام الأمثل للغاز المصاحب، وزيادة انتاج الغاز غير المصاحب لسد احتياجات الطاقة بالكويت، وتحقيق الأهداف البيئية والقيمة المرجوة.

وكذلك عبر انماء الاحتياطيات النفطية لضمان استدامة الانتاج لتطوير برامج العمل والمشاريع المتعلقة بالاحتياطيات الهيدروكربونية ومتابعتها بشكل يدعم ويحافظ على نمو الطاقة الإنتاجية، من خلال تكثيف النشاط الاستكشافي في البحر وعلى اليابسة، وعن طريق تملك حقول جديدة وتطبيق أنسب الممارسات لإدارة المكامن النفطية.

كما يقوم القطاع بتوظيف ذوي الكفاءة والموهبة، مع المحافظة عليهم، من خلال تهيئة بيئة عمل تشجع على الأداء المتميز، والتي تقوم على تحفيز ودعم عملية التطوير  للقدرات القيادية والفنية، اضافة الى الاستفادة من التقنيات الحديثة باتباع نهج مبني على استخلاص القيمة في آليات البحث واختيار وتطوير وتطبيق الحلول التقنية المناسبة للأعمال الرئيسية والمساندة، من خلال الاستثمار والشراكة ونقل التقنيات.

يشار إلى أن نسبة نجاح الاستكشاف لمكامن جديدة وصلت عام 2011 إلى 100 في المئة، مع وجود كميات من النفط الخفيف والغاز المصاحب في مناطق واسعة من نطاق عمليات الشركة، وهذا النجاح تحقق بفضل العامل البشري المتمثل في اعتماد الشركة على خبرات وطنية وأجنبية على مستوى عال، واستخدام التقنيات الحديثة، والاستفادة من خبرات شركات الخدمات النفطية العالمية الرائدة في مجالات الاستكشاف والإنتاج.