أعلن الجيش الموالي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس سيطرته على الطريق الدولي الواصل بين محافظتي حماة (وسط) وحلب شمال البلاد.

Ad

وذكر بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام السوري هي «سلمية وأثريا، وخناصر، والمزرعة، ورسم النقل، وأم عامود صغير، وأم عامود جنيد، وقبتين، وخريوش، وجلاغيم، والسفيرة، ومؤسسة معامل الدفاع، ومراكز البحوث العلمية، وباشكوي، وتل عابور، وتركان، وتل شغيب، والنيرب، ومخيم النيرب، ومطار حلب الدولي».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس بأن قوات الأسد سيطرت على قرية تل شغيب في خطوة تعد الأخيرة نحو إقامة خط إمداد بري من الشمال إلى حلب من محافظة حماة، وهو طريق حيوي لقوات الاسد التي فقدت السيطرة على جزء من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن هذا المكسب مهم للنظام. وكان يتحدث عن هجوم الجيش شمالا، الذي قوض العديد من مكاسب المعارضة عندما تحركت جنوبا الى حماة من محافظة حلب في نهاية العام الماضي.

معارك الرقة

في غضون ذلك، قتل عشرات الجنود والمعارضين المسلحين أمس في معارك طاحنة في مدينة الرقة قرب الحدود التركية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «مواجهات عنيفة تدور بين عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في ضواحي الرقة (550 كلم شمال شرق دمشق) وسمع دوي انفجارات في المدينة بينما ترتفع اعمدة الدخان»، وأضاف ان «الجيش يقصف العديد من الاحياء في المدينة اضافة الى ضواحيها، والمعارك أسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمقاتلين المعارضين»، من دون أن يتمكن حتى الان من تحديد حصيلة. وأفاد المرصد وناشطون في المكان بأن مروحيات الجيش النظامي تدخلت لقصف مواقع المعارضين.

والرقة مدينة استراتيجية على نهر الفرات قرب الحدود التركية. ولجأ اليها العديد من النازحين من سائر انحاء سورية منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل نحو عامين.

المعلم وصالحي

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن باستطاعة الولايات المتحدة الأميركية «وقف سفك الدم السوري إذا أرادت». وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي في طهران أمس «إن قطار الحوار مع المعارضة (السورية) وضع على السكة، لكن كلما تقدم قطار الحوار نحو محطة جديدة يتصاعد العنف».

وقال إن «الجهود المشتركة لوقف العنف تبدأ بالضغط على تركيا وقطر وآخرين من الذين يدعمون الإرهاب ويمولون ويسلحون هذه المجموعات الإرهابية التي تسفك الدم السوري».

وتساءل كيف أن اميركا التي تفرض هي والاتحاد الاوروبي وبعض العرب «حصارا اقتصاديا على الشعب السوري ثم تخصص 60 مليون دولار لمساعدة مجموعات معارضة بحجة مساعدات غير قاتلة... هم يقتلون الشعب السوري».

ورداً على سؤال عن إعلان الولايات المتحدة نيتها تقديم مساعدات «غير قاتلة» لمقاتلي المعارضة، قال المعلم «إن أكثر وصف مهذب لهذا الأمر هو ازدواجية المعايير»، معتبراً أن من يدعو إلى الحل السياسي «لا يعاقب الشعب السوري ويموّل حفنة من هذا الشعب». وتساءل «على من يضحكون حين يتحدثون عن سلاح غير قاتل، فهل هناك سلاح غير قاتل؟»، مضيفاً «نعرف أن للولايات المتحدة دورا مهما، وهي قادرة على وقف سفك الدم السوري إذا أرادت».

من جانبه، قال صالحي إن «الأزمة السورية ليس لها حل عسكري... الحل الوحيد هو الحوار بين المعارضة والحكومة السورية. السوريون يجب أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم». ودعا «الدول الى وقف دعم المرتزقة ليعود الهدوء الى سورية. يجب طرد المرتزقة من سورية وأن يقرر السوريون مصيرهم بأنفسهم وايران تطالب بوقف العنف».

(دمشق، طهران - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)